إذا كانت لديكم مشكلات ( إجتماعية أو نفسية ) ، لا تترددوا في إرسالها إلينا .. ليرد عليها المتخصصون في علم النفس ، وذلك على البريد الإليكترونى التالى : [email protected] تقوم بالرد : رشا زكى انا أرملة و أم لاربعة أولاد . زوجى كان يتعاطى المخدرات و مات بسببها مقتولا على يد أحد اصدقائه .. و طبعا لم أجد من يعيننى فى هذه الحياة على تربية أولادى و برغم أن أهلى متيسرون ماديا ، عندما لجأت لأبى ليساعدنى فى تربية أولادى و لأنه كان من البداية رافضا لهذا الزواج و انا من تمسكت به فكان شرط أبى لمساعدتى هو أن أترك اولادى لأهل زوجى هم يربونهم و ابدأحياتى مع أبى و أهلى من جديد . و طبعا قابلت شرط أبى بالرفض لأنى لن أستطيع الإستغناء عن أبنائى و تحملت ظروفى واضطررت للعمل كخادمة فى المنازل حتى أستطيع تربية أبنائى و الانفاق عليهم . و كبروا أبنائى و قد تعلموا و أصبح اثنان منهم فى الجامعة و بدأت ألاحظ اشياء غريبة من ابنى الاكبر ، فأصبح يصرخ فى وجهى كثيرا و يتطاول على بل و يرفض ان يظهر معى فى اى مكان برغم أنه عندما يحتاج اى شيئ يأتى سريعا لى و يطالبنى باحضاره مهما كانت الظروف .. كل ما يريده منى هو مصاريفه فقط و اذا حضر أحد زملائه للمنزل يرفض ظهورى امامهم . وفى مرة من المرات سمعت زميلا له يسأله أين والدتك اريد ان اتعرف عليها ، فكانت المفاجأة عندما سمعت رد ابنى عليه فقد قال له ان امه توفت وهو صغير و أنه يقيم هو و إخوته مع احدى قريباته هى من ربتهم بعد وفاة والدتهم . انهرت لسماعى هذا الكلام .. كيف يخرج من إبنى هذا الكلام و انا من فضلتهم على نفسى وعلى أى شئ . وعندما واجهته بعد إنصراف زميله من المنزل فاذا به يقول لى ماذا تريدين ان اقول له .. هذه امى تخدم فى البيوت هل تريدينى ان اصبح نكتة يضحك عليها زملائى ؟ هل هذا جزائى من ابنى بعد كل ما فعلته له هو و إخوته ؟! ماذا اقول له و بأى شئ أرد عليه هل أتركهم يكملون حياتهم بدونى و أرى ماذا سيفعلون و من سيتحمل نفقاتهم ... ماذا افعل ؟ مفاجأتى و صدمتى هو أنى لم اتلق الشكر على ما فعلت بل تلقيت صدمة لم أكن أتوقعها. ش.ن الرد : أشكرك عزيزتى " ش.ن "على ثقتك الغالية .. وأبدأ معكِ بتساؤل بديهى سوف يتبادرلذهن كل من يقرأ قصتك .. وهو كيف يتنصل والدك من مسؤوليته وواجباته تجاهك وتجاه أبنائك وهم أحفاده ؟! كيف يطلب منك التخلى عن أبنائك فى مقابل إعالتك ؟! حتى وإن كنتِ قد تزوجتى بدون رضائه .. فالوضع قد تغير بعد وفاة زوجك .. وكيف يتركك والدك تعانين فى الحياة و تتكبدين المشاق وهو يمتلك من المال ما يستطيع مساعدتك أنتِ و أبنائك به ؟! فى البداية أقول لكِ : لا تتركى أبنائك ، بل اصبرى على ولدك .. هداه الله لك ولنفسه . أعلم أن ما سمعتيه على لسان ولدك فى حقك هو شئ قاسِ ومؤلم لأم مضحية مثلك ، ولكن حل المشكلة لا يتأتى من تركك لأبنائك ، بل من إستمرار إحتوائك لهم وكذلك من تدخل رجل من العائلة وخصوصاً والدك ، فقد حان الوقت ليقوم بدوره الذى تخلى عنه من قبل . اذهبى لوالدك واخبريه بما حدث بينك وبين ابنك ، وان لم يستجيب لكِ وأصر على عناده السابق ..فلا تيأسى واذهبى لأحد أقاربك خاصة من يتمتع بثقة والدك فيه ، ليستطيع التأثيرعليه وذلك سعياً للوساطة بينكما. أما بالنسبة لولدك .. فدعينى أوجه إليه السطور التالية : يقول الله تعالى فى كتابه العزيز : (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) الرحمن / آية 60 . ووالدتك أحسنت إليك وإلى إخوتك .. كيف تقابل إحسانها بالجحود ؟! الأم التى تضحى براحتها و إستقرارها المادى مع عائلتها من أجل الإحتفاظ بأبنائها .. تستحق كل إحترام وتقدير . ومهنة والدتك مهنة شريفة .. فكل منا يخدم فى مجتمعه حسب مهنته ومجاله. وكم من أمهات يمتهن مهن غير أخلاقية وتجد أبنائهن يعلنون إفتخارهم بهن.. فما بالك بوالدتك وهى إمرأة كادحة تعمل بشرف للإنفاق عليك وعلى اخوتك .. هل ستكون أكثر سعادة ورضاء لو كانت والدتك تعمل كراقصة ؟ ماذا تفضل ؟ أم تعمل بشرف من أجل توفير المال لأسرتها أَم أُم تفرط فى شرفها وسمعتها من أجل الحصول على المال ؟ عجباً لزمان يخجل فيه الأبناء من مهن آبائهم الشريفة .. و يفتخرون بمهن آبائهم الغير أخلاقية. والدتك التى تتنكر لها .. رضائها عليك هو شرط لكى يرضى الله عنك .. ألا يهمك رضاء الله عنك ؟! أما والدك عزيزتى .. فأقول له : أتعجب لموقفك .. كيف تترك إبنتك و أحفادك وتتخلى عن واجبك الفطرى نحوهم .. حتى و إن كانت إبنتك قد تزوجت بدون موافقتك .. فكيف تعاقبها و تعاقب أحفادك بالتخلى عنهم وهم فى أشد الحاجة إليك .. كيف تمتلك المال وتترك إبنتك وأحفادك للفقر والإحتياج ؟! أظن أنه قد حان الوقت لتصحيح خطأك معهم و تقصيرك فى واجباتك نحوهم. أخيراً أقول لكِ عزيزتى .. ما فعلتيه من إحتواء لأبنائك يجعلك تستحقين لقب الأم المثالية .. اصبرى وادعِ الله لإبنك بالهداية .