تشهد العاصمة المصرية حالة من الاستنفار غير المسبوق في مختلف المؤسسات الأمنية. وفي محاولة لترهيب فصائل من الثوار دعت لاقتحام مقر قصر الاتحادية لإسقاط الرئيس المنتخب محمد مرسي بالقوة أعلن مصدر عسكري أن قصرا لاتحادية يقع في حماية الحرس الجمهوري الذي يأتمر بأوامر رئيس الجمهورية وأن تأمين كافة المنشآت الهامة التابعة لمؤسسة الرئاسة مسؤولية مباشرة للحرس الجمهوري في نطاق مهمته الرئيسية التي تتلخص في حماية النظام الجمهوري. وقد انتشرت وحدات من الحرس لحماية المطارات والقصور الرئاسية والمحكمة الدستورية العليا، وكافة المنشآت التي لها علاقة مباشرة باستقرار النظام الجمهوري. وتمكنت قوات الحماية المدنية بالقاهرة من السيطرة على حريق محدود شب بمركز التدريب المهني المجاور لمبنى المجمع العلمي بشارع القصر العيني دون حدوث أي إصابات أو خسائر في الأرواح. ويقوم رجال الحماية المدنية حاليا بإجراء عمليات التبريد لضمان عدم اشتعال النيران مره أخرى. كانت مجموعة من المتظاهرين قد قامت امس الخميس بإزالة جزء كبير من السور الخرساني من أمام مجلس الشورى في شارع القصر العيني. في الوقت نفسه، تظاهر آلاف المتظاهرين مساء الخميس أمام الحاجز الخرساني الذي شيدته قوات الأمن منذ فترة على مدخل شارع قصر العيني أمام بنك التنمية والائتمان الزراعي من ناحية ميدان التحرير لمنع وصول المتظاهرين إلى المنشآت الحيوية الموجودة في هذه المنطقة. وفي محافظة السويس التي جاءت على رأس المحافظات الأكثر اشتعالاً اثناء ثورة يناير صرح مصدر بالجيش الثالث الميداني أنه تم التنسيق بين قوات تأمين السويس وفرق الأمن التابعة لقوات الشرطة لوضع كردون امني بمداخل ومخارج مدينة السويس. وكشف عن خطة تأمينية للمدينة تستغرق 15 دقيقة للسيطرة على اي اضطرابات تخل بالامن العام او الممتلكات بالأضافة لتأمين المنشآت الحيوية ومعامل التكرير والموانىء الخمسة والمدخل الجنوبي لقناه السويس لمنع أي عناصر من الأضرار بالمنشآت الحيوية أو ترويع المواطنين.واضاف بأن المدرعات والقوات التابعة للجيش لن تتواجد داخل ميادين وشوارع السويس تاركة المهمة لقوات الشرطة، فيما نظم متظاهرون من ائتلافات الثورة وحركة 6 ابريل في مدينة الاسماعيلية مسيره طافت شوارع المدينة ووصلت لطريق 'نمرة 6' حيث منشآت هيئة قناة السويس وتمركزوا امام مركز ابحاث الهيئة وأطلقوا هتافات منها'حق الشهداء لن يضيع'و'يسقط يسقط حكم المرشد'و 'ارحل ارحل' و'مرسي باع بلده.. مرسي باع شعبه'، وحاصروا شاحنة عسكرية كانت تحمل الفرقة الموسيقية العسكرية، ومنعوها من النزول لعزف موسيقي تشريفة وصول الرئيس.. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها 'القوى الثورية ترفض السيادة القطرية على قناه السويس'. وأحرق المتظاهرون لافتات الترحيب بالرئيس التي اقامها عناصر من جماعة الاخوان المسلمين بمشاركة موظفين من المحافظة. وفي وسط القاهرة أصيب مأمور قسم شرطة قصر النيل وعميد بالأمن المركزي ومفتش مباحث قطاع غرب القاهرة ومجندين بطلقات نارية أطلقها مجهولون من سلاح خرطوش على إثر محاولة عدد من الثوار الذين تقدموا من ميدان التحرير بهدف هدم الجدار الخرساني بشارع القصر العيني. وأكد مصدر أمني بوزارة الداخلية ان العميد هاني جرجس مأمور قسم شرطة قصر النيل والعميد أحمد خيري مفتش مباحث قطاع غرب القاهرة وعميد بالأمن المركزي مكلف بتأمين محيط وزارة الداخلية ومجندين بالأمن المركزي اصيبوا بطلقات خرطوش في