نائب محافظ الجيزة يزور مطرانية الأقباط الأرثوذكس بطموه للتهنئة بعيد القيامة المجيد    شاهد| قوات الاحتلال تطلق النار على شخصين حاولا الخروج من ركام منزل مدمر في طولكرم    الإصابة تبعد لاعب بايرن ميونخ عن مباراة ريال مدريد في إياب الأبطال    بالصور.. محافظ الشرقية من مطرانية فاقوس: مصر منارة للإخاء والمحبة    محافظة الجيزة : دعم قطاع هضبة الأهرام بمنظومة طلمبات لتحسين ضخ المياه    25 مليون طن، زيادة إنتاج الخضراوات في مصر خلال 2023    خبير اقتصادي: الدولة تستهدف التحول إلى اللامركزية بضخ استثمارات في مختلف المحافظات    الإجازات الرسمية في شهر مايو 2024.. وقائمة العطلات الرسمية لعام 2024    بالصور.. محافظ الوادي الجديد يزور كنيسة السيدة العذراء بالخارجة    إصابة 9 أشخاص خلال مشاجرة بالأسلحة النارية بمدينة إدفو    السعودية تصدر بيان هام بشأن تصاريح موسم الحج للمقيمين    لأول مرة، باليه أوبرا القاهرة يعرض "الجمال النائم"    خاص| زاهي حواس يكشف تفاصيل جديدة عن مشروع تبليط هرم منكاورع    وكيل صحة الشرقية يتفقد طب الأسرة بالروضة في الصالحية الجديدة    استشاري تغذية يقدم نصائح مهمة ل أكل الفسيخ والرنجة في شم النسيم (فيديو)    التعادل السلبي يحسم السوط الأول بين الخليج والطائي بالدوري السعودي    أمريكا والسفاح !    السفير الفلسطيني بتونس: دولتنا عنوان الحق والصمود في العالم    قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة عامل دليفري المطرية |تفاصيل    السجن 10 سنوات ل 3 متهمين بالخطف والسرقة بالإكراه    غرق شاب في قرية سياحية بالساحل الشمالي    5 خطوات لاستخراج شهادة الميلاد إلكترونيا    "حريات الصحفيين" تثمّن تكريم "اليونسكو" للزملاء الفلسطينيين.. وتدين انحياز تصنيف "مراسلون بلا حدود" للكيان الصهيوني    شروط التقديم على شقق الإسكان الاجتماعي 2024.. والأوراق المطلوبة    صالون الأوبرا الثقافي يحتفل بيوم حرية الصحافة بمشاركة النقيب    رمضان عبد المعز يطالب بفرض وثيقة التأمين على الطلاق لحماية الأسرة المصرية    وزير الشباب يفتتح الملعب القانوني بنادي الرياضات البحرية في شرم الشيخ ..صور    رسميا .. مصر تشارك بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس 2024    بعد القضاء على البلهارسيا وفيروس سي.. مستشار الرئيس للصحة يزف بشرى للمصريين (فيديو)    دعاء تعطيل العنوسة للعزباء.. كلمات للخروج من المحن    إصابة 8 في انقلاب ميكروباص على صحراوي البحيرة    ميرال أشرف: الفوز ببطولة كأس مصر يعبر عن شخصية الأهلي    مفاجأة- علي جمعة: عبارة "لا حياء في الدين" خاطئة.. وهذا هو الصواب    لاعب تونسي سابق: إمام عاشور نقطة قوة الأهلي.. وعلى الترجي استغلال بطء محمد هاني    محمد يوسف ل«المصري اليوم» عن تقصير خالد بيبو: انظروا إلى كلوب    استعدادًا لفصل الصيف.. محافظ أسوان يوجه بالقضاء على ضعف وانقطاع المياه    استقبال 180 شكوى خلال شهر أبريل وحل 154 منها بنسبة 99.76% بالقليوبية    تشييع جنازة الإذاعي أحمد أبو السعود من مسجد السيدة نفيسة| صور    «الصحة» تعلن أماكن تواجد القوافل الطبية بالكنائس خلال احتفالات عيد القيامة بالمحافظات    بعد رحيله عن دورتموند، الوجهة المقبلة ل ماركو رويس    ما حكم أكل الفسيخ وتلوين البيض في يوم شم النسيم؟.. تعرف على رد الإفتاء    خريطة القوافل العلاجية التابعة لحياة كريمة خلال مايو الجارى بالبحر الأحمر    رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب    الانتهاء