وكأنها " ثورة أون لاين " عبر أثير الأنترنت ، خاضها العديد من الشباب ورواد المنتديات العامة و موقع التشبيك الاجتماعي الشهير " الفيس بوك " ضد قناة دريم بعد شائعات إيقاف برنامج العاشرة مساءا و المذيعة " منى الشاذلي " بعدما تقدم الحزب الوطني الحاكم بشكوى رسمية إلى لجنة متابعة ورصد الدعاية الانتخابية بشأن حلقة البرنامج التي تم فيها استضافة اثنين من الصحفيين للتعليق علي أسلوب الحزب في اختيار مرشحيه ، حيث اعتبر الوطني أن ذلك شأن داخلي لاينبغي تناوله في غيبة تمثيل الحزب الوطني في الحوار . هبت المنتديات العامة و مواقع التشبيك الاجتماعي ثائرة فور الشائعات التي اكدت أن الدكتور أحمد بهجت رئيس قنوات دريم قد قام بإيقاف منى الشاذلي ومن ثم إيقاف برنامج العاشرة مساءا لنحو أربعة أسابيع ، و اعتبر عدد كبير من الشباب و الكتاب أن قرار الايقاف يأتي حلقة جديدة من مسلسل " قصف الأٌقلام و إسكات الأصوات الحرة " التي يتبعها الحزب الوطني في التشديد على معارضيه بقسوة ، مثلما حدث مع مقدم برنامج القاهرة اليوم " عمرو أديب " . وربط المحتجون بين شائعة إقالة الشاذلي و بين ما حدث منذ أسابيع مع عمرو أديب ، و رئيس تحرير جريدة الدستور إبراهيم عيسى ، معتبرين أنها حملة شرسة يقودها الحزب الوطني الديمقراطي ضد معارضيه خلال الفترة الأخيرة ، يستخدم فيها حجج منطقية أو أسباب " عادية " للنيل من هؤلاء المعارضين لافساح الساحة أمام صحف الحكومة و مذيعيها للتحدث باسمها و اخراس ألسنة المعارضين . على موقع التشبيك الاجتماعي الشهير " الفيس بوك " وفي المجموعة التي تحمل اسم " منى الشاذلي" و التي يبلغ عدد أعضائها نحو 40 ألف عضوًا ، استنكروا قرار الإيقاف ، مؤكدين أنه حتى في حالة إيقاف العاشرة مساءا عن العمل و " فصل " منى الشاذلى ، فإنها حتمًا سوف تلتحق بإحدى القنوات الأخرى نظرًا لأنها شخصية لديها كاريمزا وحضور ومواقف يشهد لها بالجرأة و جديرة بالاحترام . واعتبر أعضاء المجموعة أن الحكومة إذ تضييق الخناق على الصحافة و التلفيزيون فإنها قد لا تستطيع عمل هذا مع عدد من القنوات الفضائية الأخرى والتي تبث على أقمار أخرى غير النايل سات ، مشيرين الى أن شبكة مثل سي إن بي سي ، و سي إن إن العربية و ما إلى ذلك لا تستطيع الحكومة المصرية اسكاته أو ارهابها بطريقة أو بأخرى ، نظرًا لأنها " قنوات ليس لها أجندات سياسية تخالفية مع الحزب الوطني " أو ليس لديها مصلحة مع الحكومة مثل ما لأحمد بهجت من مصلحة مع الحزب الحاكم – على حد تعليقهم - . وناقش أعضاء مجموعة تحمل اسم " برنامج العاشرة مساءا " و التي يصل عدد أعضائها نحو 30 ألف عضو ، مدى الخسارة التي تتكبدها قناة دريم بعد رحيل الشاذلي عنها أو ظهور برنامج العاشرة مساءا بدونها ، مؤكدين أنها كانت إحدى أعمدة دريم و غيابها يعني انهيار القناة كلها . كما أن تلك ال " ثورة " التي تبعت شكوى الحزب الوطني ضد منى الشاذلي اشترك فيها عدد من الكتاب أيضًا ، أبرزهم الكاتب الساخر جلال عامر و الذي كتب في جريدة المصري اليوم ضمن إحدى كلماته الراقصة التي اعتاد عليها قراءه بهذا العنوان منذ أن كان بجريدة البديل " الأستاذة «منى الشاذلى» اتهمها الحزب الوطنى بأنها أخلّت بتكافؤ الفرص وأساءت إلى الحزب الوطنى فى «العاشرة مساء»، ويقال والله أعلم إنها ترسل معدى البرنامج لتسويد البطاقات والتلاعب فى النتائج لتحويلها من انتخابات «نزيهة» إلى انتخابات «منى». - معظم المرشحين قلبوها «لحمة».. المجلس المقبل 50% منه على الأقل «بروتين». - البعض لا يريد لمصر أن تدخل النادى النووى.. الحل الوسط هو أن تلتحق مصر بالنادى النووى ثم تهرب منه مثل «الحضرى». - إسرائيل «تتسلل» إلى أفريقيا والأفارقة «يتسللون» إلى إسرائيل.. أين حامل الراية؟ " . و قال الناقد الفني طارق الشناوي على موقع الدستور " القديم " منذ يومين واصفًا أصحاب المحطات التي تتواطئ مع الحزب الوطني " لا شك أن أصحاب تلك المحطات خاضعون للدولة لأنهم أساساً رجال أعمال وبالتالي لديهم مشروعات وأموالهم كلها في يد الدولة وبعضهم يتفاخرون بأنهم أعضاء في الحزب الوطني ولجنة السياسات ويباركون التوريث إلا أنهم كانوا يعتقدون أن الدولة سوف تستوعب دورهم لجذب المشاهد المصري الذي ذهب بعيداً إلى الفضائيات العربية.. إلا أن النظام لم يتحمل ذلك لأنه كلما نجحت القنوات الخاصة في اكتساب شعبية فإنها تفضح في نفس الوقت ضعف الإعلام الحكومي وهوانه ليس فقط على الفضائيات العربية ولكن أيضاً على القطاع الخاص المصري.. في البداية كان يصل شغبهم أحياناً في تلك القنوات إلى رئيس الوزراء وفي فترة سابقة كان يصل إلى حدود وزير الداخلية.. إلا أن يد النظام طالت أصحاب هذه القنوات فأصدرت تعليمات تعتبر وزارة الداخلية خط أحمر.. ما هو المطلوب من القنوات الفضائية وما هي الممنوعات التي لا يجوز الاقتراب منها " . ومع هذا فإن هناك عدد من الأخبار غير المؤكدة التي تنفى شائعة إقالة منى الشاذلي أو إيقاف برنامج العاشرة مساءا ، إلا أن الأمر في النهاية يكشف القناع عن نية الحكومة و حزبها الحاكم في " كسر ناب " المعارضة ، و إخراس صوتها ، ولنا فيما حدث مع عمرو أديب و إبراهيم عيسى و حمدي قنديل و وائل الابراشي خير دليل ، و السؤال هنا ماذا لو استطاع النظام فعلا أن يخرس ألسنة المعارضة و أن يرهب الميكروفون و يسكته و " يقصف " سنون أقلام المعارضة ، كيف يستطيع بعدها أن يسيطر على مواقع الانترنت و المنتديات و المدونات التي تنتشر بصورة كبيرة وتتناول محتوى سياسيا قد يكون أكثر ضررا على الحزب و النظام مما تتناوله الصحف و برامج التوك شو ؟