وزارة التضامن تقر حل جمعيتين في محافظة الغربية    تراجع أسعار النفط مع ارتفاع المخزونات الأمريكية    «المصرية للاتصالات» تعلن اكتمال مشروع الكابل البحري 2Africa    «المشاط»: 6 مليارات يورو استثمارات 1600 شركة ألمانية في مصر    خبير روسي: الجيش الأوكراني ينقل ما يصل إلى نصف أفراده من المنطقة الحدودية إلى كوبيانسك    30 ألف مشجع يساندون الأهلي أمام شبيبة القبائل في دوري أبطال أفريقيا    منال عوض تترأس الاجتماع ال23 لصندوق حماية البيئة وتستعرض موازنة 2026 وخطط دعم المشروعات البيئية    الحكومة: تسليم 265 كيلو ذهب بقيمة 1.65 مليار جنيه للبنك المركزي.. رسالة جديدة لدعم الاقتصاد الوطني    19 نوفمبر 2025.. أسعار الأسماك بسوق العبور للجملة اليوم    التضخم في بريطانيا يتراجع لأول مرة منذ 7 أشهر    تداول 97 ألف طن و854 شاحنة بضائع بموانئ البحر الأحمر    جامعة بنها ضمن أفضل 10 جامعات على مستوى مصر بتصنيف كيواس للتنمية المستدامة    زيلينسكي في تركيا.. محادثات تغيب عنها روسيا بهدف إنهاء حرب أوكرانيا    هجمات روسية تهز أوكرانيا.. ومقتل 9 وإصابة العشرات وأضرار بالبنية التحتية    الفريق أحمد خليفة يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته فى فعاليات معرض دبى الدولى للطيران 2025    حريق هائل يلتهم أكثر من 170 مبنى جنوب غرب اليابان وإجلاء 180 شخصا    رئيس القابضة لمصر للطيران في زيارة تفقدية لطائرة Boeing 777X    الفريق أحمد خليفة يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته فى معرض دبى الدولى للطيران    صلاح ينافس على جائزتين في جلوب سوكر 2025    كانوا واقفين على الرصيف.. وفاة تلميذة وإصابة 3 أخرين صدمتهم سيارة مسرعة بالفيوم    أخبار الطقس في الكويت.. أجواء معتدلة خلال النهار ورياح نشطة    صيانة عاجلة لقضبان السكة الحديد بشبرا الخيمة بعد تداول فيديوهات تُظهر تلفًا    الحبس 15 يوما لربة منزل على ذمة التحقيق فى قتلها زوجها بالإسكندرية    المايسترو هاني فرحات أول الداعمين لإحتفالية مصر مفتاح الحياة    6 مطالب برلمانية لحماية الآثار المصرية ومنع محاولات سرقتها    معرض «رمسيس وذهب الفراعنة».. فخر المصريين في طوكيو    مهرجان مراكش السينمائى يكشف عن أعضاء لجنة تحكيم الدورة ال 22    محافظ الدقهلية يتفقد أعمال تطوير مستشفى طلخا المركزي وإنشاء فرع جديد لعيادة التأمين الصحي    أفضل مشروبات طبيعية لرفع المناعة للأسرة، وصفات بسيطة تعزز الصحة طوال العام    وزير الري يؤكد استعداد مصر للتعاون مع فرنسا في تحلية المياه لأغراض الزراعة    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    بولندا تغلق مطارين وتضع أنظمة دفاعها الجوى فى حالة تأهب قصوى    الإسكندرية تترقب باقي نوة المكنسة بدءا من 22 نوفمبر.. والشبورة تغلق الطريق الصحراوي    مصرع 3 شباب فى حادث تصادم بالشرقية    أبناء القبائل: دعم كامل لقواتنا المسلحة    بعد غد.. انطلاق تصويت المصريين بالخارج في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب    جيمس يشارك لأول مرة هذا الموسم ويقود ليكرز للفوز أمام جاز    اليوم.. أنظار إفريقيا تتجه إلى