من 45 مشروعًا فى قرى وادى الصعايدة بأسوان ضمن "حياة كريمة"    الخارجية الروسية: تدريبات حلف الناتو تشير إلى استعداده ل "صراع محتمل" مع روسيا    ماريان جرجس تكتب: بين العيد والحدود    إيقاف حركة القطارات بين محطتى الحمام والعُميد بخط القباري مرسى مطروح مؤقتا    القوات المسلحة تهنئ الإخوة المسيحيين بمناسبة عيد القيامة المجيد    توريد 398618 طن قمح للصوامع والشون بالشرقية    المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة "ابدأ" .. الليلة مع أسامة كمال في مساء dmc    أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي إلى 473 ألفا و400 جندي منذ بدء العملية العسكرية    أبرزها متابعة استعدادات موسم الحج، حصاد وزارة السياحة والآثار خلال أسبوع    مستشار الرئيس للصحة: مصر في الطريق للقضاء على مسببات الإصابة بسرطان الكبد    مي سليم تروج لفيلمها الجديد «بنقدر ظروفك» مع أحمد الفيشاوي    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«هلال» ل«المصري اليوم »: اللحمة لا تدخل بيتي
نشر في المصري اليوم يوم 09 - 12 - 2010

بالملابس الرسمية والتصريحات الرسمية، بزخم المنصب وقيوده واشتراطاته، بالمظهر الحاد والكلمات والنظرات والخطوات المحسوبة، يتحركون فى الحياة، كمن يسير على طريق، لو حاد عنه لسقط فريسة ألسنة الناس والإعلام.
نسميهم الشخصيات العامة.. سياسيون ومفكرون ومثقفون، أولئك الذين يمتلك الناس حياتهم كاملة، لا نعرف عنهم غالبا سوى ما تقتضى مناصبهم أن يفصحوا عنه، حتى ليظن البعض أنهم يتنفسون المناصب والمسؤوليات والمهام والحياة الرسمية المرسومة بعناية، خلف تلك الأقنعة تختفى تفاصيلهم الصغيرة، وحكاياتهم اليومية كبشر عاديين يتنفسون ويأكلون ويشربون ويحبون ويكرهون مثلنا. «المصرى اليوم» فى رحلة أسبوعية لاستكشاف الجانب الآخر فى حياة المشاهير والشخصيات العامة، بحثا عن أجوبة لأسئلة طالما لم نعثر على إجابات لها وأهمها السؤال الأصعب فى حياة أى شخص: كيف يعيش؟!
لا أتقاضى راتباً عن عملى فى الحزب.. و«عمرى ما اشتريت حاجة من الدولة»
يتمتع بمهارة خاصة فى الحديث، يقودك إلى حيث يريد هو، ولا تستطيع أن تغضب منه، ببساطة لأنه قادر على احتواء كل الأفكار ووجهات النظر، ومناقشتها بهدوء، وإن بقيت مساحة مشروعة من الاختلاف. كان حوارى معه أكثر الحوارات صعوبة، التقينا مرتين وفى كل مرة يقرر إنهاء الحوار بابتسامة هادئة، لكنها صارمة فى الوقت نفسه، فلا أملك سوى المغادرة دون أن أفقد ابتسامتى، وحماسى لحوارات أخرى فى المستقبل. علىّ الدين هلال أمين الإعلام والتثقيف بالحزب الوطنى، يأبى أن يبوح بأوجاعه لأحد مهما اعتصره الألم، ويصر على ألا يتحدث عن هزائمه، لكنه يعترف بها فى الوقت نفسه، لأنه لا يعرف متعة النصر من لم يعرف مرارة الهزيمة.. وفى تحقيق أهدافه، يتبع طريقة النفس الطويل، يكره التجهم، ويحب الضحك، إذ لا يستمتع بسماع النكات والإفيهات فقط، بل يحظى بمهارة إلقائها أيضا، متدين دون دروشة، يعشق العمل بالسياسة، ومحب لأحفاده الذين يعتبرهم بهجة الحياة.. فى السطور التالية سنكتشف الوجه الآخر من علىّ الدين هلال، الإنسان والأب والجد والزوج. فإلى نص الحوار:
■ لماذا لم ترشح نفسك فى انتخابات مجلس الشعب؟
- لأن «صاحب بالين كداب»، وأنا مرتبط بالجامعة وأكتب ثلاث مقالات شهريا ل«الأهرام» و«أخبار اليوم» وكل ذلك يرهقنى إلى جانب عملى بالحزب يوميا، وأنا شخصيا أرى أننى سددت ديونى العامة للوطن ولا أشعر بأننى أحتاج لموقع جديد أحقق من خلاله نفسى وأشبع طموحى.
