وقد يكون صحيحا ما قالوه ان آية افلاس التاجر وعيه الارادي بتفاصيل دفاتره القديمة..... او انا وقبل ان يلتهمني حوت السفر..... والان, وانت لا تقاطعني, دعني احدثك عني زمان ان كنت انا وقبل ان تاتيني واسالك برجاء "شهرذاد" تتصيد الدهشة ان لا تقرا ملحوظتي اسفل السرد وقبل ان اسمح لك! ...حسنا! كان الزمان وقتها اوان قمة نضج فاكهة مدن الشمال ودهشة مواسم اعلان اسرار تفاصيل ملامح الاشياء ....واتذكر الان وبكل وعيي اني حينها كنت انا وقبل ان يلتهمني حوت السفر.... ثم كانت ظهيرة ذلك اليوم وتلك المدينة التي كانت تحتوتيني تتبرج صيفا شمسه خجولة ولا تطيل المكوث وهي ابدا لا تتمهل التفاصيل واتذكر الان ايضا ان نكهة ثمار "التوت" كانت تحدّث وهي تعلن ان هيت لك وكلي واشجار الصنوبر كانت وقتها كأن لم تشهد مواسم الثلج الخجل في حياتها ابدا, وايضا حانات المدينة وقتها كانت لا تستجدي الزوار وهم احتفال مواسم التبرج العفوي وميقات تفتح الشهوات, حلالها وممنوعها. لسبب ما, ادركت وقتها ان لا منجي ولاساتر من احداث اتتني بملامح الفتنة البريئة وبلون بواكير فيضان النيل و نخيلاته باسقة الطول تنادي بانين قديم مواسم الخصوبة تلك التي دائما تسبق العطاء. وقتها وجلجلة ضحكتها تعلن ان الخطيئة قد تكتسي لون البراءة, ومنذ الوهلة الاولي تلك التي دوما تسبق الدهشة واشياء اخري, اعلنت لنفسي انهزامي. لم تساورني نفسي بالتحدي وهي تجلس امامي وقد وعيت وقتها اني ضمن مخطط عنيد وكاسح تدرك فتنتها اوانه وابعاده وعمقه وايضا مخاطره, وقتها وانا اتجاوز وهلة لحظة الدهشة الاولي لم افكر مرتين وانا اتصيد اوان تفتح مكامن الاسرار, تلك الحارقة الجذب, وانا اقول لها : " فتنتك ياصغيرتي لا تقاوم"! لم اكن وقتها وقد كنت انا وبكلياتي وقبل ان اسافر, لم اكن احفل كثيرا بوقع الكلمات ولا حتي مردود الافعال, فوجدتني وكلي انجذب بعفوية ووعي وادراك وبلا تاني ولا خوف نحو مركز "دوامة" الفتنة.ا وعندها وهي تميل نحوي ومساحات واسعة من اسفل صدرها ملئ بصري تزيدها ضحكتها ثورة ونداء والكون يعلن اكتمال دورة نضج كل المغريات وقد صار حينها مركز ثورة فتنتها اكثر شجاعة وهو يعلن مزيدا من التفاصيل الحارقة همست باغراء برئ: "سمعتهم وكثيرا يقولون هذا". قلت وانا اتوجس تفاصيل لون امسيتي:"ها قد مرت دقائق منذ ان لفحني صيف فتنتك ولن اكذبك القول اني الان قد حرقت كل سفني, واعلم تماما ان بصمة فتنتك لم تجافي صخب المدن الاستوائية, تلك التي تقمصتني وقبل ان اكونك"..., وهي تسند راسها علي المائدة تتربع ذلك الحيز يفصلنا وايضا يفصل عواءا ونداءا وتلبية وفاكهة المدن الباردة باتت بلا ضباب ومقلتي شمسيها تتجول نقطة ليست بالبعيدة عن مرمي الذاكرة, همست: "اراهم صدقوا, فلقد اخبروني انك خطير", ثم وهي تطلق ابتسامة احاطت بمساحات اتتني نادرة العذوبة وبالغة الخطورة, اضافت:" وجدا" , ثم وسواد عينيها امسية استوائية اردفت: "الم يخبروك اني عصية؟" ....لا ادري الان مصدر تلك الثقة تقمصتني وقتها وانا اقول لها وبلا تفكير: "او تجسرين سانحة اتتك بغير ما رأته سنواتك الثمانية عشر؟ جلجلت ضحكتها الزمان وزحف امسيات تفرح بسفر الشمس تكتسح وجنتيها وفتنة صوتها لا تشكو الهزيمة, ثم وهي تتفرسني: "لا اعتقد انك لن تجعل لي امسية غدك!", عندها فكرت ان اعلن للملآ اني علي موعد مع ميلاد براءتي الجديدة لا تفصلني عن تفاصيلها سوي ترقب ليلتي تلك زمان ان كنت! ............... ليلتها عدت اخريات يومي لصومعتي وماء وضوء عشائي لم يجف بعد تعجبت وانا ابتسم اسرار لم اعيها من قبل: ان كيف تكسو البراءة بعض الخطايا, واتذكر الان اني عندها شعرت بتوغل دفئ الايمان في تفاصيل عمري, ما مضي منه وما سيأتي, ثم اني ليلتها تمددت لحافي وقبل ان يسرقني حلم تفاصيل عذوبة مساء غدي اعلنت لسكون غرفتي: ان كم هو رائع اوان تفتح فاكهة المدن الموغلة في الشمال!!! مداخلة: لا تسالني لماذا؟ فحقا لا ادري وقد يكون صحيحا ما قالوه ان آية افلاس التاجر وعيه الارادي بتفاصيل دفاتره القديمة ويوم ان كان وقبل ان يصيبه داء السفر... وايضا قد تعلم الآن اني ابدا لم اتصالح مع صيغة "الماضي" وحتي ضعفي "النحوي" بها قد لا يخفي الان عليك....