حاله الانسجام التي سادت بعد سماع خطبة الجمعة الماضية للأخ والصديق الدكتور / علي الله الجمال إمام وخطيب مسجده السيدة نفيسة رضي الله عنها وأرضاها .. لم تأت من فراغ فقد تعلمنا أن ألسنة الناس أقلام للحق كثيرين تابعوه عبر أثير الاذاعة والتليفزيون المصري وهم لايعرفوه شخصيا أيجاز غير مخل كلمات خرجت من القلب فوصلت الي قلوب الناس ..ولايعرف هذه الحالة إلا من عاشها وما أشبه اليوم بالبارحة .في بدايات عملي في وزاره الأوقاف لا أنسي هذا الموقف الرهيب علي قلبي .دخلت مسجدي صباح يوم الجمعة وعلمت أن به جنازة لأحد الصالحين .. في مقدمه الصفوف أبصرت من بعيد عددا من العلماء والجهابذة أعرف بعضهم . همزه الوصل بينهم المهابة والورع والتواضع نعم سيماهم في وجوههم .أقبلت عليهم مرحبا وراجيا أن يستجيب أحدهم ليكون خطيبا لهذا اليوم . لم تفلح توسلاتي .تمنيت من قلبي أن يحنوا احدهم علي شخصي الضعيف فقد كان من الصعب ان أصعد المنبر في وجود احدهم فما بالنا بهذه الكوكبة.كررت المحاولة إلا انه كان قدرا محتوما وخطوات لابد من السير فيها ومن كتبت عليه خطي مشاها .حان وقت الخطبة توجهت إلي منبر المسجد وجسدي يرتجف تمنيت أن يشفق احدهم علي حالتي .استعنت بالله وحده كنت حريصا الا تزيد الخطبة عن دقائق لاسيما أن المسجد كان مزدحما بالمصلين في هذا اليوم وبالتالي ليس هناك داع للشرح أو السرد ويكفيني التركيز علي الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وبعض أبيات الشعر مع ربطها سريعا .ثم دعوت للراحل الكريم بالمغفرة والرحمة وان يلهم المولي الأهل الصبر والسلوان . انتهت الخطبة وأسرعت في عبور درجات المنبر هبوطا . وحرصت أن أقدم احدهم ليكون إماما في صلاتي الجمعة والجنازة .والحمد لله انه استجاب هذه المرة فجاءه دون سابق إنذار أمسك مولانا وسيدنا بالميكرفون . هنا تسارعت ضربات قلبي وارتعدت فرائصي ماذا دهاني ؟ ولماذا يتحدث الآن وماذا يقول : وكانت قولته بعدما اقسم بالله غير حانث ولا أثم ( الشيخ ويقصد الفقير إلي الله ورغم أن خطبته سبق له الحديث فيها لمرات إلا انه وكأنه يسمعها لأول مره في حياته وان كلامي كان له تأثير عليه وأنه بكي وارتعدت فرائصه من كلامي وأرجع ذلك كما قال للإخلاص . يالله يا رحمن أخيرا تنفست وذهب الخوف والوجل .وكانت شهادة من سيدنا الشيخ / سيد أبو ميره مازلت أعتز بها . فقد كان زاهدا ورعا .. وعلمني مولانا درسا لا أنساه أن المنبر يحتاج إلي العلم المتوج بالإخلاص ولامكان لهؤلاء الهواة فما خرج من القلب وصل إلي القلب وماخرج من اللسان لايتعدي الأذان . رزقنا الله وإياكم الإخلاص في السر والعلانية اللهم آمين *كاتب المقال