■ أين ولدت؟
- فى منزل جدى لأمى، وكان عمدة شبرا البلد، وكانت وقتها قرية لها عمدة، وكانت عادة الأسرة أن تضع المرأة مولودها بمنزل أهلها.
■ أين كانت تقيم الأسرة؟
- فى الدرب الأحمر، ثم انتقلنا إلى درب سعادة خلف محكمة استئناف القاهرة وكان بجوارنا سجن الاستئناف الذى يوجد به سجن مصر، وعندما كنا نرى العلم الأسود مرفوعا نعلم أن محكوما عليه بالإعدام سيجرى تنفيذ الحكم فيه، وبعد عدة سنوات اشترى والدى قطعة أرض فى الهرم وبنى فيها بيتا انتقلنا للعيش فيه من 1973 إلى 1985 وبعدها انتقلت إلى المعادى حيث بيت الزوجية.
■ كم عدد إخوتك؟
- أربعة أشقاء، ثلاثة أولاد، هم اللواء عاطف رحمة الله عليه، وصبرى، ضابط متقاعد، وأنا، والرابعة منى، وتعمل مديرا عاما بوزارة التربية والتعليم.
■ لماذا لم تصبح ضابطا مثل شقيقيك؟
- لأننى حصلت على مجموع كبير فى الثانوية العامة، فالتحقت بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
■ وماذا عن المرحلتين الابتدائية والإعدادية؟
- فى المدرسة الابتدائية كنت الأول على فصلى، وفى الإعدادية كنت الأول على المدرسة.
■ والجامعة؟
- أعتقد أن تفوقى ظهر بشكل أكبر فى المرحلة الجامعية، ففى الفرقة الأولى كان ترتيبى الثانى على الكلية وفى الثانية حصلت على الترتيب الأول، وهو ما تكرر فى الفرقتين الثالثة والرابعة فى قسم العلوم السياسية.
■ وأنت فى المرحلة الابتدائية هل كنت تدرك التحولات السياسية فى تلك الفترة؟
- بالطبع لا، لأننى كنت طفلا لكنى أتذكر حدثا واحدا مازلت أستعيده من وقت لآخر وهو مشهد الجموع الغفيرة التى كانت تتجمع للاستماع إلى خطبة الشيخ حسن البنا لدرجة شعرنا معها أن البلد بأكمله يستمع اليه، إلى جانب مشهد آخر هو احتراق مقر جماعة الإخوان المسلمين، إذ كان أكبر حريق أشاهده فى حياتى وكان مثيرا للدهشة بشكل كبير، وأتذكر أننا لم نر سيارة مطافئ فى موقع الحادث وكان الجميع يهتف بجمل لم أفهمها فى وقتها.
■ وعندما انتقلت إلى المرحلة الثانوية هل تعمقت فى السياسة أو الدين؟
- فى تلك المرحلة تمكن منى حب القراءة وكان سور الأزبكية بالقرب من مدرستى وهو كما نعرف أكبر مستودع لبيع الكتب المستعملة فى مصر.
■ وما نوعية الكتب التى كنت تحرص على قراءتها؟
- الكتب السياسية والتاريخية وكتب السيرة، وربما كان ذلك من أسباب تفوقى فى المرحلة الجامعية، إذ سمحت لنا الجامعة باستخدام وتوظيف معلوماتنا وقراءاتنا وهو ما لم يكن متاحا فى المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، حيث كنا نضطر للتعامل مع المقررات المفروضة علينا، ولم نتمكن من إظهار الطاقات المتراكمة بداخلنا.
■ هل حدثت لك تحولات فكرية فى مرحلة الشباب؟
- أنا شخصية مستقرة ولا أميل إلى التقلبات ومتدين بطبعى لكن دون دروشة.
■ ما أكثر الأفكار التى تراودك أوتلازمك دائما؟
- فكرة العدل الاجتماعى، وأرى أن وظيفة الحاكم دعم الفقراء، وإخراجهم من الحالة القاسية التى يعيشونها، إلى جانب فكرة الديمقراطية وتعدد الأحزاب التى لازمتنى بعد سفرى إلى كندا، إذ رأيت هناك الحرية وتعدد الأحزاب والرأى والرأى الآخر.