الرباط لمتابعة حفل جوائز "كاف 2025"    هنا الزاهد توجه رسالة دعم لصديقها الفنان تامر حسني    «اليعسوب» يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن مهرجان القاهرة السينمائي.. اليوم    تنمية متكاملة للشباب    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    الصحة: «ماربورج» ينتقل عبر خفافيش الفاكهة.. ومصر خالية تماما من الفيروس    صحة البحر الأحمر تنظم قافلة طبية مجانية شاملة بقرية النصر بسفاجا لمدة يومين    المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026 بعد صعود ثلاثي أمريكا الشمالية    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    بحضور ماسك ورونالدو، ترامب يقيم عشاء رسميا لولي العهد السعودي (فيديو)    زيورخ السويسري يكشف حقيقة المفاوضات مع محمد السيد    ما هي أكثر الأمراض النفسية انتشارًا بين الأطفال في مصر؟.. التفاصيل الكاملة عن الاضطرابات النفسية داخل مستشفيات الصحة النفسية    النائب العام يؤكد قدرة مؤسسات الدولة على تحويل الأصول الراكدة لقيمة اقتصادية فاعلة.. فيديو    أبرزهم أحمد مجدي ومريم الخشت.. نجوم الفن يتألقون في العرض العالمي لفيلم «بنات الباشا»    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    هل يجوز أداء العشاء قبل الفجر لمن ينام مبكرًا؟.. أمين الفتوى يجيب    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مأساة جريمة "مصر الجديدة" شهادات الجيران وأصدقاء أندرو وإيرينى يتحدثون

ما الذى حدث؟ وكيف؟ ولماذا؟ علامات استفهام أشبه بالألغاز أحاطت بتلك المأساة الإنسانية التى شهدها حى مصر الجديدة عندما ارتكب الأب أبشع الجرائم بلا رحمة ولا لحظة تردد قتل زوجته وابنه وابنته وقرر أن يكتم السر بانتحاره وربما لو كان ما حدث قد تم تقديمه فى فيلم سينمائى لاتهم النقاد المؤلف بالمبالغة والخيال الواسع!! "صباح الخير" ذهبت إلى الموقع الذى شهد تلك المأساة، سألنا الجميع وبحثنا عن إجابات للألغاز التى تحيط بتلك المأساة.
فى البداية يقول هانى محمد حارس العقار، والذى يعمل به منذ ثلاث سنوات أن القاتل ذو أخلاق عالية، ويتعامل مع جميع الناس بصورة حسنة، وما كان أحد يعتقد أن يصل به الحال إلى مثل هذا الجنون، كما أنه كان ميسور الحال بل كان دائم تقديم المساعدات للجميع وهو فى فترة تركه للمنزل كان يتردد عليه بين آونة وأخرى وكان يأتى فى حالة طبيعية جداً، وكان الأولاد يخرجون معه، بل إنه لم تحدث أى مشادات بين الطرفين، كما كان يتميز بأنه أبيض القلب ينسى الإساءة سريعاً.
وعن شكل العلاقة بينه وبين زوجته أضاف حارس العقار قائلاً: إنه كانت توجد بينهما علاقة حب قوية، حتى أن أهلها كانوا رافضين لهذا الزواج ولكنها تمسكت به، وهو مع ذلك كان عندما يغضب يعلو صوته ويثور ثورة هائلة، وفى حالة الخلافات والخناقات كان الجيران جميعاً يسمعون صوت هذه الخلافات، وأضاف أيضاً أنه كان دائم ترك البيت عندما يحدث أى خلاف ويرجع بعد ذلك بعد أن تسترضيه الزوجة، التى كان يغار عليها غيرة شديدة، ولكنها لم تكن سيئة الخلق والسمعة، وكل ما يقال عن سلوكها السيئ كذب، حتى أنها لم تكن تتأخر ليلاً أكثر من الثانية عشرة ليلا.
