تحليل: وديعة الإمارات تؤجل انهيار الجنيه بالسوق السوداء

ساهم إعلان دولة الإمارات عن ضخ وديعة بقيمة 2 مليار دولار لدى البنك المركزى خلال الأيام المُقبلة أثناء زيارة ولى عهد أبوظبى إلى مصر فى الحد من التراجعات المتواصلة للجنيه المحلى أمام الدولار فى السوق السوداء ووصوله لمستويات تاريخية قاربت ال11.5 جنيه .
ورغم التوقعات التى سبقت جولة المباحثات المصرية الخليجية الأخيرة بعدم حصول مصر على مساعدات نقدية من دول الخليج مرة أخرى، فى ظل الأزمة التى تعانى منها تلك الدول نتيجة تراجع أسعار النفط، أعلن ولى عهد أبو ظبى فى زيارته الأخيرة لمصر تقديم وديعة للبنك المركزى المصرى بقيمة مليارى دولار بخلاف مليارى دولار استثمارات فى مشروعات تنموية.
ويأتى الإعلان عن هذه المساعدات فى ظل تدهور الاحتياطى النقدى الأجنبى المصرى واستقراره قرب ال16 مليار دولار فى ظل انخفاض العائدات من السياحة والصادرات والاستثمارات الأجنبية المباشرة، وارتفاع أسعار الدولار فى السوق السوداء بسبب زيادة الطلب على العملة الخضراء مع اقتراب شهر رمضان وزيادة الواردات من السلع ونقص المعروض من السلع .
وتعزز الوديعة الجديدة من موقف الاحتياطى النقدى الأجنبى ليصل إلى نحو 18.5 مليار دولارعقب استلامها كما يكثف المركزى جهوده لتوفير موارد أخرى من البنك الدولى عبر قرض الثلاث مليارات دولار والمُقرر استلام مليار دولار منه خلال العام الجارى، بالاضافة إلى التفاوض مع مؤسسات ودول أخرى لتوفير قروض دولارية، وأعلن طارق عامر محافظ البنك المركزى فى وقت سابق استهدافه زيادة الاحتياطى النقدى الأجنبى إلى 25 مليار دولار بنهاية 2016 .
ويشار إلى أن محافظ البنك المركزي طارق عامر، قد صرح مطلع الشهر الجاري بأن مصر ستسدد مبلغ 1.8 مليار دولار لصالح قطر ونادي باريس في يوليو القادم، وبلغ الاحتياطي النقدي لدى البنك المركزي 16.56 مليار دولار بنهاية مارس الماضي مسجلا ارتفاعا للشهر السادس على التوالي.
وقدمت الإمارات لمصر دعمًا كبيرًا منذ يونيو 2013 تمثل فى حزم استثمارية عاجلة بجانب وديعة بقيمة مليار دولار أثناء قمة مارس، ووفقًا لبيانات وزارة التعاون الدولى فقد وقعت الإمارات مع مصر خلال أكتوبر 2013 منحة لا ترد بقيمة 4.9 مليارات دولار لتنفيذ مشروعات تنموية .
وسجلت أسعار الدولار فى سوق الصرف عقب الإعلان عن الوديعة الإماراتية تراجعات متتالية ليتراوح سعر الدولار فى السوق السوداء ما بين 10.5 و10.7 جنيه مقابل 11.5 جنيه قبل زيارة ولى عهد إمارة أبوظبى لمصر، بينما تسجل الأسعار فى السوق الرسمية 8.83 جنيهات للشراء و8.88 جنيهات للبيع .
طارق فايد، نائب محافظ البنك المركزى المصرى، أعلن إن الوديعة الإماراتية الجديدة ستساهم بشكل كبير فى دعم الاحتياطى النقدى الأجنبى لدى البنك المركزى وتخفف من الضغط على السيولة الدولارية بالسوق المصرية .
وشدد على أن الوديعة الجديدة ستدعم من قدرة البنك المركزى على مواجهة السوق السوداء التى تشهد ارتفاعًا كبيرًا خلال الفترة الماضية، بسبب نقص السيولة الدولارية، لافتًا إلى أن المركزى يأمل استلام الوديعة خلال الأيام القليلة المقبلة لضخها فى الاحتياطى النقدى الأجنبى.
فى ذات السياق أكدت بسنت فهمى، الخبيرة المصرفية وعضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، إن دول الخليج ساندت مصر بشكل كبير خلال الفترة الماضية وقدمت دعمًا كبيرًا على مدار سنوات لدعم الاحتياطى النقدى من العملات الأجنبية وتوفير مزيد من الأموال للاستثمارات .
ولفتت إلى أن الوديعة الإماراتية الأخيرة بقيمة مليارى دولار تأتى فى وقت تحتاج فيه الدولة لموارد لدعم الاحتياطى النقدى وتوفير سيولة دولارية لمواجهة ارتفاع الطلب على العملة الخضراء، والحد من زيادة السعر فى السوق السوداء .
ورغم ذلك أكدت الخبيرة المصرفية وعضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، أن الحكومة والبنك المركزى يجب أن يسعوا لزيادة موارد الدولة من العملة الأجنبية من خلال تهيئة المناخ المناسب لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وحل المعوقات التى تواجه قطاع السياحة والذى يعد مصدرًا حيويًا من مصادر العملة الأجنبية .
ونوهت إلى أن المساعدات الخليجية تعتبر مسكنات مؤقتة للأزمات التى تواجهها الدولة، ويجب أن تسعى الحكومة لحل المشكلات التى يواجهها الاقتصاد لخلق مصادر نقد أجنبى ذاتية تحل محل المساعدات الخليجية .