أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أمرا واقعا لا مفر منه. وعلى الرغم من أنها توفر بعض الفوائد المهمة للمراهقين، إلا أن الأبحاث وجدت ارتباطا بين استخدام هذه الوسائل وأعراض القلق والاكتئاب ومشكلات صورة الجسد لديهم. وعلى الرغم من ذلك، يمكن للوالدين تعليم أطفالهما استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مسؤول وبطريقة تقلل من النتائج السلبية، وهو ما عرضه تقرير أخير لموقع "سايكولوجي توداي". وينطلق التقرير من ما أظهرته مجموعة كبيرة من الأبحاث التي اكتشفت وجود رابط بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة أعراض القلق والاكتئاب، كما وزيادة خطر عدم الرضا الجسدي واضطراب الأكل خصوصا بين الفتيات المراهقات. فمجرد النظر إلى الصور الجذابة للمشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي له تأثير فوري على الحالة المزاجية وصورة الجسد لدى المراهقين. ولأن الأشخاص يقدمون "صورة مثالية" لأنفسهم على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن المراهقين يقارنون ذلك بأنفسهم ويشعرون بمزيد من السلبية تجاه أجسادهم. اشرحي للمراهقين أن وسائل التواصل الاجتماعي تعطي المشتركين فيها فكرة عن الجوانب المثالية فقط في حياة الآخرين، واعرضي عليهم صورا لأشخاص قبل وبعد الفوتوشوب، فتوعية المراهق بهذه الأمور السائدة على وسائل التواصل الاجتماعي تقلل من مخاطر وقوع المراهق في عدم الرضى عن صورة الجسد واضطراب الأكل. كلما زاد الوقت الذي يقضيه طفلك على وسائل التواصل الاجتماعي تزداد المخاوف على صحته العقلية، لذلك عليك أن تحدي من الوقت الذي يقضيه طفلك على وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ إن قضاء أكثر من ساعتين يوميا على وسائل التواصل لها نتائج سلبية. عليك وضع قواعد عائلية واضحة يتم إنشاؤها معا والاتفاق عليها كعائلة. اطلبي من طفلك أن يقيّم بصدق ما يشعر به قبل وبعد تصفح وسائل التواصل الاجتماعي. راقبي من يتابعهم طفلك، ثم راجعي معه قائمة من تتابعينهم وقومي بإلغاء أي حسابات تجعلك تشعرين بالسوء. لا تسمحي لطفلك بالتواجد على وسائل التواصل الاجتماعي إذا كان عمره أقل من 13 عاما. ضعي قواعد عائلية حول الهواتف والأجهزة الأخرى التي يجب على كل فرد في العائلة اتباعها. عليك منع استعمال الهواتف على مائدة العشاء أو في غرفة النوم. يمكن لك وضع القواعد وطباعتها حتى يتمكن أفراد العائلة من الرجوع إليها. كوني نموذجا في الاستخدام المناسب لهاتفك ووسائل التواصل الاجتماعي. وإذا واجه طفلك صعوبة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من وقت لآخر، فقومي بشرح هذه الصعوبات والاستراتيجيات اللازمة للتغلب عليه بشكل فعال. قومي بإجراء محادثات مستمرة مع ابنك المراهق حول كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بأمان، وشددي على أهمية عدم مشاركة المعلومات الشخصية، أو الاتصال بأي جهات لا تعرفينها.