وعن وقت وقوع الحادث يقول هانى: كنت بالصيدلية أشترى بعض الأدوية لأحد ساكنى العقار، ولكنى كنت مع أول من دخل إلى الشقة.. وأضافت زوجته عزة: ما بين العاشرة والنصف والحادية عشرة كنت أقف بالمنور وسمعت صوتا يشبه صوت الرصاص ولكنى اعتقدت أنه بُمب، لأنهم كانوا دائمى اللعب به، وسمعت أندرو يصرخ "سيبنى سيبنى" ولكنى توقعتها خناقة عادية من خناقاتهم الدائمة، وفى هذا اليوم كان هناك ميعاد للعمل عندهم فى الشقة، وصعدت إلى المنزل عدة مرات، ولكن لم يجبنى أحد، ولكنى سمعت صوت التليفزيون عالياً، وسمعت العديد من رنات الموبايل على تليفون المحمول، وهو كان له رنة مميزة، وتم اكتشاف الجريمة فى الساعة التاسعة مساءً، وأضافت عزة أيضا: أنهم كانوا يقطنون بالدور الرابع وهو مكون من ثلاث شقق، وعلاقاتهم بالجيران لا تتعدى السلام العابر، حتى أن أصدقاء ابنيه لا يصعدون إلى الشقة إلا فى حالة وجود الأب.
وصف تفصيلى
تقول ليلى السكرى مدير مدرسة مصر الجديدة الاعدادية بنين جارة القتيلة التى تقطن فى نفس العمارة شقة 81 أنها هى من قامت بإبلاغ الشرطة بعدما صرخت عزة زوجة حارس العقار وصعدت إلى الشقة لتخبرنى أن أسامة قتل الأسرة وعندما سمعت هذه الجملة اعتقدت أنه سيموتهم من الضرب ولم يأت فى ذهنى المعنى اللفظى للكلمة وعندما نزلت اعتقدت أننى »سأحوش« وأتدخل لأفصل بين نزاع مشتد وقد وصل الأمر إلى الضرب وإنما وجدت أن جميع من بالمنزل قد فارق الحياة وفى هذه اللحظة كان معى ابنى البالغ 72 عاماً، وعندما وجدنا الزوجة نائمة على السرير وبها عدة رصاصات واحدة فى رأسها والأخرى فى عنقها وكان ابنها أندرو نصف جسده عليها والنصف الآخر على الأرض متدليا وكان قد أخذ رصاصة فى عينه ورقبته وكان الأب نائما فوقهما على السرير وقد فارق الحياة برصاصة فى فمة، وقالت أيضا أن الزوج كان محترما جداً ويتعامل مع الآخرين بأسلوب لطيف، ولكن كان بعيداً عن تحمل مسئولية البيت والأبناء فالأم هى التى كانت توصل ابنيها للدروس وللتدريب وتقوم بكل احتياجاتهما وكانت الأم صاحبة مرض فهى كانت تعانى من الضغط وكانت شايلة المرارة وتقول أيضا أن زوجة حارس العقار سمعت أم القتيلة تقول أنه يشرب ويتعاطى المخدرات كما قالت إنه قبل الحادث بعدة أيام باعت الزوجة سيارتها وكانت تريد شراء سيارة والزوج قام بشراء سيارة فيرنا سوداء وأعطاها لأندرو لحصوله على امتياز وصعدت الزوجة إلىَّ لتشكى لى زوجها الذى لم يدخل ثمن السيارة فى سيارة جديدة لها وبعد ذلك صالحها الزوج وأخبرها بأنه سيحضر لها سيارة جديدة وسيقوم بتغيير »الأنتريه« وذلك من المفترض أن يحدث ليلة الحادث أما قبل ليلة الحادث بيوم فكانت الأسرة بأكملها عائدة فى حدود الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل وكانوا بأكملهم عند أختها يساندون ابنها ويواسونه فى آلامه الناجمة عن حرقه بكوب شاى مغلى ولم يحدث بينهم أى مشكلة قبل ليلة الحادث.
