لفت انتباهي في إعلانات مسلسلات رمضان السنة دي لقطة من مسلسل "ولي العهد"، للفنان ياسر جلال بيقول للفنانة ريم البارودي: أنا مش هطلقك، وهيا ردت عليه: يبقا هروح أخلعك. وهنا رجعت بيا الذاكرة لمشهد من فيلم "لحظات أنوثة" بين الفنان إبراهيم يسري والفنانة جومانا مراد، لما فوجئ إن زوجته منى رافعة عليه دعوى خلع وفورا ثار لكرامته وطلع قالها: أنا مايتعملش معايا كده يامنى عارفة ليه لأني راجل وراجل قوي كمان، إنتي طالق وكل حقوقك المادية هتوصلك مع ورقة الطلاق. ومن هنا لقيت عقلي بيعمل مقارنة بين موقف الرجلين، راجل بيقول لمراته مش هطلقك عشان يجبرها تروح تخلعه، وراجل تاني طلق مراته عشان مايديهاش فرصة إنها تخلعه!!! وسألت نفسي أي النموذجين أقرب للوقائع اللي بتشهدها محاكم الأسرة على مستوى الجمهورية، لقيته النموذج الأول للأسف!! مع إن مجتمعنا الشرقي المحافظ الذكوري اللي بيقدس نموذج سي السيد كصورة نموذجية للزوج المصري المفروض يميل أكتر للنموذج الثاني باعتباره أقرب للطبيعة الذكورية التي ترى المرأة تابعة للرجل وغير مؤهلة لأخذ قرارات منفردة بصفتها ناقصة وعاطفية. إلا إننا وزي أغلب أمورنا بنعيش ازدواجية محيرة بين معتقداتنا وتصرفاتنا، وأغلب الرجال الآن بيهربوا من مسؤولياتهم المادية تجاه الزوجة وأحيانا الأولاد، وبيتعمد عدم التطليق وإطالة مدة الخلاف عشان يجبر الزوجة على اللجوء للخلع والتنازل عن حقوقها المادية. وطبعا هنا الوضع بالنسبة له ليس فيه أي ضرر، لأنه راجل وممكن يتجوز مرة واتنين وتلاتة ويعيش حياته عاااادي جدااا، لكن المرأة طبعا يقع عليها الضرر لأنها بتفضل معلقة ومحرومة من نفس حقه إنها تمارس حياتها عادي زيه، فبيكون الحل: إما إنها تفضل على ذمته، وكل يوم تسمع عن مغامراته وجوازاته وتعيش راهبة بلقب متزوجة. أو إنها تاخد كورسات في الصبر وتستنا محكمة الأسرة تحكملها بالطلاق وحقوقها المادية بعد عمر طويل !!!! أو تاخدها من قصيرها وترفع دعوى خلع!!! حتى لو كانت مش هي سبب الخلاف، حتى لو كانت مش هي اللي قررت تنفصل، بس هوا ده حال المرأة في مصر عامة وفي محاكم الأسرة خاصة. لو اتكلمنا بقا عن نموذج الفنان إبراهيم يسري هنلاقي أن ده النموذج الراقي من الرجال، اللي مقبلش على كرامته إنه يعيش مع ست فكرت تخلعه رغم حبه ليها، لأن رجولته أبت إنه يشعر أن زوجته عايشة معاه مجبرة، لأنه مقتنع أن زوجته شريكته في الحياة ومادام طرف أراد فض الشراكة فمن احترام الذات إنه ميتمسكش بالشراكة دي. بس هل النموذج ده موجود في الواقع فعلا؟؟، أكيد موجود بس للأسف يكاد يكون نادر. مجتمعنا أصبح مجرد شعارات ظاهرية بالتدين والطيبة، لكن لما بننزل لأرض الواقع بنلاقي بشاعة مرعبة بتدوس عالمرأة وحقوقها، بتجبرها دايما تختار التنازل والتضحية، بتوصلها دايما لتقصير المسافة والاستغناء عن الكرامة من أجل الحياة. وييجوا بعد كل ده يطلعوا في البرامج ويهللوا ويقولوا إحنا أكتر ناس كرمنا المرأة!!!!! ياريت قبل ماتسمعولنا كلام أجوف تنزلوا المحاكم والشوارع والبيوت وتشوفوا كمية المعاناة اللي بتشوفها بنات حواء واللي بتوصلهم بعد كده للأمراض العضوية والنفسية وساعات كمان للانحراف. وسؤالي دلوقتي للرجال، طبعا لو سألت أي واحد منكم تفضل تكون أي النموذجين لو لا قدر الله حصلت بينك وبين زوجتك مشاكل وصلت للانفصال، أكيد طبعا أغلبكم هيقول وهوا فارد صدره وبارز عضلاته: طبعا أكون النموذج التاني، أنا ما أقبلش إني أعيش مع واحدة مش عاوزاني!!! بس أنا هسيب الرد الحقيقي الأقرب للواقع لضميركم، لأن أكيد الرجال اللي بنشوفهم وبنسمع عنهم رجال شرقيين أيضا مش كائنات فضائية!!! وللأسف هما الأغلبية.