أم حاتم … نطالب بوحدة صحية لأن أطفالنا يتعرضون للموت قبل نقلهم لأقرب مستشفى أحد السكان … لم نر أحد من المسئولين بالعزبة من قبل ولابد من نقل مشروع "المناولة" إلى الجبل تحقيق : ابتهال الدبسى نشأت عزبتهم فى غفلة من المسئولين، على رفات يهود مصر، وأطلق عليها بالعامية "ترب اليهود"، وتقع في الجهة الشرقية من "البساتين"، وقد إمتلأت هذه المنطقة بسكنى المقابر، وقامت عزبة النصر على أطلال هذه المقابر، وأصبحت تشمل المنطقة السكنية المتاخمة للمنطقة الباقية من مقابر اليهود، ويوجد بالمنطقة مجمع مدارس الفسطاط وعدداً من المساجد، ويحدها من الجنوب طريق الكوبرى الدائرى ومن الشرق طريق الأوتوستراد، ومن الشمال شركة المدابغ للجلود، ومن الغرب سوق السيارات. والجزء الباقى من مقابر اليهود يمثل أقل من 30 % من المقابر التي كانت موجودة قبل عام 1970، والجزء الأكبر من هذه المقابر قام الأهالي الوافدين من خارج القاهرة بالإقامة بها، ومع الوقت تغيرت معالمها وإمتدت حولها المبانى العشوائية الهزيلة من كل جانب وسميت المنطقة بهذا الاسم "ترب اليهود" أو عزبة النصر. شاء القدر أن تتحول العزبة إلى مجمع لقمامة القاهرة بأكملها، لوجود مشروع "المناولة" بها، والقائم على تجميع القمامة وتدويرها يوماً بيوم. ولم تكن رائحة القمامة فقط هى الضرر الوحيد الذى وقع على كاهل بسطاء هذه المنطقة، بل أدى ذلك إلى إغلاق طريق المدابع الرئيسى بالمنطقة بأكمله لوجود تجمع قمامة بنهايته. ومن سوء حظهم تقع أقرب مستشفى على بُعد حوالى ساعة، وهى مستشفى الخليفة بالسيدة عائشة، أو مستشفى أحمد ماهر في باب الخلق. ورغم كل هذه الظروف القاسية إلا أن سكانها لا زال لديهم الأمل أن تخرج عزبتهم من بوتقة العشوائيات إلى مصاف القرى على الأقل، وتتمتع ببعض الخدمات والمرافق التى تحفظ ماء آدميتهم. وعن عزبة النصر قال إكرامى سعد على أحد السكان، يوجد مشكلة في وصول مياه الشرب إلى منازل العزبة، ولذا تٌرسل القابضة لمياه الشرب سيارات محملة بالمياه من الصباح وحتى الظهيرة، لتغطى إحتياجات منازل العزبة من المياه يومياً. وواصل، تقدمنا بعدة شكاوى إلى القابضة لمياه الشرب بالمعادى، التابعين لها، ولكن كعادة المسئولين "ودن من طين وودن من عجين" فلم نرى حلاً على أرض الواقع. وعن نقص الخدمات والمرافق قال أيضاً محمد حسنى، الكهرباء ضعيفة بالمنطقة، وتنقطع بإستمرار، وقد تصل مدة إنقطاعها في اليوم الواحد إلى ساعتين أو ثلاثة. على الرغم من أن سكان العزبة يعملون بالميكانيكا، والصنفرة، والعفشة، والبوهية، والرخام، وجميعها يحتاج إلى وجود تيار كهربائى بإستمرار، وبالتالى أثر كثرة إنقطاعه على العمال بالعزبة. وطالبت "أم حاتم" إحدى السكان بالعزبة بوحدة صحية لخدمة أبناء المنطقة، وقالت "أبنائنا يموتوا قبل وصولهم إلى أقرب مستشفى بالسيدة عائشة، وهى مستشفى الخليفة، أو مستشفى أحمد ماهر في باب الخلق، وأقرب مسافة بين هذه أو الأخرى حوالى ساعة على الأقل، وهو وقت لا يتحمله المريض بمرض شديد، وقد تسبب ذلك في وفاة بعض الحالات المريضة من أطفال وسيدات ومسنين". ولم تكن تلك هى مشكلات "عزبة النصر" فحسب، بل هناك مشكلة القمامة التى أذكمت أنوف السكان، ومزقت صدورهم، وهدمت طرقهم، رافضة أن تترك لهم متنفس يهربون إليه من قسوتها. حيث قال خليل مصطفى عثمان، من سكان العزبة، تعتبر العزبة مقلب قمامة القاهرة ككل، حيث مشروع المناولة القابع على صدر المنطقة السكنية، والذى يقع وسط منطقة مدارس، ويؤثر بالسلب على صحة أطفال العزبة في كافة مراحلهم وفئاتهم العمرية. وواصل محمد جمال، سيارات القمامة التى تأتى لتضع قمامتها بمشروع "المناولة" تمر على الطرق فتحطم بالوعات الصرف الصحى، وخاصة تلك التى تمر من شارع الحديد والصلب، لأنه منطقة سكنية، وأغلب السيارات تمر في فترة الليل، فتزعج السكان من نومهم، وتجلب لهم الأمراض برائحتها الكريهة. فيما إقترح أحد السكان أن يتم نقل مشروع المناولة إلى الجبل، حرصاً على حياة أبناء العزبة، وخاصة أطفالها الصغار. وجذب الحديث فارس السيد قائلاً، لابد من تشغيل شارع المدابغ المؤدى إلى مشروع المناولة، والذى تم إغلاقه بسبب تجمع القمامة به، وهذا الشارع مؤدى إلى شارع الجزائر، وطريق الأوتوستراد، وهو شارع حيوى تسبب إغلاقه في حالة من الشلل التام للعزبة.