أما عبدالمنعم زكى العنانى - مدير على المعاش بالمقاولون العرب، والمشرف على العقار، وجار القتيل حيث يقطن بالطابق العلوى »فوق شقة القتيل« يقول: كانت بيننا صلة قوية، وكانت زوجتى سامية عبدالرحيم هى الصدر الحنون للقتيلة مرفت ويصا، والعلاقة كانت بيننا قوية وطيبة مادام الأمر فى حدود الذوق والمجاملة، ولكن إذا كان هناك أى تعامل مادى فهو كان يماطل وفى النهاية يرفض الدفع، ونحن كنا نسمع أن حالته المادية متيسرة، وفى كثير من الأحيان كان يسعى إلى معاونتى فى الإشراف على مهام العمارة، وأضاف أيضاً أن أسامة ألبير كان شديد الغيرة على الزوجة، وكانت غيرته تدفعه إلى أن يخوض العديد من المشاكل والمشادات الكلامية مع الناس والجيران، ومن المواقف التى تذكر فى ذلك أن القاتل كان يقف فى إحدى المرات ببلكونة الشقة، وكانت هى قادمة من المدرسة، وفيه مأمور ضرائب جارنا وهو كبير فى السن، التقيا أمام العمارة فسلم عليها بحكم الجيرة، وما كان من أسامة ألبير »القاتل«، إلا وانهال عليه بسيل من السب والقذف بل وصل الأمر أنه حاول أن يعتدى عليه بالضرب لولا تدخل بعض الجيران.
وأضافت سامية عبدالرحيم جارة القتيلة قائلة: القاتل كان يتميز بالسخاء والبذخ وكان دائماً يبحث عن المتعة والفسح وكان كثير الإنفاق فى هذه الفسح، ولكنه فى البيت كان يصرف بحرص شديد، بل إنه كان بخيلا، وهى كانت تتحمل أغلب النفقات والأعباء المنزلية.. وعن غيرة القاتل أضافت أنه كان شديد الغيرة عليها إذا ما رآها تحدث أحداً، وكان شديد الغيرة منها لأنها على المستوى الثقافى والعلمى كانت أفضل منه بل إننى أعتقد أنه لم يحصل على أى شهادة، هذا إلى جانب إحساسه الدائم بالقهر والدونية، ونظراً لعلاقته السيئة بزوجته تجنبه ابناه وانضما إلى جانب الأم، وهو الأمر الذى أزعجه فحاول أن يحدث خصاماً بين الابنين والأم، ولكن محاولاته باءت بالفشل فترك المنزل لعدة أيام، وهى من سعت إلى رجوعه إلى البيت، وأضافت سامية: أن ميرفت القتيلة كانت دائمة اللجوء إليها للشكوى منه ومن تصرفاته التى تنم عن اختلال فى الشخصية، حتى أنها قامت بعمل محضر له فى القسم ولكنها تنازلت عنه سريعا.
وعن المخدرات أضاف عبدالمنعم العنانى: أنه لم يره بعينيه، ولكن الناس كانت بتقول أنه بيشرب حشيش، وكان بيدخن بشراهة، وأضاف أن أهل القتيلة كانوا رافضين لزواجها منه وكانوا يقولون أنه حشاش، ولكنها تزوجته رغماً عن أهلها، ولم يكن هناك أى علاقة تربطه بأهله حتى أنه لم يأت أحد لاستلام الجثة لوقت طويل، حتى أيقن أهل الزوجة أنه لا أحد سيأتى من أهله وبدأوا فى إجراءات الدفن على أمل أن يدفنوه مع ابنيه، ولكن جاء أهله يوم الجمعة ليلاً لاستلام الجثة.
