القاهرة «القدس العربي»: منار عبد الفتاح :تصاعدت الانتقادات امس لاسلوب تعامل الحكومة المصرية مع ازمة الطائرة الروسية، بعد ان اكتفى مجلس الوزراء الذي اجتمع في شرم الشيخ بالقول انه «سيأخذ في الاعتبار اعلان روسيا عن العثور على آثار لمتفجرات في حطام الطائرة». دون ان يعلق على كيفية عثور الخبراء الروس على هكذا دليل دون علم الجانب المصري. ووصف عماد جاد النائب في البرلمان التصريحات الحكومية بأنها «خشبية». واستنكر نجيب ساويرس رجل الأعمال، عبر حسابه الشخصي على «تويتر»: تعامل الدولة المصرية مع حادث الطائرة الروسية المنكوبة، قائلا: «برافو علينا بوظنا علاقتنا مع روسيا». وكتب ساويرس، «برافو علينا بوظنا علاقتنا مع أحسن و أهم دولة واقفة معانا.. روسيا». واستكمل رجل الأعمال: «الوطنية ليست في إخفاء أخطائنا.. الوطنية هي إصلاح الأخطاء وتلافيها مستقبلا». ودعا الفقيه الدستوري محمد نور فرحات، في تدوينة على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إلى توسيع دائرة الاشتباه في حادث الطائرة الروسية المنكوبة بوسط سيناء، نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وقال « إذا صح ما رددته بعض المصادر أن الطائرة الروسية المنكوبة توقفت في مصر ترانزيت، وأنها توقفت في تركيا قبل وصولها إلى شرم الشيخ، فلا بد لسلطات التحقيق حسب التعبير المصري من توسيع دائرة الاشتباه»، وأضاف فرحات: «وبالمناسبة، صياغة بيان رئيس وزراء مصر كانت على قدر كبير من الاحترافية، الحقيقة يجب أن تقال». وانتقد الكاتب الصحافي إبراهيم عيسى، عبر برنامجه على فضائية «القاهرة والناس»، تصريحات بعض المسؤولين، مطالبًا بمنع وزير الطيران من الحديث حول «تلك المصيبة»، على حد وصفه. وقال «متخلوش الراجل بتاع وزارة الطيران يتكلم تاني في أزمة الطائرة الروسية، ومش أي وزير يعرف يتكلم ويقول تصريحات»، موضحًا أن مشهد أمس يؤكد أن الحكومة لا تملك خبرة أو تاريخا سياسيا ومجرد موظفين فنيين ينتظرون الأوامر، وأن قدرتهم على التصرف «مابيعرفوش». وتحدى الكاتب الصحافي، قدرة مديري أو رؤساء المطارات على خصم يوم واحد من أمين شرطة، أو محاسبة ضابط، أو مساءلة مفتش جمركي، مشيرًا إلى أن المطارات تشهد تخبطًا في تعدد الجهات المنظمة لها. و أبدى ناصر أمين، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، قلقه مما صرح به الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حول اعتماده على نص المادة «51» من ميثاق الأممالمتحدة؛ للبحث عن الجناة المتورطين في إسقاط الطائرة الروسية. وقال عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «إن إعلان روسيا استخدام المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة بشأن استهداف طائراتها في سيناء تصريح كارثي»، وأضاف «المادة 51 من الميثاق تتيح حق التدخلات العسكرية الفردية أو المتعددة، لحين صدور قرار من مجلس الأمن بشأن اتخاذ قرار متصرف بموجب الفصل السابع». وطالب وزارة الخارجية بالرد على هذا التصريح، قائلا: «على الدبلوماسية المصرية التحرك في أقرب وقت للرد على هذا التصريح، فالأمر خطير وغير مقبول الصمت أمامه»، وتابع «الصمت على حق روسيا في استخدام المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة جريمة لا يجب التضليل عليها». وقال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق، «إن مصر ستقوم بواجبها في متابعة الجناة في حادث سقوط الطائرة الروسية في شرم الشيخ»، معبرا عن تطلع مصر إلى مشاركتها في المعلومات، التي تم التوصل إليها لخدمة التحقيقات التي تجري في حادث تحطم الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء. واضاف خلال حديثه لوكالة أنباء «سبوتنيك»، «من المؤكد أن تطلب مصر المعلومات الرسمية التي بنت عليها روسيا موقفها؛ وذلك سيساعد في سرعة الانتهاء من التحقيقات»، وأشار إلى أن مصر كدولة في صدارة مكافحة الإرهاب، اتخذت إجراءات أمنية مشددة في المطارات منذ وقوع الحادث الأليم، وأن الأمر محل تحقيق وملاحقة لكل من يثبت تورطه في الحادث. وأوضح، «أن مصر ضحية للإرهاب مثل روسيا»، معبرا عن أمله في أن يتم التعاون بين البلدين وتبادل المعلومات المتوفرة حول الحادث، مؤكدا أن مصر دولة محترمة وقوية تستطيع أن تقوم بدورها في كشف المتورطين في الحادث، وأن يكون الحادث دافعا لتعاون أقوى في مكافحة الإرهاب. ولفت العرابي إلى استمرار التعاون بين مصر وروسيا في مكافحة الإرهاب، وأن مصر من الدول التي رحبت بالعمليات العسكرية الروسية ضد تنظيم التنظيمات الإرهابية في سوريا، ومساندة روسيا في إيجاد حل سلمي للأزمة. وأوضح وزير الخارجية المصري الأسبق، أن تحرك أجهزة الأمن الروسية يأتي في إطار حرص القيادة الروسية على سرعة الانتهاء من التحقيقات للوصول إلى نتيجة، وأن العلاقات المصرية الروسية لا يمكن أن تتأثر بالحادث الإرهابي. ورفض الإعلامي أحمد موسى، في برنامجه على قناة «صدى البلد»، ما سماه «التشاؤم» بعد تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي تعهد فيه بالانتقام من الإرهابيين المتسببين في سقوط الطائرة الروسية بسيناء، مضيفًا: «التهديدات موجهة إلى الإرهابيين المنتمين لداعش في سوريا والعراق، مصر خارج الموضوع تمامًا». وأضاف «أن العلاقات المصرية الروسية مازالت متينة وصلبة، وأن مصر ستخسر جزءا بسيط من السياحة، بسبب الحرب على الإرهاب»، وتابع: «مصر تدفع ثمن حربها ضد الإرهاب، لا أحد هيضرب في بلدنا ولا قوات أجنبية هتتواجد في سيناء، انسوا أن تكون هناك أزمة بين مصر وروسيا تعاون عسكري وسياسي مستمر». وطالب موسى بتشديد الإجراءات الأمنية في المطارات حتى إذا كان هذا يعني ان يقوم الأمن باجبار المسافرين على خلع «البنطلون».