روزاليوسف ترصد بالصور الحلقة الاولى قاطعتهم التنمية فعاشوا في مستوي متدنٍ من الفقر والتعليم والصحة.. ورغم خروجهم من تصنيف الألف قرية الأكثر فقراً التي أقام الحزب الوطني المنحل مشروعاً لتطويرها في المحافظات إلا أن المشاكل والأزمات تحيط بكل جوانب الحياة في هذه القري.. إنها قري المنسيون في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.. أما المسئولون فيعترفون بهذه المشاكل ويقدمون الحلول ولكن بلا تنفيذ علي أرض الواقع ويبقي الحال علي ما هو عليه منذ عشرات السنين أكثر من 50 ألف مواطن يعيشون في عزبة النصر بالبساتين بدون كهرباء أو مياه أو صرف صحي وكأنهم أموات بعد أن قاطعتهم التنمية منذ حوالي 40 عاماً وهي بداية نشأة هذه المنطقة فعزبة النصر أو ترب اليهود كما يطلق عليها هي المنطقة السكنية القريبة من مقابر اليهود التي كان يدفن فيها اليهود قبل أن يهاجروا من مصر وقام مواطنون من خارج القاهرة بالاقامة بها، ومع الوقت تغيرت معالمها وامتدت حولها المباني العشوائية الهزيلة من كل جانب وسميت المنطقة بهذا الاسم كما أقيمت أيضا علي هذه الأراضي بعض من ورش الرخام الصغيرة التي تعمل في تصنيع المنتجات الرخامية الصغيرة التي تعتمد في صناعتها علي الرخام الذي يرد إليها من منطقة «شق الثعبان» المشهورة بمصانع الرخام العملاقة والتي انشأها أهالي عزبة النصر وغيرهم من محترفي هذه الصناعة وخاصة أنها من الصناعات كثيفة التشغيل من حيث عدد أو حجم الأيدي العاملة. «روزاليوسف» رصدت مأساة أهالي عزبة النصر التي جعلتهم يظنون أنها غير موجودة في مصر فالقمامة تحاصرهم من كل مكان حتي أمام وداخل المدارس وتسبب ذلك في تفشي الأمراض بشكل كبير ورغم ذلك لا يوجد مستشفي بها كما يقول عمرو علاء 35 عاماً من أهالي المنطقة بأنه حين يمرض أحدهم يذهب لمستشفي قصر العيني التي تبعد حوالي 30 كيلو متراً عنهم لأن باقي المستشفيات القريبة سواء في المعادي أو البساتين في مستشفيات خاصة لا يقدرون علي دفع تكاليفها، أما عن المدارس فأوضح أنه بالرغم من وجود مجمع مدارس بالمنطقة إلا أن عملية التعليم لا تلاقي اهتمام المواطنين بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أهالي المنطقة مما جعلهم يخرجون ابناءهم من التعليم ليعملوا ويساعدوهم في الانفاق علي الأسرة. الشقة غرفة واحدة أما «أم أحمد» التي جلست بخارج منزلها لتراعي بعض الطيور التي تعتبر رأس مالها ومصدر رزقها بعد وفاة زوجها فتعيش هي وابنتها وأولادها الثلاثة في بيت عبارة عن أوضة واحدة بدون مياه أو كهرباء فقامت بعمل سد بسيط من التراب أمام باب بيتها لتمنع دخول مياه الصرف الصحي التي تملأ المنطقة من الدخول، تحكي أم محمد التي تعيش بعزبة النصر من 25 عاما أنها تحضر المياه من جيرانها وأخرجت أبنها الكبير الذي يبلغ من العمر 16 عاما من المرحلة الاعدادية ليعمل في إحدي ورش الرخام ليساعدها في نفقات الأسرة ولأن بيتها ليس به كهرباء فأثارت مشكلة أخري للمنطقة وهي مشكلة الكهرباء فقالت «تقدمت للحي بطلب توصيل الكهرباء ومعايا الكعب بقالي خمس سنين ولا حد سأل فيا». ولكن عصام الدين عبده 47 عاما من أهالي المنطقة أكد أن الكهرباء مشكلة عامة في المنطقة ونتيجتها أن البعض يعيش في الظلام ويستخدم لمبات «الجاز» والغالبية قاموا بسرقة أسلاك الكهرباء من الشوارع وتطاردهم المحاضر والمخالفات ويدفعون غرامات تصل ل200 جنيه رغم أننا تقدمنا بطلبات منذ سنوات ولكن الكهرباء واقفة يعني اللي بندفعه غرامات أعلي من أسعار فواتير الكهرباء. شبكات عشوائية ولأن المنطقة بعيدة تماما عن أعين المسئولين وعن الخدمات والمرافق الأساسية فالأهالي قاموا بعمل توصيلات وشبكات عشوائية لشبكات المياه والصرف الصحي والتي لم تستوعب الزيادة الكبيرة في تعداد سكان المنطقة فانفجرت واختلطت مياه الشرب بمياه الصرف الصحي وهو ما أشار إليه أشرف سليمان الذي يسكن بعزبة النصر منذ 30 عاما ويعمل في ورشة رخام بأن التلوث وأمراض الفشل الكلوي انتشرت بين أهالي المنطقة وخاصة الأطفال كما أن سكان المنطقة أصبحوا يستعينون بسيارات الكسح لشفط مياه الصرف الصحي والتي تكلفهم مبالغ تصل إلي 150 في المرة الواحدة. نقلنا كل هذه المشاكل لأحمد أبوالوفا عضو مجلس محلي السابق بمحافظة القاهرة عن حي البساتين فعلق بأنه لن يسمح أحد أن يعيش أهالي عزبة النصر في القرن ال21 بدون كهرباء أو مياه حتي لو كانوا مخالفين لأنهم تعدوا علي أراضي الدولة وبنوا عليها منازل وتشكلت هذه المنطقة العشوائية ورغم ذلك فالحكومة تكافئهم بتوصيل المرافق لهم مشيرًا أن علاج العشوائيات يأخذ وقتاً ولكنه يحدث ويجب أن يصاحبه توعية أهالي المنطقة وهذا دور أعضاء المجالس المحلية والشعبية والذي مازال لديهم تقصير. وحول خطة تنمية عزبة النصر التي وصفها بالبطيئة قال أبوالوفا إن هناك مشروع توصيل شبكة للصرف الصحي بدأ فيه منذ عام ونصف العام ويعوقه صعوبة دخول السيارات والآلات للمنطقة لأن الطرق غير ممهدة والشوارع ضيقة أما المياه فيتم دراسة تقنين أوضاع الشبكات التقليدية التي أقامها الأهالي بالجهود الذاتية مضيفًا أن مشكلة عامة في مصر والبساتين بشكل خاص والحل في عودة جامعي القمامة بعربات «الكارو» كما أن الحي قام مؤخرًا بحصر المنازل في عزبة النصر تمهيدًا لفتح التوصيلات بها ومن المتوقع أن يتم التوصيل قبل انتخابات مجلس الشعب المقبلة نتيجة ضغط المرشحين علي الجهاز التنفيذي وخاصة أن هذه المنطقة كانت غير ممثلة في المجالس المحلية والشعبية ولا يملك سكانها بطاقات انتخابية ولكن منذ الدورة الماضية فهناك ممثلون لها في المجلس المحلي.