تشهد فترات الصراع السياسي انشغال عام بالاوضاع على الارض وتقلب ميزان القوى بين الجهات السياسية المختلفة وتنسى القوى المتنازعة الثغرة الخلفية التى يتسلل منها دائمًا الطرف "الخفي" مستغلا الانشغال المؤقت ليستحوذ على اللعبة السياسية لفترة غير قليلة وهو ما تشهده مصر حاليًا في ظل الانشغال بالوضع السياسي والصراع على الدستور والاعلان الدستورى تتعمد مجموعات مخترقة التنقيب في قواعد البيانات الحكومية على ثغرة لاختراق المواقع الحصينة ومحاولة الاستحواذ على اللعبة من الباب الخلفي للملعب السياسي. قال طلعت عمر خبير امن المعلومات عن اختراقات مواقع الوزرات السيادية فى مصر مثل الداخلية والخارجية والاتصالات موضحا انه لايوجد تأمين بدرجة كاملة بنسبة 100% موضحًا أن البنية التحتية المعلوماتية تستدعي سبل تأمين مشددة نظرًا لتعلقها بالبيانات الخاصة بعدد كبير من المواطنين . أضاف الفترة الحالية تشهد حربًا الكترونية بين عدد من الفصائل المختلفة خاصة في ظل الصراع السياسي على ارض الواقع الذي امتد للفضاء الالكتروني ليهدد قواعد البيانات الخاصة بالدولة عبر اختراق الجهات السيادية في مصر. وتوقع عمر تكرار حوادث الاختراق للمواقع والهيئات الكبرى في ظل الوضع التأميني الحالي منوهًا على أن معظم الشركات الكبرى صاحبة برامج التأمين تضع داخل البرامج ثغرات تسمح باختراقها في اوقات بعينها عند الحاجة الماسة لذلك. و اكد على ان برامج التأمين فى مصر قادرة على حماية ان المعلومات بدرجة كافية ولكن ليس بالقدرة التى تمكنها على منع الاختراقات للمواقع لان لايوجد حماية للمواقع بقوة تمنع الاختراقات العالمية، متوقعًا معاودة الهجمات من قبل المجموعات المخترقة العالمية خاصة في ظل الانشغال السياسي وضعف البرامج التأمينية. اما عن وسائل حماية المعلومات فى مصر قال ان هناك وسائل عدة تخدم على مستوى عالى وكفاءة مثالية واهمها على الاطلاق جهاز سرت ولكن من حيث المبدأ يجب الحرص على تأمين المواقع بدرجة اكبر لمنع اكبر نسبة من الاختراقات. قال ياسر على المدير التنفيذي لشركة مكافي مصر المتخصصة في انتاج برامج المعالجة وحلول المضادة للاختراقات على أن مصر من كبريات الدول العربية ذات القرارات المؤثرة على المنطقة بشكل كامل مشيرًا إلى أن اهميتها الاستراتيجية تضعها في اوائل الدول المعرضة للاختراق . ويرى على أن الحل الامثل لتأمين المعلومات والبيانات خاصة في المؤسسات التى تمس الامن القومي المصري هو اتباع اجراءات احترازية مشددًا على ضرورة تأمين حسابات كل مستخدم في تلك الجهات بالاضافة لتأمين الشبكات والخوادم وكافة المناطق المعرضة للاختراق قبل الوقوع في ازمة مثل الايرانية المكتشفة مؤخرًا. أضاف طارق شبكا رئيس مجلس إدارة شركة MCS للبرمجيات أن المواقع المصرية تتبع نظاماً تأمينياً يصعب على أى مخترق اجتيازه للحصول عل بيانات من المواقع منوهاً على أن النظام المتبع في مصر في المواقع الحكومية والشركات الكبرى و البنوك لا يقل عن المتبع في جميع دول العالم. أكد شبكا على أن القوانين في مصر توفر عقوبات محددة ومعروفة للاختراقات الالكترونية سواء كانت مفعلة أم لا فهي موجودة ورادعة منوهاً على أنه تم الاعتماد عليها من قبل في كشف شبكة اختراقات الفيزا و الماستر كارد التى قام بها عدد من الشباب المصري و الامريكي منذ ثلاثة سنوات. ولفت إلى أن اكثر المواقع التى يمكن أن تكون عرضة للاختراق الموقع الحكومية مشيراً إلى أن اهمية المواقع و الخدمات التى تقدمها و البيانات التى تحويها تجعلها عرضة للاختراق وهدف هام للجماعات المخترقة. تعرضت وزارات الداخلية والخارجية والاعلام خلال الاسبوع الماضي لهجمات متكررة من جماعة انونينموس لم تنجح في اختراقها. قالت المصادر أن الهجمات المتكررة استهدفت عدد كبير من الوزارات السيادية في مصر محاولة التوصل إلى المواقع الخاصة بالوزارات ونشر الفيروسات عليها مشيرة إلى أن بعض الوزارات من المحتمل ان تتعرض لاختراق خلال المرحلة المقبلة منها وزارة الاعلام. وتوقعت المصادر أن تعاود جماعة انونينموس مهاجمة المواقع الحيوية لمصر بعد اعلانها في اعقاب الاعلان الدستوري انها ستنفذ عدد من الاختراقات للرد على ما اسمته الجماعة "ديكتاتورية الرئيس محمد مرسي وعدم ممارسته قواعد الديمقراطية مع شعبه".