أكد هشام زعزوع وزير السياحه ان الموسم الشتوى سيشهد انطلاقة قوية للقطاع السياحى خاصة مع استجابة العديد من الدول الاوربية وتفهمها لحقيقة الاوضاع الامنية فى مصر وهو ما بدأ يظهر جليا فى رفع تحذير 12 دوله سفر رعايا الى مصر . وقال فى حواره مع "اموال الغد" ان العرب يريدون تغيير وجهتهم السياحية من لبنان الى مصر فى الوقت الراهن ، خاصة والى المدن الساحلية على البحر الاحمر . واضاف ان وزارة السياحة ترفع شعار الاسعار تكسر خوف السائحين لجذب شريحه كبرى من السياحه الوافده ، مرحبا فى ذات الوقت بفقراء اوروبا خاصة وان السياعه تعتمد على قاعده كبيره من ذوى الانفاق الضئيل وصولا الى الشرائح الاكثر انفاقا . ما هى نتائج الزيارات التى قمت بها مؤخرا الى العديد من الدول الاوربية ؟ هناك مؤشرات ايجابية جدا ظهرت جلية بعد الزيارات التى قمت بها الى الدول الاوروبية واتجاه حكوماتها الى رفع التحذير تدريجيا عن المقاصد السياحية فى البحر الاحمر وجنوب سيناء تمهيدا لرفعها عن باقى المدن المصرية قريبا . قمت بزيارة بريطانيا وفرنسا والمانياوروسيا وعدة دول اخرى وفى كل زيارة يؤكد لى السياسين و اصحاب الشركات السياحية ومنظمى الرحلات السياحيى الى مصر تفهمهم للاوضاع فى مصر ، وبالفعل بدأنا جنى ثمار تلك الزيارات وقامت عدة دول برفع الحظر عن مصر منها المانيا والتشيك والنرويج والسويد والدنمارك وفرنسا وروسيا كما قررت عدة شركات السياحة الكبرى استئناف رحلاتها الى مصر مصر شركة توماس كوك وtui وهما من كبرى الشركات السياحية بالعالم وكلها مؤشرات ايجابية تنذر بموسم سياحى قوى . وهل عام 2013 هوعام الرغبات المؤجلة لاغلب السائحيين وما توقعاتك لعودة السياحة فى ظل الاحداث السياسية المضطربة التى شهدتها مصر خلال العام ومشاهد العنف التى وقعت بين العديد من القوى السياسية ؟ بالفعل عام 2013 هو عام الرغبات المؤجلة نظراً لتسارع وتيرة الاحداث التى شهدها الشارع السياسي المصرى فرضت على اعقابها تحذيرات من بعض الدول المصدرة للسياحة للمقد المصرى ،ولعل من اهم الاسباب الرئيسية فى فرض التحذيرات فض اعتصام اعتصامى ميدانى رابعة العداوية والنهضة مما اثر على حركة السياحة الوافدة من اوربا بصفة عامة ومن روسيا بصفة خاصة باعتبار ان روسيا من اكبرالاسواق المصدرة للسائحين لمصر ففى 2012 اعطتنا ما يقرب من2.5 مليون سائح رغم ما شهدته مصر من احداث . وما الاستراتيجية التي اتبعتها وزارة السياحة لمواجهة تلك التحذيرات وعودة الحركة السياحية ؟ تعاملنا مع الاحداث بنوع من الواقعية من خلال عدة مراحل انتظرنا لتقييم الوضع على مسرح الاحداث ولاحظنا انه خلال ال 15 يوم الاخيرة من شهر اغسطس زادت التظاهرات والاضطرابات التى لحقت عملية فض الاعتصامات فكان من الصعوبة اتخاذ اى اجراء مالى لاستعادة الحركة السياحية ، وبالتالى انتظرنا لاستعادة الهدوء نسبياً رغم قناعتى الشخصية بان ما حدث فى مصر شان مصرى بين فصيل معين وباقى الشعب ولا علاقة للدول الخارجية بما يحدث كما ان هناك مناطق عديدة فى مصر كانت بعيدة عن بؤرة الاحداث وهادئة وآمنة تماماً. وفى مراحل متقدمة وبمطلع شهر سبتمبر بدأت بوادر الامن فى ربوع مصر تعود وسيطرت قواتنا المسلحة بالتعاون مع وزارة الداخلية فى استعادة الهدوء للشارع المصرى بما كفل لنا