إذا كانت لديكم مشاكل »اجتماعية أو نفسية« ، لا تترددوا في ارسالها إلينا ، ليرد عليها المتخصصون في علم النفس انا فتاة فى الثلاثينات من عمري أنحدر من عائلة كانت من أغنى العائلات ، وكان جدى من اكبر التجار وكنا جميعا نعيش حياة البزخ والرفاهية التى لا حدود لها ،فقد جمعنا جدى كلنا فى بيت كبير واحد ،جمع أولاده وأحفاده حتى يتمتع بوجودهم حوله، وفجأة توفى جدى وتفككت العائلة بدون سبب ، وبأقصى سرعة تقسم المال والعمل على ابى وأعمامى وعماتى ، وكل واحد تصرف بنصيبه كما يحلو له فمنهم من حافظ على نصيبه واكمل مشوار ابيه ،كان ابى من النوع الأخر اخذ نصيبه وذهب وتزوج على والدتى و انجب اخوة لى لا اعلم عنهم شيئا ، واصبحنا دونا عن باقى عائلتنا لا نملك قوت يومنا ، وقامت والدتي بطرد والدى من المنزل وحرماننا منه ، وتحول ابى بعد ذلك الى مدمن ، ولحق بمصيره آخى وتم القبض عليهما ، أبى واخى اكثر من مرة وبعدما كنا من العائلات المحترمة اصبحنا من المنبوذين من الناس ، ومع كل هذه الظروف وكأنى كنت اشعر بما سيحدث لى فحاولت بقدر الإمكان ان أحسن من وضعى كإنسانة ، فاجتهدت واشتغلت وقت الدراسة حتى اكمل تعليمى واصبحت مهندسة ، وللعلم انا على قدر من الجمال ولكن الجمال الذى يبتعد عنه الجميع – انتظرت ان ينتشلنى من هذه العائلة اى طوق نجاة حتى اكمل حياتى توقعت ان توجد بادرة امل لكى اعيش مرة اخرى ، ولكن شبح عائلتى يقف لى بالمرصاد فاصبحت كالوباء لا يقترب لى أحد الكل يخاف ان يقترب الكل يفكر فى شيئ واحد من نناسب ، ومن يكن جد لأولادنا او خال ، واصبح شبح العنوسة يطاردنى وانا ليس لى ذنب واذا جاء احد بمجرد معرفته لنا يذهب بلا رجعة – هل كتب على ان اكمل حياتى هكذا – واحدة مثلك تحمل هذا الجمال و هذه الشهادة لم تتزوج حتى الان لدرجة انى كرهت ان ارى غرباء اصبحت ارى نظرة العطف من الجيران و هى تنزل على لتحرقنى اصبح السؤال الذى يقابلنى دائما من اى شخص يتكلم معى، احلم بالسعادة اتمنى الامومة و لكن الكل يخاف من الاقتراب الكل يهرب و لا أجد احد يريدنى غير من هو من نفس هذه النوعية لانه لا يرى انها عيبا فهو موصوم بنفس العار ، ماذا افعل وكيف اكمل حياتى اخاف من القادم اموت عندما افكر فى المستقبل ، اتمنى الموت قبل المزيد من المفاجأت. ن-ح/ القاهرة بعض الآباء لا يدركون أن القدر يسجل عليهم أفعالهم وسلوكياتهم ولا يسقط منها شيئاً ، وأن السمعة التى تنتج عن تلك السلوكيات هى الإرث الأساسي الذى يتركونه لأبنائهم .. وأن السمعة الطيبة هى أهم تركة للأبناء . كذلك فى حياة الآباء يعيش الأبناء مرفوعوا الرأس بين الناس نتيجة للسمعة الطيبة و السيرة الحسنة للأهل . وإذا ما إفتقد أحد أفراد العائلة وخصوصاً الأبوين السمعة الطيبة ، أثر ذلك سلباً على نظرة المجتمع للأبناء..