■ أتقصد أن فترة وجودك فى كندا شكلت وعيك من جديد؟
- فى ناحية الحريات فقط وقضايا الديمقراطية والشخصية الإنسانية وخصوصية الإنسان وحريته مادام لا يؤثر على النظام العام، ومن حق كل إنسان أن يؤمن بما يريد، لكن ليس من حقه أن يفرض ما يؤمن به على الآخرين إلى جانب فكرة التسامح، فهناك يرفعون شعار «عش ودع غيرك يَعِشْ» ويقبلون التنوع ويرفضون القهر والظلم والتكبر.
■ وهل أثرت هذه الأشياء على قناعاتك التى تكونت فى مصر قبل سفرك؟
- إطلاقا، فأنا أرى أن الحرية المطلقة هى الفوضى .. وأنا مع الديمقراطية الاشتراكية حتى الآن.
■ وهل تغيرت اتجاهاتك بعد الانضمام للحزب الوطنى؟
- لم يغير الحزب شيئا أو يؤثر فى، فقناعاتى الأساسية تكونت عبر فترة من الزمن ولا أزال أعبر عنها فى كتاباتى بوضوح، وأكتب بانتظام ولا أستطيع أن أخفى موقفى ورأيى فى حدث ما.
■ وحين يصطدم موقفك بالحزب؟
- إنها أفكار فحسب، ومن حقى أن أعبر عنها بالطريقة التى أراها مناسبة.
■ لكن ألم تغير من أفكارك لتتسق والوطنى؟
- الحزب نفسه يسير فى اتجاه ديمقراطى وهو نفس اتجاهى.
■ أتتقاضى أجراً من الحزب عن عملك؟
- لا أتقاضى مرتباً، وناس كثيرة تسألنى: تعمل فى الحزب من العاشرة صباحاً حتى العاشرة مساء أغلب الأيام، هل تأخذ «مهية»؟ فأرد: لا آخذ مهية ولا بدلاً ولا سيارة ولا سائقاً ولا غذاء ولا أى شىء.
■ وهل لديك فيلا أو شاليه فى الساحل الشمالى؟
- لا، ليس لدى شىء فى الساحل الشمالى وعمرى ما اشتريت شىء من الدولة فلا كان ولا هيكون.
■ هل أنت عنيد؟
- إذا وضعت هدفا لنفسى أسعى إلى تحقيقه حتى أصل إليه وقد أتوقف مؤقتا، لكن لا أتراجع عما أؤمن به وأعاود الكرة مرة أخرى، وعنادى استراتيجى ومرن وتكتيكى إن جاز التعبير.
■ هل تقبل الخسارة حين لا تصل إلى هدفك؟
- الإصرار شكل آخر من أشكال النفس الطويل ولا أتخلى عما أعتقده فى أول هزيمة أو إخفاق وأظل أعاود الكرة حتى أصل إلى مبتغاى.
■ نعود إلى طفولتك فى الدرب الأحمر، هل تتذكر أصدقاءك وقتها؟
- أتذكر كثيرين، منهم عصام رفعت الكاتب الصحفى الذى كان زميلى فى مدرسة الخديوية، وفى هذه المرحلة تفتح وعيى سياسيا وأرى أننى وجيلى كنا محظوظين، إذ كانت الظروف تساعد على انفتاحنا وتطلعنا وتكوين رؤيتنا للمستقبل ورغم ذلك كان هناك أناس من جيلى «صم بكم»، وظلوا هكذا، وفى الجامعة كان هناك زملاء لبنانيون وإماراتيون ومن معظم الدول العربية، وربطت بينى وبين بعضهم صداقات مازالت مستمرة، منهم رضا لارى رئيس تحرير جريدة عكاظ سابقا، وعبداللطيف الميمنى، سفير السعودية الأسبق فى إيران.
■ هل لديك مكتبة فى المنزل؟
- نعم لدىّ مكتبة كبيرة بها أمهات الكتب والمؤلفات النادرة، ومنها أول ترجمة لكتاب الجمهورية ل«أفلاطون»، ترجمة حنا خباز وهى الطبعة الأولى، وصدرت عام 1907، ولدىّ الطبعة الأولى من كتاب «سر تقدم الأنجلو سكسونيين» ل«دى مولاس»، وهى الطبعة الأصلية الصادرة فى السنوات الأولى من القرن العشرين.