الامكانية فى الانطلاق لاستعادة الحركة مجدداً . بدأت تحركاتى على الصعيدين الداخلى والخارجى وقمت بجولة الى كلا من الغردقة والجونة وشرم الشيخ لاستقبال وفود اعلامية سياسية روسية بالغردقة ولقاء اخر بوفد اعلامى بلجيكى فى الجونة بخلاف اللقاءات السياسية مع ممثلين للسفارة الايطالية وذلك فى اطار التمهيد للزيارات الخارجية والرحلات التى سأقطعها الى عددا من الدول الاوربية كفرنسا حتى نهاية سبتمبر هذا بالاضافة الى الاتصالات التى تخللت مع سفراء عدة دول اوربية . وما مدى التنسيق بين وزارتكم و وزارة الخارجية من جهة ومكاتبنا فى الدول الخارجية من جهة اخرى لتوضيح حقيقة ما يجرى بالشارع المصرى ؟ اعتمدت على وزارة الخارجية وبالتنسيق مع مكاتبنا فى الخارج فى الخارجية فى ارسال الرسائل على المستوى الدولى فى الجزء غير السياسى وطلب منى السفير الفرنسى خلال لقاؤه بى ارسال وفد لمصر للاطمئنان على الاوضاع من بؤرة الاحداث وذلك بالتنسيق مع سفارتنا بباريس وبالفعل وصل الخبيرالى مصر وانهى زيارته فى 18 سبتمبر الجارى وقناعتى الشخصية تؤكد ان المؤشرات جيدة جدا لاننى تابعت هذا الخبير خلال تحركاته فى القاهرة والاقصر واسوان والغردقة وشرم الشيخ وزيارته للمطارات ومتابعة اجراءات الامن، وكذلك نسقت مع وزير الخارجية نبيل فهمى اثناء زيارته لروسيا لرفع التحدير نهائيا . وما خطط الوزارة فى الترويج للمقصد السياحى المصرى .. وما حجم المبالغ المرصودة للحملة ؟ اتخذت قرار استراتيجى وهو بمجرد اطمئنان الوزارة فى قيامها بالدور الخارجي على اكمل وجه سنقوم باكبر حملة ترويجية للمقاصد السياحية المصرية بالتعاون مع زملائى بالوزارة وهيئة تنشيط السياحة فى الاعداد للموسم القادم ، غير المعقول البدء فى اجراءات ترويج الا اذا كان هناك نور فى نهاية النفق. وستقوم الوزارة بتنفيذ حملة اعلانية فى محطات المترو والاتوبيسات واعلانات outdoor فى الاسواق المستهدفة وكذلك حملة على المستوى الداخلى الى جانب التركيز على الاشتراك بالمعارض الدولية ونعد لانتاج فيلم دعائى تسويقى عن المقصد السياحى المصرى بالاضافة الى الاعلان فى التفزيونات الاقليمية للدول المستهدفة ناهيك عن خلق اجندة ثقافية رياضية تنطلق من المدن السياحية المصرية . وهناك ما يقرب من 40 مليون دولار لتنفيذ تلك الحملة واعلم انه مبلغ متواضع ونحتاج لمضاعفته ولكن قادرون على العمل باقل الامكانيات ، وبالتنسيق مع الاتحاد العام للغرف السياحية سيتم اختيار شركة عالمية كبرى للترويج للمقصد المصرى اوروبيا وخليجيا . وماذا عن معدلات الاشغالات؟ وهناك من يقول ان فقراء اوروبا هم من يزورون مصر الان وزيارتهم غير مجدية نظرا لتدنى معدل انفاقهم .. ماتعليقك على ذلك ؟ فى الحقيقة تراجعت نسبة الاشغالات الفندقية بنسبة قاربت 75 الى 80% تزامنا مع احداث فض الاعتصامات وتراجعت معها معدلات الانفاق الى 60 دولار يوميا اما اصحاب تلك المقولة فهم من غير الخبراء فى السياحة ولكن مصر ترحب باى مواطن اى ما كان ، فلو اعتمدنا على السائحيين ذوى الانفاق الكبير اذن نحن نضيع الوقت "انا بقول لابو تلاتة صاغ تعالى لانه هو اللى هيجرلى الاغنى واهلا بفقراء اوروبا " ، فالسياحة هرم قاعدته السائح الفقير وقمته السائح ذو الانفاق المرتفع ، فالان اصبحت سياحة الرجل المتوسط هى النوعية السائدة فى العالم ، والان نحن بحاجة الى الكم وليس الكيف ، الرجل صاحب الانفاق المتوسط ادخل لمصر 12.5 مليار دولار فى عام 2010. وكيف واجهتم تلك المشكلة ؟ هناك مقولة شهيرة جدا " الاسعار تكسر الخوف" ، بدأنا فى تجربة على وفود ايطالية وخفضنا الاسعار وكسرنا حدة الخوف بالاسعار وهو ما لاقى قبولا كبيرا وتلقينا افواجا على رحلات كاملة العدد بالتعاون مع احدى الفنادق الذى استضافت تلك الافواج لمدة ثلاث ايام مجانا هذا بالاضافة الى التعاون الوثيق مع شركة مصر للطيران لتخفيض اسعار الرحلات وعمل بونص على الرحلات كاملة العدد للمنظمين وكل ذلك فى سبيل عمل " فرشة " او الاساسيات والتى تدفعنى للانطلاق فى استعادة الحركة السياحية ، فمصر لديها ما يقرب من 225 الف غرفة سياحية 70% منهم فى البحر الاحمر وجنوب سيناء فاذا تم رفع التحذيرات او تم تخفيفها عنهم اولا نبدأ بعد ذلك فى التفاوض على رفع التحذيرات بالاقصر واسوان . وما حجم خسائر القطاع منذ ثورة 25 يناير ؟ اعتمد فى قياس معدلات الخسائر على عام الزروة 2010 والذى بلغت فيه ايرادات السياحه ما يقرب من 12.5 مليار دولار وفى عام 2011 انحدرت الايرادات الى 8.8 مليار دولار ثم ارتفعت مرة اخرى فى 2012 لتصل الى 10 مليارات دولار اى ان القطاع خسر ما يقارب من 20 مليار جنيه اجمالى متراكم منذ ثورة 25 يناير. وماذا عن فكرة ضم وزارة الطيران مع وزارة السياحة ؟ هناك تعاون وثيق مع وزارة الطيران ولابد من الاستمرارفى هذا التعاون فحينما كانت هناك وزارة مشتركة للطيران والسياحة حدثت الانطلاقة الاولى فى حركة السياحة الوافدة ، والان اعمل مع وزارة الطيران استعداد لتحسن الاوضاع ، حينما انجح فى رفع التحذير ونبدأ فى الترويج فمن غير المعقول الا اجد طائرات لتحويل هذا الطلب المرتقب الى حقيقة فالسياحة تعتمد على حركة الطيران بنسبة 99%. وفى نفس الوقت اسعى الى تقليل التكلفة للشركات الدولية القادمة الى مصر وتخفيض رسوم الهبوط والاقلاع وتغيير بعض القرارات الوزارية بالتعاون مع وزير الطيران فى شأن المطارات المصرية . هناك اتهامات من القطاع الخاص بسيطرة شركة بعينها على مجال الطيران الداخلى ؟ دعنى اوجه هذا الاتهام للقطاع الخاص ، قدمت لهم عرض فى اجازة نصف العام السابق وطالبت غرفة شركات السياحة بالعمل فى مجال السياحة الداخلية فرفضوا وعندما نجحت شركة الكرنك قالوا "اشمعنا " . واعد باننى ساعرض عليهم استمرار البرامج الداخلية الى اخر العام رغم اننى اعرف النتيجة انهم لن يقبلوا وعندما تعود السياحة لن يعملوا بالسياحة الداخلية . وماذا عن الاسواق السياحية العربية والافريقية ؟ وخطة الوزارة لتنشيطهما بالاضافة الى الاسواق الداخلية ؟ سيتم تنفيذ حملة ترويجية وزيارات عديدة خاصة بالسوق العربى قبل وبعد عيد الاضحى لاستغلال الثلاث اشهر وحتى اجازة نصف العام وسيتم التركيز على السعودية والكويت والامارات كاسواق مستهدفة ، علمت ان العرب يريدون تغيير وجهتهم من لبنان الى مصر بالاضافة الى ان هناك خطط لتشغيل سياحة الترانزيت الى مصر وتنشيط الاسواق الافريقية ناهيك عن تقديم عروض لتنشيط السياحة الداخلية باسعار مخفضة . وكل هذه المحاولات للحاق بالموسم الشتوى لما تتمتع بهامصر تمتلك مقومات جذب للسائحيين عن اى دولة اخرى فى فصل الشتاء .