زمان كان الكبير بيعلم ابنه الرجولة والكرامة والشهامة والاحترام وعدم الكذب وان شهادته العلمية هي مستقبله ..اما دلوقتي فتشوف الكبير بيعلم ولاده الفهلوة بين قوسين ( اصول الكدب والنصب والاحتيال ) عشان الواد يطلع متودك وحرك ومايضحكش عليه لكن عادي جدا انه هو اللي يضحك ع الناس ,, عادي جدا انه يمشي مع بنت الجيران وبتخانق ويضرب ويتعور عشان يطلع راجل مش جبان .عادي جدا انك تعلم ابنك يرد ع الكبير بقلة ادب ووقاحة وياخد حقه بايده لان المجتمع مابيرحمش الضعيف . بالمقابل البنات اصبحن يتصرفن برجولة ويقتحمن الحياة ويتعلمن الجراة واحيانا الوقاحة عشان مايضحكش عليهم بمنطق تفكيرهم فعادي جدا ايضا تجد فتاة مسترجلة ونساء كادحات يعملن فقدن انوثتهن وجمالهن رغما عنهن ومنهن متزوجات يعولن ازواجهم وابنائهم ومنهن مايستغلن ايضا جمالهن ونعومة اصواتهن وميوعة نظراتهن فيما يسمونه شطارة بلا خسارة لكسب ود رجال يسيل لعابهم كا الكلاب وقت العطش .. ومنهن ايضا متزوجات جشعات كفرن بالعشير لمجرد ضيق الحال .. وهناك عذاري وجدن بالعمل تامين حياتهم ومستقبلهم وسلوى لنسيان قطار العمر المارق الفاجر الذي يدهس حلم اللقاء بالشريك والحبيب .. ولم يعد الرجل كما كان رب البييت قواما منفقا لشريحة كبيرة في مجتمعنا حتى ان بعض الشباب يفكر في الزواج من الفتاة العاملة او المسافرة للخارج وقد يجيبك بعضهم بكل صراحة بل بكل وقاحة ( انا عاوز واحدة ترفعني مش اجوزواحدة فقرانة اخلف منها شحات صغير) عشان كده بتلاقي خلافات بتظهر بعد الجواز السريع ولما تسال البنت او الست دي تقولك ده عاوز يلغيني ويلغي شخصيتي .. لا انا ليه كياني المستقل وده جزء من كرامتي وبالنهاية تكتشف الفتاة انها اختارت الانسان الخظأ ويبدأ قطار الندم رحلة لا نهاية لها الا محطة بحث اخرى عن نصيب اخر .. وفي النهاية يخرج لنا المجتمع مزيجا من النفوس المعقدة المثقلة بالتجارب البائسة او مجموع من شباب ورجال لا يحملون من مواصفات الرجولة الا الذكورة والتي باتت بدورها ايضا ونتيجة للبطالة والمخدرات تؤثر عليهم وتفضح شبابهن رغم ريعان صباهم .. ان تربية كتلك ومجتمع كهذا لا يمكن ان تعاقبه وتقسو عليه لانه نتاج سياسات من الاهمال والتهميش والفقر والعوز وربما يكون نتاج ثقافة العولمة والسوقية والافلام والاغاني الهابطة والاعلام الفاسد وهذا بدوره ينقلنا لدور اخر لا يقل اهمية عن دور الأسرة في المجتمعات وهو دور الدولة فان غابت الدولة فعلي الشعوب السلامة. **كاتب المقال كاتب وشاعر