يبدوا أن المسئولين السودانيين اعتادوا على التصريحات العبثية والغير المسؤولة ، من فترة إلى أخرى، في محاولة لكسب تأييد شعبي زائف، نتيجة تراجع شعبية الرئيس السوداني " عمر البشير " ، واتساع رقعة معارضته داخل السوادن» خرج مسئولو السودان خلال الأيام القليلة الماضية بتصريحات غريبة مست أسس العلاقات الراسخة بين بلدهم ومصر، وما زادها غرابة أنها أتت فى اعقاب زيارة الشيخة موزة زوجة أمير قطر السابق للخرطوم والتى التقت خلالها الرئيس السودانى عمر البشير وقامت بحملة ترويجية للسياحة السودانية، مما اعتبره بعض المراقبين بمثابة العبث بالعلاقات المصرية السودانية وأمن المنطقة لخدمة مصالحها الخاصة ، وكانت التصريحات الساذجة وغير مبررة، لوزير الإعلام، والمتحدث باسم الحكومة السودانية، أحمد بلال عثمان، أن السودانيين حكموا مصر قائلا "لا يعلم الكثيرون أن فرعون موسى كان أحد الفراعنة السودانيين الذين حكموا مصر" وذلك فى تزييف متعمد للحقائق وتاريخ وحضارة مصر القديمة الممتتد لآلاف السنين ، وفى تطاول واضح أكد الوزير السودانى على أن بلاده ستقوم بتوضيح للعالم أن الأهرامات السودانية أقدم من المصرية قائلا "أهرامات البجراوية ، والتي يسخر منها منها البعض بأنها خرابة ، فهي أقدم من الأهرامات المصرية بألفى عام، وهو ما سنعمل على توضيحه للعالم" ، ودافع الوزير السودانى عن زيارة الشيخة موزة، والدة أمير قطر، لأهرامات البجراوية شمالى السودان، خلال الأيام الماضية، مدعيا أن وسائل إعلام أجنبية وتعليقات تناولت الحضارة السودانية وضيوف الخرطوم بشيء من التقليل والإهانة.. مشيرا إلى أن التعليقات لا تليق بمقامات ضيوف السودان من الشخصيات الممثلة للدول الصديقة. الحملة الممنهجة ضد مصرلم تكن الأولي ولن تكون الأخيرة من جانب الخرطوم ، ومن أهم هذه الحملات والتي تفجرها الحكومة السودانية من حين لأخر هو إشعال ملف حلايب وشلاتين والذى يزعم الجانب السوداني أحقيتها فيه، فى إنكار متعمد لحقائق تاريخية وقانونية راسخة، ويتعمد النظام السودانى إلى استغلال هذا الملف كلما مر بأزمة داخلية عملا بمبدأ "إشغال الرأى العام السودانى" عن الأزمات الداخلية. السؤال هنا ————- لماذا مثل هذه التصريحات للمسئوليين السودانيين في هذا الوقت ؟ ومحاولة استغلال التوتر القائم بين مصر وقطر ، أو بين القاهرة والرياض.. ربما يكون ذلك لمحاولة خلق قضايا وطنية لكسب مزيد من الشعبية للرئيس السوداني " عمر البشير وحكومته " والتغطية علي مشكلات السودان الداخلية من وجه نظري الشخصية ————————- أناشد المسؤولين المصريين، إلى ضبط النفس، وعدم الرد على تلك التصريحات العبثية والغير مسئولة، لانها تصريحات لا قيمة لها ، والتي لا تعد بجديدة على المسؤولين السودانيين، حفاظاً على علاقات حسن الجوار بين البلدين، وتجنب التوتر بين الشعبين اللذين تربطهما وحدة المصير، وصلات الجيرة والنسب والقرابة ، ومصر العظيمة والكبيرة تحرص دوما على متانة العلاقات مع جيرانها وخاصة السودان ، ودوما تتعامل بمعايير أخلاقية مع كل الدول التي تربطها بها علاقات طيبة» وعلي الحكومة السودانية أن تكف عن محاولات تشويه مصر والبحث عن دور للبطولة ، واصطناع زخم إعلامي عن طريق علاقتهم بمصر عندما يكون لديهم مشكلات داخلية أو انتخابات في الداخل ، ومن الواضح أن إثارة مثل هذه التصريحات الخرافية يتزامن مع المشاكل والاضطرابات الداخلية التي تشهدها السودان ».