خلال مقالى هذا أحب أن أعرج قليلا على التاريخ؛ لأستشهد ببعض ما يقوم به كتاب التاريخ ؛ حتى نصل إلى حقيقة الأمر. وبالكاد من حيث المساحة أحاول الربط أثناء وبعد الجاهلية ..تحديدا قبل ظهور الإسلام.. كانت هناك طفرة شعرية كبيرة من حيث المستوى والكم ،و قرأت بعض الأشعار وكنت أتعجب من فصاحة ما يكتبون ومدى علمهم باللغة. ولما نزلت الرسالة على نبى الهدى محمد صل الله عليه وسلم انبرى فى وقتها حملة تشكيك فى صحة القرآن الكريم من قبل الفرس والروم .واستشهدوا ببعض الشعر العربى المكتوب ، واتهموا النبى بأنه شاعر و ليس صاحب رسالة. وما إن انتشر الإسلام وأضاء نوره وفتحت بلاد فارس وفتحت مصر بعد ذلك . واستمر الفتح الاسلامى لبلاد العرب ، وانتشر الإسلام بإرادة المولى عز وجل لم ينس الفرس قوميتهم ولغتهم .برغم حديث المصطفى الذى قال فيه لا فرق بين عربى ولا أعجمى إلا بالتقوى فاخذوا يزورون فى التاريخ الاسلامى. وينسبوا لصحابة رسول الله ما كانوا عليه قبل أن يشهروا إسلامهم، وتم إخفاء بعض الكتب بعلامات معينه حتى تتوارثها الأجيال ومنها التشكيك أن الرسالة كانت ستنزل على على بن أبى طالب والتشكيك فى الأمين محمد وتوارثت الأجيال الفارسية وبمساندة من الروم - الذين كانت لهم إمبراطوريتهم - و نشروا الأكاذيب. حتى جاءت أجيال فى عصرنا هذا تستند إلى هذا التاريخ المزور والملوث بكل أنواع الأكاذيب ضد النبى والصحابة مع أنهم يقولون أننا مسلمون .. ونعرج قليلا على التاريخ الحالى .فنجد أن المخلوع وجهازه الإعلامي قد عتموا متعمدين على حقبة تاريخية كبيرة فى تاريخ مصر الحديث وما حدث بالأمس البعيد حدث اليوم ويحدث كل ساعة.. فاغفلوا فى كتب التاريخ مثلا ما كان يدرس عن بناء مصر الحديثة فى عهد محمد على وتحدثوا عن "الرجل المريض" الدولة العثمانية..وأغفلوا وما عانيناه من احتلال سواء فرنسي أو انجليزي وما عانته أمة العرب من تقسيمات استعماريه مازالت تمارس إلى وقتنا هذا، وتم الاعتداء على كل ما أنتجته ثورة يوليو من تعليم مجانى ومن عدم سيطرة لرأس المال على الحكم ،و قانون الإصلاح الزراعي وتسليم كامل لقناة السويس.. شاهد على ذلك حرب الخليج واحتلال العراق وإبراز فقط أن المخلوع كان قائد الضربة الجوية وكأن القوات البرية وآلاف الشهداء وأنور السادات رغم اختلافنا معه ليس لهم وجود وكأن عبد المنعم رياض لم يستشهد إبان حرب الاستنزاف وعاطف السادات وطيارون شرفاء معه لم يستشهدوا مثل القائد سعد الدين الشاذلى والجمسى واحمد إسماعيل وأبو غزاله ، وكل جندى شريف لم يكونوا موجودين . ويخرج علينا الآن بعض مزورى التاريخ. والمستفيدون من فترة حكم عبد الناصر من تعليم ومن توزيع عادل للأراضي الزراعية ويزيفون فترته ، ونحن نقول لهم رحل الرجل "وله ماله وعليه ما عليه "وأوصلكم إلى ما أردتم.. فحينما نقول لبعض الأخوة "القومية العربية حافظوا عليها".. يقولون"إسلامية" وكأننا حينما نقول "قومية عربية" لسنا مسلمون. يا سادة إن الفرس زوروا التاريخ ومعهم الروم والأتراك من أجل قوميتهم ونحن نطعن فى قوميتنا ونطعن فى زعمائنا وننشر كل ماهو غير صحيح لنساعد الأعداء على طمس الحقائق واطلب منكم أن تؤمنوا بعروبتكم وبقوميتكم كما يؤمن من هم على حدود وطنكم بقوميتهم ..لقد أسس مصطفى كمال أتاتورك الدولة العلمانية فى تركيا ، ويحكمها الآن الإسلاميون ويحتفون بالرجل ويكرمون تاريخه ويعتزون بكل ما فعله.. آمنوا بعروبتكم وخلدوها واحتفوا بزعمائكم ، ولا تساعدوا مزوروا التاريخ من أجل محو تراثكم المنير ..تحرروا من الأغلال التى يضعها على عقولكم البعض واشكروا من جعل لكم العزة والكرامة ..من ضحى لوطنه عليه أن يخلد فى التاريخ ، وأن نذكر محاسنه ..رحم الله كل من بنى مصر الحديثة، ووضع مواثيق للعدل بين الناس.. والخزى والعار لمن أذل مصر والمصريين ،وافخروا بلغتكم العربية.. وهنا اختم بقوله تعالى :"إنا أنزلناه قرآنا عربيا" واسألوا أنفسكم : لماذا يحقد الفرس والأتراك على لغتكم ؟!!