وإذا تحولنا إلى جريدة 'التحرير المصري'، التي تصدر كل ثلاثاء وتنطق باسم حزب التحرير المصري - وهو أول حزب يعبرعن الصوفيين، ويرأسه الدكتور إبراهيم زهران، سنجده يقول في مقاله ساخراً من كلمة الرئيس أمام قمة عدم الانحياز: 'مازلت أرى أن رفض الولاياتالمتحدة زيارة رئيس مصر لإيران ثم مدح المتحدث الأمريكي الرسمي الزيارة بعد أن تمت هو سيناريو هابط لدراما غير محبوكة!!، وصل الرئيس المصري الى طهران لتسليم قمة عدم الانحياز الى إيران وهي زيارة بروتوكولية سياسية لا تحتمل الخروج عن النص خاصة أن إيران تحتاج للتظاهرة الدولية، وإذا بالرئيس المصري يبدأ الحديث بمقدمة خطباء المساجد ولا بأس بذلك للإعلان عن أن الدولة في مصر دينية، وليست مدنية، ولكن ترضية الصحابة هل المقصود منها أن يقول ان الشيعة بينها وبين أهل السنة خلافا وخصاما لن ينتهي؟، وهل هذا مقامه في قمة عدم انحياز وليست قمة إسلامية؟ علماًَ بأن الشيخ شلتوت شيخ الأزهر أفتى بجواز التعبد على مذهب الشيعة الاثني عشرية وأيد ذلك الدكتور علي جمعة 'المفتي الحالي'، وأنا لا أدافع عن الشيعة ولكن المناظرات الفقهية مجالها في مجالس العلم وليس في خطاب سياسي، وهل يمكن أن يدخل الفاتيكان ويصفهم بالكفر؟ ثم أثنى على جمال عبدالناصر، وهل كان يمكن أن يجلس على كرسيه ولا يذكره؟ بل انه لم يف الرجل حقه ولا أعماله في إقامة تجمع عدم الانحياز، فقد كان الرجل يستحق الكثير، ثم تحدث عن سورية وهاجم إيران الداعمة للموقف السوري ولم يذكر شيئاًَ عن الداعمين للإرهاب في سورية، بل وقارن بين ما يحدث في سورية والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وفي هذا مدح كبير لإسرائيل. ثم لم يذكر شيئاً عن المذابح التي تقوم بها إسرائيل دورياً بل أوجز المشكلة في اللاجئين، ولتهنأ إسرائيل! وأخيراً أجدني مضطرا للتوقف أمام طلاب الحرية والعدالة في سورية وهل هذا إعلان عن قرب حرب الإخوان مع النظام السوري، وهل تسمح الموازين الدولية باستخدام ميليشيات وتسليحها لإسقاط نظام معترف به في المجتمع الدولي، نعم نحن جميعاً بلا استثناء مع الثورات السلمية التي تعبر عن طموحات الشعوب لتحقيق آمالها، ولكن بنفس القدر نحن ضد إسقاط نظام تحقيقاً لرغبة إسرائيل بل ونساعدها، وهذا ليس دفاعا عن الأسد، فليذهب إلى الجحيم ولكن دفاعا عن عروبة سورية!'. وما أن سمع زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى رئيس صحيفة 'التحرير' كلمة إسرائيل ومرسي، حتى صاح في نفس اليوم قائلاً: 'يبدو أن الرئيس محمد مرسي مستعجل جداً على إثبات حسن نواياه للأمريكان والصهاينة فهاهو رئيسنا الإسلامي الإخواني المنتخب يقرر تعيين سفير جديد لمصر في تل أبيب بمجرد انتهاء مدة سلفه، ويسرع السفير الى تسليم مهامه لدرجة أنه سافر بعد قرار تعيينه بساعات الى تل ابيب عبر طائرة إير سيناء لتولي مهام منصبه، الرئيس الإخواني الذي لم يكف هو وجماعته عن الإلحاح على مبارك لسحب سفيرنا من تل ابيب يرسل مرسي سفيره حتى باب البيت في إسرائيل طبعا هو ذل وتبعية لو فعلها مبارك، وذكاوة وشطارة لو فعلها مرسي، شيء عظيم جداً لكن أرجوكم عودوا الى مؤتمرات مرسي الانتخابية وشاهدوه ودعاته ووعاظه يبشروننا بفتح القدس ودحر إسرائيل ويحذرون من المرشح المنافس الذي سترقص إسرائيل فرحاً لو فاز، بذمة أبيكم ما الذي كان سيفعله شفيق أكثر مما يفعله مرسي من مهادنة مع إسرائيل؟! على الأقل شفيق رجل من نظام مبارك التابع للسياسة الإسرائيلية والأمريكية وسليل اتفاقية كامب ديفيد ولم يقل عن إسرائيل انها عدو ويرحب بعلاقات معها، فما الذي فعله لنا الرئيس الذي كان وعاظه في المؤتمرات يدعون الناس لانتخابه لأنه صلاح الدين الايوبي الجديد؟!. أهو صلاح الدين الايوبي الجديد يا سيدي أرسل سفيره إلى تل أبيب، الأخطر أن الرئيس مرسي الذي يقود عملية سيناء بنفسه كما قال 'بالمناسبة ما آخر أخبارها؟' لم يعلق ولم يتخذ أي قرار أمام تسلل ضباط الموساد الإسرائيلي إلى سيناء وتنفيذهم عملية اغتيال لأحد أعضاء الجماعات الجهادية، أظن أن شكلنا لا يرضي صلاح الدين ولا حتى ناجي عطا الله'. لا، لا، هذا إحراج شديد، لصديقنا نجم النجوم عادل إمام بطل مسلسل فرقة ناجي عطا الله، الذي أمتعنا طوال شهر رمضان، على الأقل احسسنا بأنه انتقم لنا من إسرائيل، بأن سرق أحد بنوكها، وهي سرقة حلال، حلال، لا يقل حلالها عن حلال ربا قرض صندوق النقد الدولي.