■ ممن ورثت حبك للقراءة ؟
- كان أبى مغرما بها، وجمع بين التعليمين الأزهرى والمدنى، وكانت لديه مكتبة كبيرة، مازلت محتفظا ببعض كتبها مثل «تاريخ التعليم فى مصر» وجميع كتب جورجى زيدان وأمهات الكتب الدينية.
■ هل أثرت هذه المكتبة على قراءاتك فيما بعد؟
- بالتأكيد ومعظم قراءاتى دينية وتاريخية وهو ما دفعنى للاتجاه إلى القسم الأدبى والتركيز على كتب السياسة والحياة الحزبية والسير التاريخية، وقد حصلت على الثانوية العامة عام1960 وكان عمرى آنذاك أقل من 16عاما، وتخرجت فى الجامعة دون سن العشرين، وخلال هذه الفترة، كنت شغوفا بالمعرفة ولاأزال، ووالدى شجعنى كثيرا على المعرفة والاطلاع.
■ متى تستيقظ من نومك؟
- أصحو فى الرابعة صباحا.
■ ومتى تنام؟
- بين الحادية عشرة والثانية عشرة مساء، لذلك أرفض معظم دعوات السهر والحفلات إلا إذا كانت حفل عرس لابن أو ابنة صديق مقرب.
■ هل حضرت حفل زفاف جمال مبارك؟
- لا.
■ لماذا؟
- لم أتلق دعوة لحضور حفل الزفاف فى شرم الشيخ، لكننى دعيت لحفل الاستقبال الذى أقيم فى دار القوات الجوية، وحضره الرئيس مبارك.
■ أكنت تتشاجر مع زملائك؟
- نادرا جداً، لأننى لا أسمح للآخرين بأن يدخلونى فى معركة وأستطيع أن أنأى بنفسى عن هذه الأشياء والحتة اللى فيها لبط أو لبش ما أحبش أدخل فيها.
■ وما تفسير ذلك فى رأيك؟
- ربما لشعورى بأن المنتصر والمهزوم فى مثل هذا النوع من المعارك سيان، وأرى دوما أن على اختيار مجال المعركة التى أخوضها، واخترت معركتى منذ البداية.
■ وما هى معركتك؟
- معركة القلب والفكر.
■ هل أنت شخص قنوع؟
- إلى أقصى درجة، ولا أحارب من أجل منصب أو مال، ولم أطلب شيئا لنفسى من أى أحد حتى الآن، وأؤمن بأن تميزى وتفوقى هما اللذان سيجلبان لى حقى، وليس أى أساليب آخرى.
■ على المستوى الإنسانى هل أنت شخص مُقْتحِم؟
- لا إطلاقا، فأنا أترفع عن ذلك وفى أحيان كثيرة أجد نفسى فى جلسات ودية مع أصدقاء وزملاء يتحدثون فى أمور تافهة أو لا قيمة لها، فأنأى بنفسى عن الخوض فيها أو الاشتباك معهم.
■ وإذا كان الحديث فى السياسة؟
- لا أترك حقى أبداً، وأدافع عن وجهة نظرى مهما كلفنى ذلك ما دمت مقتنعا بصواب رأيى، فأنا على المستوى الإنسانى مسالم جداً، وأترفع عن الدخول فى التفاصيل الصغيرة.
■ هل كنت مشاغبا فى صغرك؟
- كنت هادئا متزنا، لكن فى مجال الرأى والفكر أتمتع بروح الاقتحام، وفى الجامعة كنت طالباً ملتزماً له أصدقاء عاقلون، وكنا نتمشى يوميا ونجلس أحيانا فى مقهى عكاشة، ونلعب «بنج بونج».
■ وهل تعرضت للضرب من الأب أو الأم فى طفولتك؟
- لا، لم يحدث مطلقا، خاصة أننى كنت طفلا مطيعا ومنضبطا وأهتم بدروسى وأعرف جيدا حقوقى وواجباتى تجاه الأسرة والمجتمع.
