والعلم يرفل في ثياب النورِ قد جاء كلٌّ قاصدا كليتي ليعَلَّ من فرحٍ بها وسرورِ كانت دمنهورٌ بصيصا من سَنًى واليوم أضحت كالضحى المنظورِ وغدت حديث مُفاخرٍ ومُثَمِّنٍ من بعد ذياك المدى المغمورِ عكفت على التجويد تنسج ثوبه من لؤلؤٍ وزبرجد وحريرِ فأجاءها التجويد يشهد بالذي أَلْفَتْهُ عينا فاحصٍ وبصيرِ قد قيل قبلا والمقال لغابنٍ: كليةٌ في غاية التقصيرِ وأريدَ نقلُ بناتها وسَراتها ليُسامَ كلٌّ من عناءِ مَصِيرِ لكن بفضل الله تَمَّ بقاؤها رغم التحدي السافر المغرورِ هذي أمامك قد بدت كليتي أعجوبةً في العلم والتنويرِ فانظر إليها لا بعيني غابنٍ لكن بعينَيْ منصف وغيورِ تَرْجِعْ إليك العينُ بالحق الذي لولاه باتَ الحقُّ جِدَّ حسيرِ هذي دمنهورٌ يباكرها النَّدَى في كل فجرٍ ناصعٍ وطهورِ ويفوح في كل المدان نشرُها بأطايبٍ من عنبرٍ وعبيرِ في كل أرجاء المدائن والقرى مَنْ عَبَّ من عذبٍ بها ونميرِ فبناتها قد صرن أوردةً لها تحنو على الظمآن والمصدورِ وبها أساتذةٌ جهابذة الورى في العلم والآداب والتبصيرِ وبناؤها صحب الزمان لأعصر لينم عن تاريخه المحفورِ فيقول إني شاهد بأصالة ما بين عدة أعصر ودهورِ فهنا تلقى نابغيٌّ علمَهُ وهنا مدارج عالمٍ نحريرِ وهنا تخرج من يشار إليهم بأصابع التبجيل والتقديرِ في ذلك المبنى تعلم هاهنا رمزُ البيانِ الناصعِ الموفورِ الألمعيُّ "سلامةٌ" ورفاقُهُ هم خيرةُ الطلابِ دون نظيرِ صاروا نجوما يهتدى بضيائهم في كل دربٍ يُقْتَفَى ومَسِيرِ وكأنه قد قيل عند بنائهِ: لله أنت! فصار غير عسيرِ قالوا دمنهورٌ أُجِيزتْ قلت: ما كانت لديَّ بكائنٍ منكورِ هي درةٌ في التاجِ منذ عرفتُها وعروسُ جامعةٍ وفجرُ ضميرِ إن كان لومٌ فالملامُ لجودةٍ وعتابُها عندي على التأخيرِ فالكلُّ يخطبُ وُدَّها كليتي ويخالُها حُلْمًا بلا تفسيرِ فانظر إليها مُمْعِنًا تبصرْ بها آيَ الجمالِ الفائقِ الممهورِ لو قيل: صَوِّرْها لنا بقصيدكم لعجزت عن ذياكمُ التصويرِ فلتهنئي كليتي طول المدى ولْيبقَ غصنُ جناكِ جِدَّ نضيرِ ……………………………. الجمعة 30/5/2025م