تأتي شركات الاتصالات والقطاع المصرفي على رأس القطاعات الأكثر انفاقًا على تكنولوجيا المعلومات خاصة ما يتعلق بتأمين بنيتها التحتية التكنولوجية حيث توقعت مؤسسات الابحاث العالمية أن يتراوح حجم الانفاق على الأمن المعلوماتي حوالي 11-15 مليار دولار في منطقة الشرق الأوسط ، وعلى الرغم من ذلك مازالت شركات الاتصالات والبنوك من اهم الجهات المستهدفة للاختراقات خلال الأيام القليلة الماضية. حيث تعرض بنكين في السوق المصرية للأختراق وتسببت الاختراقات في عطل فني بأحدهما وأزمة تسببت في تسريب حسابات الآخر، ومن ناحية أخرى تعرض حساب شركة محمول للأختراق على تويتر نتج عنه نشر كلمات تحمل "معاني ايحائية" بالاضافة إلى اختراق موقعها بما تسبب في توقف خدمة الرسائل القصيرة. وقال طلعت عمر مدير شبكة نقل المعلومات السابق بالمصرية للاتصالات ان اختراق حسابات العملاء المصرفية امر وارد وموجود فى مختلف انحاء العالم خاصة وان لايوجد درجات تأمين تصل الى الكمال ,موضحا عدم قدرة اى جهاز امن معلوماتى على منع الاختراقات المصرفية فى الوقت الذى يمكن فيه مواجهتها واستشهد عمر بحادثة اختراق حساب احد العملاء والتى تمت خلال الفترة الماضية فى فرنسا وتم تحويل خلالها 10 مليار يورو دون قدرة امن البنك على توقيفها مشيرا إلى أن تكنولوجيا المعلومات فى تطور مستمر وبالتالى يتم استحداث طرق جديدة للاختراقات وجرائم امن المعلومات واضاف عمر انه لابد من اتخاذ شركات التأمين اجراءات مشددة لسد الثغرات التى يمكن من خلالها اختراق حسابات العملاء المصرفية بحيث تمنع اى محاولة تحويل الاموال أو سرقتها مطالبا بوضع وسائل تأمين على مستوى من الكفاءة والفاعلية فضلا عن قدرتها على اتاحة عمليات خاصة وبديلة تصعب من امكانية اختراق الحسابات المصرفية بجانب تطوير تقنية الكود السرى للعميل. من جانبه قال ياسر علي مدير عام مكافي مصر والسعودية أن جماعات المخترقين تركز في الاساس على أهداف معينة تضعها على لائحة وتنفذ برامج خاصة لكل هدف للتعرف على طريقة وموعد اختراقه بالتحديد ومن هنا يظهر مدى احترافية تلك الجماعات المخترقة الممولة من قبل عدد كبير من الجهات لمتابعة واختراق تلك المؤسسات الكبرى بما دفع الشركات والبنوك لتدشين مراكز لتتبع حركة تلك الجماعات ومتابعة طرق تواصلها والتنبؤ بأهدافها المستقبلية قبل اختراق تلك الحسابات والمؤسسات. وأشار إلى أنه من خلال تلك المتابعات يظهر بوضوح مدى استهداف الشرق الاوسط مشددًا على أنها إحدى أكثر المناطق المستهدفة حول العالم بالاختراقات المماثلة من عدة جهات ودول.