■ ألم يعنفك والدك ولو مرة واحدة؟
- أتذكر أننى فى طفولتى أصبت بمرض الثعلبة وذهبت ووالدى إلى الطبيب فأعطانى أقراصا على أن أتناول منها قرصا يوميا، وكنت أكره هذا الدواء وفى الوقت نفسه أخشى غضب والدى، وكل يوم كنت آخذ قرصا وألقيه أسفل ترابيزة السفرة، وفى أحد الأيام أثناء تنظيف المنزل وجدت والدتى عدة أقراص تحت السفرة فأبلغت والدى فعنفنى بشدة.
■ من الشخصية التى كان لها أثر فى نفسك أثناء الدراسة؟
- الأستاذ أحمد بهاء الدين، الذى حرصت على لقائه وأنا فى الجامعة قبل تدريبى ب«أخبار اليوم»، وصارت علاقتنا جيدة حتى توفى، والدكتور حامد ربيع الرجل الأسطورة الحاصل على7 درجات دكتوراه، وأذكر مرة أننى ذهبت إليه فى مكتبه بالجامعة وسألته سؤالا أجابنى عنه وحفظت الإجابة، ثم بعد أيام طرح السؤال علينا أثناء المحاضرة ولم يعرف أحد إجابته فرفعت يدى لأجيب وأنا فرح فسمح لى وأعدت الإجابة التى قالها لى فى مكتبه، ففوجئت به ينهرنى بشدة ويسألنى: «إنت جبت الكلام ده منين يا..؟» فقلت له يا دكتور «أنا ذهبت إليك فى مكتبك منذ أيام لأسألك نفس السؤال وأجبتنى هذه الإجابة»، فقال: «ألا تعرف أن علم السياسة يتطور كل نصف ساعة؟»، ساعتها قلت لنفسى «علم إيه ده اللى بيتغير كل نص ساعة هو كفته ولاَّ إيه؟!».
■ ولماذا تضع كيسا أسود على مكتبك؟
- هذه حكاية طويلة، فقد كتب علىّ القدر أن أتولى منصب مدير مركز البحوث السياسية بجامعة القاهرة عام 1986، وكان العمل الإدارى مرهقا جدا، ويتطلب أن أقضى بمكتبى ساعات طويلة ولا أعود إلى منزلى مثل باقى خلق الله الساعة 3 أو4 بعد الظهر، لذلك كنت أخرج من المنزل ومعى كيس أسود بداخله كيسان أبيضان، أحدهما به قطعة دجاجة وخيارة، وفى الثانى ثمرتا فاكهة، ولأنى لا أتناول أى شىء من الشارع استمر معى الكيس الأسود أثناء تولى منصبى عميد الكلية وأمين المجلس الأعلى للجامعات، ثم منصب وزير الشباب، حيث كنت أخرج فى السابعة صباحا ولا أعود إلى منزلى قبل العاشرة مساء إن لم يكن بعدها فكان لابد من تناول غدائى وعشائى فى مكتبى واعتدت أن أتناول قطعة الدجاج والخيارة أولا، وبعد ساعة أتناول ثمرة الفاكهة وهى مسألة مهمة جدا فى التمثيل الغذائى، إذ ليس صحيحا تناول الفاكهة عقب الوجبة مباشرة.
■ وكيف تقضى وقت الراحة أو الإجازة؟
- أفضل قضاءه مع أسرتى بالمنزل، خاصة أننى لا أميل إلى تناول اللحوم والخضار إلا فى البيت يوم الإجازة.
■ متى وكيف تبدأ يومك؟
- أستيقظ فى الرابعة صباحا، فأكون فى الشارع فى الرابعة والربع، لأذهب إلى النادى مع اثنين من أصدقائى المقربين نصلى الفجر ثم نمارس رياضة المشى ونعمل ساونا أو جيم، وعادة ننتهى من ذلك فى السادسة صباحا، ثم أعود إلى المنزل أشرب كوب لبن وأتناول خيارة أو أى خضروات، وأستمع إلى نشرات الأخبار من إذاعة ال«بى بى سى» لأطلع على أحدث المستجدات فى العالم، وأنام لمدة ساعتين تقريبا أو حسب التزاماتى، ونومى خفيف فى العادة، لكن فى هذه الفترة يكون عميقا جدا.
■ هل تستيقظ على صوت المنبه؟
- لا، زوجتى هى التى توقظنى.
■ هل تعمل؟
- هى نائبة مدير مركز التوثيق الحضارى التابع لمكتبة الإسكندرية.
■ ما الذى تتناوله على الإفطار؟
- لا أتناول سوى فول مدمس أو فول نابت بشكل أساسى، فأنا أعشق الفول النابت بالليمون وأحيانا بالطماطم، ومعه سلطة وزيتون، والإفطار هو وجبتى الأساسية.