الوجه أطلقها أحد البلطجية عليهم أثناء محاولتهم تهدئة الأوضاع والتحاور مع المتظاهرين لإعادتهم لميدان التحرير، وتم نقل المصابين لمستشفى الشرطة لتلقي العلاج. وفي سياق متصل قام قساوسة الكنائس الأرثوذكسية بدعوة الأقباط للنزول بكثافة من مختلف أحياء القاهرة والمدن الأخرى للتظاهرة في ذكرى الثورة لإسقاط الرئيس المنتخب محمد مرسي. وخطب عدد من كبار رجال الكنيسة مؤكدين بأن الرئيس يهدد مصالح الأقباط وعموم المصريين وأنه يعتزم بيع قناة السويس للحكومة القطرية إضافة إلى اضطهاد الأقباط وتشكيل الميليشيات المسلحة من التيار الإسلامي للتخلص من المعارضين، فيما دعت قيادات كنسية اقباط القاهرة الاستجابة مع دعوة المرشح الرئاسي السابق خالد علي الذي اعلن عزمه الخروج في مظاهرة صباح اليوم من أمام احدى أكبر كنائس شبرا للزحف على التحرير للمطالبة باسقاط حكم الاخوان المسلمين فيما صرح عدد من أعضاء شباب اتحاد ماسبيرو: إن آلاف الأقباط سيتوجهون إلى محيط قصر الاتحادية مساء الخميس للمطالبة بإسقاط الدولة وإسقاط دولة الإخوان وتعتزم قيادات قبطية الخروج بثلاث مسيرات، الأولى من شبرا وتحمل اسم العدالة الاجتماعية، والثانية من شارع الوحدة بإمبابة اكثر احياء القاهرة كثافة وتحمل شعار دولة القانون، أما المسيرة ثالثة فتنطلق من حي السيدة زينب القريب من محيط وزارة الداخلية وستخصص للسيدات وتحمل شعار 'لا لدولة الإخوان'، فيما أمهل تنظيم يطلق على نفسه 'حركة الشعب' الرئيس مرسي وجماعته 12ساعة لمغادرة البلاد فيجب عليهم تحمل تبعيات ذلك وما سينتج عنه من أحداث جسيمة، مطالبة أعضاء هذه الجماعات بالالتزام في بيوتهم حتى لا يتورطوا في معركة باتت على الأبواب إذا إصر الرئيس البقاء في منصبه وقالت الحركة، في بيان لها على 'الرئيس مرسي، وقيادات جماعة الاخوان المسلمين والارهابيين الذين ينتمون لتنظيم القاعدة على أرض مصر، بالخروج من مصر خلال 12 ساعة حقنا للدماء'. وأشارت الحركة الى أنها ستتحمل مسؤولية تطهير البلاد من كل الفاسدين من خلال استخدام كل الأساليب الممكنة وغير الممكنة لتحقيق ذلك من أجل الحفاظ على مصر أرضا وشعبا..ودعت الحركة جموع الشعب المصري كاملا بالنزول الى كل ميادين تحرير مصر وشوارعها حفاظا على البلد من التخريب الذي ستقوم به هذه الجماعات التي وصفتها..وقال محمد فارس، المنسق العام لحركة الشعب، لابد من رحيل محمد مرسي عن ادارة شؤون البلاد وليس ذلك فقط بل يجب ضرورة خروجه من مصر خلال الساعات المقبلة ومعه قيادات مكتب الأرشاد على النحو الذي جرى مع الملك فاروق الذي طردته الثورة من مصر..فيما دعا محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور والقيادي بجبهة إنقاذ الوطني مختلف فئات الشعب المصري للمشاركة في مظاهرات الذكرى الثانية للثورة في ميدان التحرير ومختلف ميادين مصر بهدف استكمال أهداف الثورة مؤكدا أن الشعب المصري لن يتوقف عن التظاهر السلمي لتحقيق طموحاته. وأضاف 'البرادعي'، في رسالته إن مظاهرات 25 يناير، جاءت للتأكيد على وحدة المصريين، من تيار سلفي وليبرالي وقبطي، تحت مظلة واحدة وهي المصريون، ومن أجل صياغة دستور جديد لكل المصريين، والمطالبة بانتخابات حرة ونزيهة، وقوانين تضمن تمثيل الشعب بكافة طوائفه ووجه البرادعي تحذيراً للنظام الجديد الذي يسيطر عليه الاخوان المسلمين 'أقول للحكومة والنظام أنتم موظفون لدى الشعب، والشعب هو من سيحكم عليكم من خلال الصندوق، والتظاهر، وغيرها من أساليب السلمية'.