كانت أقصى طموحاته البريئة كسرة أو ضحكة قرب رائحة المنام وسفر في نومة هانئة . كانت أقصى طموحاته كرة يركضها بقدميه فتهرب عنه فيلاحقها ضاحكا وسط ذلك الجمع الغفير من أولئك البسطاء. كان دائما يفكر كيف يجد دراهم مفعمة بالبراءة لعله يوجد بها اكبر طموحاته حينها ساندويتش ومشروب قد يساعد في هضم تلك اللقيمات فوق تلك العتبة المغبرة . كان يعبر الطرقات برفقة أصدقائه والأحاديث تدور حول فوز نادي على نادي أو عن كيفية المشاركة في دوري للحواري او خطة كبرى حينها وهي كيف يهرب من ذلك التحفيظ لكي يشاهد اكبر مباريات الحواري . كان همه الكبير في الإجازة القصيرة أن يخطط هو واصدقائه كيف سيتم تامين البلايستشين أو غيره من الألعاب وسهرة في بيت احدهم حتى الصباح يذهب بلا تفكير ويرتمي على فراشه غاطا في نومة عميقة . كان همه الكبير متى يحل الموسم ينطلق في زحمة الناس يبيع لهذا ويبتاع من هذا ، او يهب افطارا لهذا او يساعد هذا ، وفي وقت الراحة يتخير من الطعام ما يريد ويتناوله في بيئة عملية صغيرة مليئة بشغف الحياة . وظل يكبر شيئا فشيئا فبدأت تلك البساطة تتلاشى وبدا هجوم الأفكار وقراءة ما خلف السطور ، ما هذا الصخب ، صوت ينادي انه هجوم العقل الجميل ، أصبح كل شيء ممتلئ بالأسئلة ، وعلى غرار قول الشاعر : كبرت أنا وهذا الطفل لم يكبر . يأتي لينام فتنطق الوسادة بكل اللغات ، وتبوح المخدة بكل أسرارها وتبدا بطرح جنون الأسئلة ، ويأتي الماضي ليسافر به نحو ذلك الجمال وتلك الذكرى الجميلة ، في أثناء ذلك يأخذه الحاضر من نفسه ، فالعالم متصارع والحياة الآنية تحفل بالصخب الذي يحتاج الى مرآة الحقيقة ، وما بينهما يأخذه فكره الى المستقبل وكيف سيكون وكيف ستكون ملامحه ، فتقول له نفسه انت مرآة من حولك وتأخذ بيديه إلى أعماقه لتريه كل بقايا الجمال فيه حيث في كل نفس بشرية هنالك طفل جميل يرقد في البذرة الملائكية ، هو هكذا تمضي عليه الأيام وكما يقول الشاعر : تعبت من السفر الطويل حقائبي .