خمسة أشهر عن خلعه وهو قابع فى مستشفى الشرم ،لا يبرح غرفته ،بجواره زوجته التى تسببت فيما حدث له ؛وأولاده قابعون فى سجن طرة وزوجاتهم يمرون عليهم بين الحين والآخر ، ومتظاهرون بميدان التحرير يعدون له طاولة الإعدام بعد أسبوعين أنقص منهم قليلا من الآن ؛ أسرة كاملة مشتتة بسبب إمرأة غشاها حلمها فى توريث ابنها واعتقدت أنها الملكة فريدة المتوجة على عرش مصر ،ولن تتركه مهما طال الزمان ،ولكن إن ربك لبالمرصاد ..وكل من هب ودب يدعى أنه قام بالثورة ..فضاعت أحلام من قاموا بها والمنحصرة فى ..حرية وعدالة اجتماعية .. هذا هو المشهد الذى نشاهده على الملأ الآن ؛سأكتب وربما لا يتفق معى البعض ولكننى من منطلق ايمانى بالله ورسوله وحبى لهذا البلد وخوفى عليها من الضياع والذهاب فى أتون متاهات لا يعلمها إلا الله سأكتب ما يمليه عليه ضميرى ،وقبل الدخول فى موضوعى أؤكد أنني طوال عمرى المهنى والسياسى كنت معارضا لهذا النظام وسابقه واكتويت بلهيب أمن دولته ،فعندما خرجنا للتظاهر يوم 25 يناير لم نكن نحلم فى يوم من الأيام أن الرئيس المخلوع سيترك منصبه ..خرجنا لنطالب بالعدل فى كل شىء ..خرجنا لنطالب بعيشة نستطيع من خلالها تيسير أمورنا الحياتية ..خرجنا لتعود الأرض إلى فلاحينا ،ويعود العامل إلى مصنعه ،ويجد الخريج عملا يقتات منه ،ولا تبيع المرأة جسدها من أجل زجاجة دواء لولدها ،خرجنا لنطالب برغيف خبز ونقف فى طوابير ويحترم بعضنا بعضا ،خرجنا لنطالب بالمساواة ومحاربة الرشوة والمحسوبية فى المصالح الحكومية ،خرجنا لنطالب بتعليم يواكب متطلبات العصر ،خرجنا لنطالب بتسكين أولادنا فى تخصصاتهم ..وعلى شاكلة ذلك كثير ،ولذلك تبلورت جميع مطالبنا فى شعار واحد .. الشعب يريد إسقاط النظام..فالنظام كاملا ..الرئيس وحكومته بما فيها من رئيس وزراء ووزراء ومحافظين ومدراء عموم وحزب فاشل متنطع بمن فيه ..ولم يكن معنا من هم على الساحة الآن ..الإخوان والسلفيون ..رفضوا مشاركتنا بل أن بعض السلفيين كفرنا لأننا خرجنا على ولى الأمر ،وتدارك الإخوان الموقف ونزلوا يوم ..جمعة حصد الأرواح ..لا ننكر دورهم معنا ولكن ..السؤال متى نزلتم ؟! ؛أما السلفيون فلم ينزلوا إلا بعد تنحى الرئيس السابق،وهم الآن يسنون أسلحتهم ..فى وسائل المواصلات وبدأوا يحاسبون الناس ،فإذا كان هناك مذياعا محركاته تعمل على أغنية ..يتصدون لمن يحركه ويدخلون فى وصلة نصح وإرشاد وبمرور الأيام ستكون غير ذلك ؛وهم الآن لهم اليد الطولى .نفس الأسلوب الذى كانوا يتبعونه مع الرئيس المخلوع ونظامه يتبعوه مع المجلس العسكرى ..فخرجنا نحن من السباق واكتفينا بالمشاهدة على التلفاز ومقدمى برامجه أمثال أحمد شوبير ومدحت شلبى ومصطفى يونس وخالد الغندور وغيرهم من الزملاء الإعلاميين الذين كانوا يسبحون بحمد مبارك وزوجته وأولاده وحكومته ..هم الآن المناضلون والمطالبون بإعدام مبارك فى ميدان التحرير ، ولأننا شعب يجرى وراء الشائعات أينما كانت نجلس وننصت لهم ونصدقهم ،وهنا أسأل الثوار الحقيقيون الذين كانوا ضد النظام من عام 1977 وحتى الآن .. هل يرضيكم إعدام مبارك علانية فى ميدان التحرير؟ وأكررها ثانية اننى كنت ضد هذا النظام طوال عملى المهنى والسياسى ،ولكن تعلمون جميعا أن الرئيس المخلوع منذ عام 1992 وهو لا يحكم مصر ومن يحكمها زوجته وولديه وزبانية النظام صفوت الشريف وزكريا عزمى وحبيب العادلى وأمن الدولة بكل فروعه ؛فالرجل كان يغشى عليه فى اجتماعات مجلسى الشعب والشورى ،وكل يومين يذهب فرنسا للعلاج ،وإذا كان هو مخطئا قيراطا فنحن مخطئون 24 قيراطا ، فمنذ عام 2006 والفرص تتوالى على الشعب المصرى ،وسمعتها من المستشار محمود الخضيرى فى أحد المؤتمرات ينادى بنزول 100 ألف مصرى ميدان التحرير هنا ستتغير الدنيا ؛فنخرج المظاهرات وإذا اكتملت مائة متظاهر كنا نرقص فرحا ، فكان زبانيته يكتبون التقارير له بأنهم شوية عيال اللى بتظاهروا وهنقبض عليهم ويخلص الموضوع ؛وبالفعل كان هذا يحدث ،واسألوا فى الدقهلية مصطفى خليل ومحمد عوض وأحمد أمين وفى القاهرة حمدين صباحى ومجدى حسين وأيمن نور وفى سيناءمسعد أبو فجر وغيرهم كثيرون كانوا ضحايا لنا ..وأعاود السؤال عليهم الآن هل تريدون إعدام مبارك فى ميدان التحرير؟أنا أعرف إجابتهم جيدا لأنهم مناضلون بحق..يا سادة ليس إعدام مبارك هو من يخرجنا مما نحن فيه ، فالنظام لم يتغير ..وسأروى عليكم مشكلة بسيطة فى مستشفى التأمين الصحى بالمنصورة تؤكد لكم أن إعدام مبارك ليس حلا ،ولكن علينا التكاتف لإسقاط نظامه المستشرى فى كل المصالح الحكومية من مستشفيات وتموين ومراكز شباب فما زالوا يعبثون بمقدراتنا ..المهم ذهبت لحجز سرير وعمل عملية لإبنى ،فأعطوا لى ميعادا عن طريق الدكتور النوبتجى ،وعندما جاء الميعاد ثانية عاودت الذهاب ودخلت القسم فقابلتنى ال nurse الكبيرة بوابل من السباب لى وللشعب المصرى ،فما كان منى أن هدأت نفسى حتى لا أنفعل ،وطلبت مقابلة الدكتور النوبتجى ، فنهرتنى وأخرجتنى عنوة للإنتظار فى الإستراحة ..جلست 4 ساعات متواصلة وبعدها جاء البيه الدكتور ،فجلس فى مكتبه ؛طال انتظاره فدخلت أطلب مقابلته والمرضى الجالسون فى الاستراحة ،فعلا صوتها على ،فما كان منى إلا أن قلت لها ..صوتك ميعلاش لو سمحتى..فدخلت فى وصلة ردح جاء على أثرها البيه الطبيب . فنظر لى شذرا ..وأعطانى درسا فى احترام المكان الذى أقف فيه وبدأت الأخت تسند عليه ؛فما كان منى إلا أن لعنت المستشفى ولعنتهم ،ووسط صوتى العالى عرفته بنفسى فما كان منه إلا السمع والطاعة لى ،فأخبرته بأن ما يحدث منه ومن هذه السيدة لا يتماشى مع روح الثورة ولا أخلاق المصريين ،فتحجج بحجج واهية ، وطبعا أجلت العملية لولدى لأنى لا أريد أن آخذ مكان مريض آخر ..نفس الحال بمديرية الشباب والرياضة ،ذهبت إلى وكيل الوزارة رجل دمث الخلق وعايز يشتغل ،طلبت منه عمل معرض للكتاب بقريتى لتثقيف الشباب ؛فرحب الرجل ووافق على الفور وأرسلنى بالطلب إلى مدير المديرية فطلب منى الذهاب إليه فى اليوم التالى وأنه ليس لديه مانع ،يقوم البيه مدير الإدارة الذى كان رئيس مجلس محلى قرية سابقا يرسل المذكرة إلى رئيس مجلس إدارة مركز الشباب وهو أيضا كان عضو مجلس محلى مركز تبع الحزب المنحل ،وطبعا رفضها وإدعى هاتفيا لى أن مديرة المركز هى التى رفضتها ،ونفت السيدة عن نفسها التهمة وقالت :أنه رفضها لأنه كان يريد أن أكتب المذكرة له ..طبعا كلام هايف ..المعرض سأقيمه بالشرعية الثورية ..الشاهد فى هذين الموضوعين أنه ما زال النظام السابق يعمل وهؤلاء أعضاء الحزب المنحل هم أخطر على الثورة من مبارك ؛فلا يعنينا إعدامه بقدر ما يعنينا تطهير مصر من كل الأشكال العكرة التى أخرتنا 30 سنة.