هذه هى الطبيعة البشرية ، الغالبية من البشر لا تغفرالخطيئة . عزيزتى .. ربما قد أصابتك تلك المقدمة بالإحباط ، و لكنى أطمئنك وأدعوكِ لمواصلة القراءة. فى البداية أحب أن أوضح لكِ وللجميع ممن يسىء فهم مصطلح " العنوسة " .. أن العانس ليست كما يعتقد البعض أنها الفتاة التى تعدت السن الطبيعى للزواج ولا تزال آنسة.. " العانس " هى من لم يتقدم أى شخص لخطبتها ، إما لإفتقادها الجمال أو لأى سبب آخر ، وبالتالى كبرت فى السن ولاتزال تحمل لقب آنسة . أما الفتاة التى يتقدم لها العرسان – كحالتك - سواء تتم خطبتها أو لا تتم ، أى تحول ظروف ما دون إتمام الزواج وبالتالى تظل بدون زواج حتى سن متأخرة ، لا يطلق عليها عانس .. فتأخر سن الزواج والذى أصبح الآن ظاهرة فى المجتمع العربى وليس فقط المصرى ، لم يعد قاصراً على الفتيات بل إمتد ليشمل الجنسين والذى قد يرجع لأسباب عديدة منها .. عدم إيجاد شريك الحياة المناسب ، أوسوء الأحوال المادية للشباب وما إلى ذلك من أسباب تعيق إتمام الزيجات .. وعلى ذلك فأنت لست بعانس . أما بالنسبة لمسألة " هروب العرسان " – على حد تعبيرك - فلا تيأسى بسبب ذلك ، فكما أن هناك من أخذك بذنب والدك وأخيكِ ، هناك أيضاً من سيقتنع بشخصيتك وعلمك وخلقك الحسن ويتغاضى عن أى سمعة سيئة لحقت بعائلتك . لا تنزعجى عزيزتى من مسألة تأخر الزواج ، فلكل شىء ميعاد فى الحياة ، وما أدراكِ لعل الله تعالى يدخر لكِ زوج بمواصفات أكثر مما تتمنيه.. وكم من فتاة تزوجت فى سن مبكرة وعاشت حياة زوجية تعسة أدت إلى طلاق ، وأخريات حرمن من الإنجاب .. وغيرها من المشكلات الزوجية التى تنغص الحياة. ومن ناحية أخرى ..كم من فتاة تزوجت فى سن متأخرة وعاشت حياة هنيئة. بكل تأكيد تعلمين أن لكل شىء سببا ، وفى حالتك السبب فى تأخر زواجك هو أن الشخص المناسب الذى يستطيع تفهم وإستيعاب ظروفك العائلية لم يأتى موعد مجيئه بعد ، وعليكِ تفهم ذلك .. قد يكون السبب قاس عليكِ الآن ، ولكن مستقبلاً ستدركين أن كل تأخيرة وفيها خيرة . مشكلتك تكمن فى أنك لم تقابلى حتى الآن الشخص الذى يحبك ويحتويكِ ويقتنع بكِ كرفيقة مشواره .. أى الشخص الذى يعنيه فقط من أنت ولا يعنيه لأى لعائلة تنتمين. حاولى التركيز فى عملك .. ولا تنشغلى طول الوقت بالعريس المرتقب ، اجعلى تفكيرك الأساسى فى كيفية تطوير و تنمية مهاراتك فى العمل واجعلى هدفك الأساسى تحقيق مركز مرموق بين زملائك ، وأن يكون لكِ دور إيجابى فى المجتمع تفخرين به و يفخر به زوج المستقبل . صدقينى أن الأمانى تتحقق بأكثر مما نتمنى عندما نترك التفكير فيها.. وتأكدى أن القدر سيأتى لك بأكثر مما تتمنين حينما لا تكونين فى حالة إنتظار وترقب للحدث . كونى على ثقة من أن حسن ظنك بالله ستأتى ثماره يوماً ما قد يكون أقرب مما تظنين ، واتركى هذا اليوم لتقدير الله وتدبيره ، فهو يدخر لكِ السعادة فى الوقت الذى يراه هو الأنسب لكِ .. وقارنى نفسك دائماً بمن هن أسوأ منك حالاً لتنعمى بالرضا.. إن الرضا يؤدى إلى السعادة . ولا تقارنى نفسك أبداً بمن هن أفضل منك حالاً حتى لا تصابين بالسخط . اصبرى وتذكرى أن الله مع الصابرين إذا صبروا ، وتفائلى بالخير تجديه .. أخيراً أتمنى لكِ التوفيق والسعادة