سؤال يطرح نفسه فى وقت تضاربت فيه الأمور وإختلط الحابل بالنابل حتى أننا لم نعد نعرف الصح من الخطأ ، فحينما يطالعنا الشيخ نهرو الطنطاوى المدرس بالأزهر الشريف والكاتب والباحث فى الفكر الإسلامي بفتوى تحلل البغاء مبررا فتواه بأن البغاء كان موجودا فى عهد النبي عليه الصلاة والسلام ماذا سيحدث بعد ذلك ، أنا لست عالمة فى الدين ولم أدرس فى الأزهر الشريف ولكننى نشأت على التربية الدينية منذ نعومة أظافري أن النظرة حرام والزنا حرام والقول اللين حرام والعرى حرام وخلافه ، كما أن هناك آية صريحة فى القرآن الكريم تحض المؤمنات على غض البصر وحفظ الفرج " قُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " فكيف يطالعنا من هو المنوط به أن ينور دربنا ويرشدنا إلى الصواب بمثل هذه الفتوى ، وكيف يترك ل آيات القرآن ويستند إلى آيه واحدة وهى الآية 33 من سورة النور " ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحيوة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم " . وفر الآية قائلا : كما جاء فى كتب التفاسير فى أسباب نزول هذه الآية ، وما يؤكد ذلك أن إعتراض نص الآية على ذلك الشخص لم يكن لمزاولته هذه المهنة وإنما كان لقيامه بإكراه وإجبار الفتيات على ذلك العمل دون رغبة منهن ، مما يدلل على أن التجريم كان لإكراه الفتيات على البغاء كمهنة ، وإستكمل حديثه قائلا " يمكننا القول أن هذه الآية تظهر وبكل وضوح لكل من له عينان أن الخطاب موجه وبكل تأكيد إلى المسلمين لأن غير المسلمين ليسوا مطالبين ولا مكلفين بفروع الشريعة الإسلامية من حلال أم حرام ، ويمكن أن نفهم من توجيه الخطاب للمسلمين أن البغاء عمل مباح ولكن بضوابطه ، وفى نهاية تفسيراته العجيبة الغريبة يقول نهرو " بما أن البغاء موجود فى مجتمعاتنا العربية والإسلامية ، فى الأزقة الخلفية ، وكذلك فى إعلامنا وفنوننا فلم نحاول تجاهله أو التعامي والتغافل عنه ، وما الداعي لأن نخدع أنفسنا بشعارات ولافتات كالدين والفن وإبداع والحرية وحقوق المرأة محاولين تبرير مالا يمكن تبريره ، أو تسمية الأشياء بغير مسمياتها ؟ ولكننى أتساءل يا شيخ نهرو ، كيف تحلل ما حرمة المولى عز وجل وتستند إلى آية نزلت على المؤمنين فى بداية الإسلام والذى بدأت الدعوة إليه سرا وباللين والرحمة إلى أن يتبع الجميع أوامره وينتهوا عن نواهيه ، فهل من المعقول أن تأتى إلى رجل يشرب الخمر ويزنى ويفعل كل ما حرمه الله وتنهاه عن ذلك وتأمره أن يقلع عن كل شئ ما بين عشية وضحاها أم تدعوه بالرحمة وبما تقدر عليه نفسه حتى يتبعك ولا ينفر منك ، وهل هذا ما تعلمته من دراستك الأزهرية ؟ لك أن تعلم أن عمامة الأزهر تحترم ولو كانت على عصا ولكن العصا أفضل فى مثل هذه الحالة !!!! وأين شيوخ الأزهر وأئمة الإسلام من هذه الفتوى التى ستحدث الفوضى فى المجتمع ؟ ألا تعلمون مدى خطورة أن يدعو أزهري إلى الزنا والرذيلة والدعارة بل ويحلله فى مجتمع متخبط متضارب لا يعلم أين سيذهب بفكره بعد دقائق ؟ عد إلى صوابك ورشدك يا شيخ نهرو هداك الله .