■ كيف تعرفت على زوجتك؟
- كانت طالبة وكنت معيدا، وبدأت العلاقة باستلطاف متبادل بيننا سنة 1964، وكنت جادا جدا، خاصة أننى كنت معيدا، وكانت لى شنة ورنة، وفى 1965 تقدمت لخطبتها، وتزوجنا فى 21 يوليو 1966 فوق سطح نادى الشرطة فى حفل عادى.
■ هل لديك أولاد؟
- رُزقت بولد وبنت.. بهاء مدرس قانون تجارى بجامعة المنوفية، ونورا خريجة صيدلة، وكلاهما اختار طريقه وتزوجا.
■ وأحفادك؟
- لدىّ 5 أحفاد هم بهجة حياتى، ثلاثة من ابنى، واثنان من ابنتى، وحين أراهم تبدو الحياة جميلة فى نظرى وأسماؤهم بالترتيب: سارة 16 سنة ويوسف 15 سنة وسلمى وإنجى ثم ياسمين وهى أكثرهم شقاوة.
■ ما أكثر ما تفخر به فى حياتك؟
- أننى واحد من بسطاء الشعب، والحمد لله ربنا منحنى مناعة ضد التكبر والغرور، وأجمل كلمة أسمعها من الناس أننى لم أتغير بعد أن توليت الوزارة، إذ إن كثيرين يتصورون أن المنصب يجب أن يغير الناس. الحمد لله الحياة لم تغيرنى، وكنت قبل إجراء عملية فى القلب أجلس على المقاهى وأدخن الشيشة.
■ هل لا تزال تدخن؟
- أقلعت عن التدخين بعد إجراء العملية، وبعدها كنت أحيانا أمسك سيجارة دون إشعالها حتى إن السيدة سوزان مبارك قالت لى ذات مرة: يا دكتور على إنت وزير شباب فكيف تدخن؟ فقلت لها: يا فندم السيجارة غير مشتعلة. فقالت لى: ليس مهما أن تكون مشتعلة أو مطفأة، فأنت تمسك سيجارة.
■ هل تتحكم فى عاداتك؟
- الحمد لله، ليست لدىّ عادة يمكن أن تتحكم بى، وأندهش حين أسمع أحدا يقول «أنا مقدرش أصحى الصبح من غير ما أشرب قهوة أو أدخن سيجارة».
■ هل هذا لأنك تهتم كثيرا بصحتك؟
- طول عمرى أهتم كثيرا بصحتى، وفى هذا العمر يجب أن يكون الاهتمام أكبر، وطالما أن الله كتب لنا أن نعيش، فليس هناك ما يبرر تدمير صحتنا وعدم الحفاظ عليها، والحمد لله توقفت تماما عن تناول اللحوم فى بيتى منذ أن حذرنى طبيب القلب قبل إجراء العملية من الضرر الذى يقع على الإنسان من تناول اللحوم بسبب الإنهاك والمعاناة الشديدة حتى هضمها.
■ هل تعرضت لهزائم كثيرة فى حياتك؟
- لا يوجد إنسان لا يتعرض لهزائم، فالذى لم يذق مرارة الهزيمة لا يعرف حلاوة النصر.
■ ماذا عن أصعب هزائمك؟
- أحتفظ بذلك لنفسى.
■ هل تأتى بالهدايا لزوجتك فى المناسبات؟
- لا.
■ لكن المرأة بطبيعتها تحب الهدايا خاصة من الزوج!
- ضاحكا: أحمد الله أن زوجتى لا تنتظر منى هدية، ربما تعتقد أن زواجى منها أعظم هدية.
■ أتحب سماع النكات؟
- وأقولها أيضاً، وأحب الضحك والقفشات ولا أطيق التجهم.
■ ما الذى يعلق بذاكرتك عن والدك؟
- كان طيبا جدا، يأتى من عمله إلى المنزل، وبعد أن نتناول الغداء يجلس على ترابيزة السفرة يقرأ الجرائد، وقبل أن ينام كان يُلمّّع لى وإخوتى أحذيتنا بنفسه.
■ ووالدتك؟
- ربة منزل عادية، وكانت نموذجا للطيبة المفرطة، وأحلى دعوة كانت تقولها لى روح «ربنا يحبب فيك خلقه».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.