والد القتيلة
وبعد أن انتهينا من حواراتنا مع حارس العقار والجيران الذين التقينا بهم ذهبنا إلى منزل "ويصا ناشد" والد القتيلة، والذى يقطن فى العمارة المقابلة، وصعدنا سلم العمارة حتى وصلنا إلى باب الشقة فى الدور الخامس وعندما ضربنا جرس الباب فتح لنا رجل طاعن فى السن لا يكاد يسمع من أمامه، كان فى حالة شرود وعدم قدرة على الحديث وبعد أن قدمنا واجب العزاء، أعلمناه بكوننا صحفيين فقال أين كنتم بالأمس، فلماذا لم تأتوا لترصدوا صورة ابنتى وهى فى احتفال الزفاف »مجتوش ليه شفتم بنتى وهى بتتزف« ووقتها أشار لنا بالدخول إلى الصالة التى كانت تعج بالمعزين، وفى هذا الوقت خرج شقيق القتيلة هانى ويصا رافضاً لدخولنا وللحديث معنا، وعندما طلبنا منه الحديث لبضع ثوان ليصف لنا مشاعره عن هذا الحادث الأليم، فانهار وانهار معه العديد من المعزيات من قريبات القتيلة فانصرفنا على الفور.
يقول مينا "81 عاماً" أنه كان الصديق المقرب لأندرو: إن المرة الأخيرة التى كان فيها مع صديقه أندرو قبل ارتكاب الحادث بست ساعات حيث كانا يتنزهان بالسيارة مع ابن خالة مينا والملاحظ فى الأمر أن أندرو كان لا يريد أن يعود إلى المنزل ويضيف أنه اتصل بأندرو حوالى الساعة التاسعة صباحاً حسب الاتفاق حيث كان مينا وأندرو قد قررا أن يخرجا مرة أخرى للتنزه بالسيارة، ولكن أندرو لم يرد على التليفون فى هذه المرة وبعد ساعات قليلة علم بالحادث، ويضيف أن علاقة الأب "أسامة" بابنيه هى علاقة طبيعية بين كل أب وابنه، ولكنها كان يشوبها فى بعض الأحيان بعض الخلافات، ولكن علاقة الأب بالأم "مرفت" هى علاقة شديدة التوتر.
دور الكنيسة
وقال القس جرجس نصحى بكنيسة مار جرجس أن الأب بدأ يهمل عمله حتى ساءت ظروفه الاقتصادية وأصبح فى يوم وليلة بلا عمل وأصبحت مصاريف الأولاد تزداد وتضغط الظروف عليه وهذه النزاعات التى حدثت إصابته بضغوط نفسية وعندئذ حاولت الكنيسة أن تجد أو توفر مكانا له لترتاح أعصابه فيه فوجدنا أن الأسبوع فى مستشفى دكتور يحيى الرخاوى سيكلف 6000 جنيه والجلسة الواحدة تقدر ب 150 جنيها وعندما سألنا عنه الفترة الأخيرة قبل الحادث بعدة أيام علمنا أنه ترك المنزل و"هجَّ" ولم نعلم أنه نزيل بفندق (هيليوبارك) فى مصر الجديدة إلا بعد الحادث.
أما عن "أندرو"، و"إيرينى" فأنا أعرفهما شخصياً وهما محترمان جداً ومتفوقان وكانا يشكوان من والدهما كأى أبناء يريدون السهر واللعب والخروج.
يقول سامح لمعى - من أقارب القتيلة - إن مرفت قد تزوجت من أسامة منذ 20 عاما وهو على الرغم من كونه حاصلا على دبلوم وهى حاصلة على مؤهل عال، فكان شخصية محترمة وعلى خلق كريم، فهو من أسرة ثرية، وهى أيضا كانت من أسرة أعلى منه ماديا، لكن عيب أسامة الوحيد هو غيرته الزائدة على الحد، حيث كان يصل به الأمر فى بعض الأحيان إلى الذهاب إلى المدرسة للاطمئنان على زوجته، وكذلك تكرر هذا الأمر عندما رأى زوجته تتحدث مع أحد جيرانها، فشعر بغيرة كبيرة جعلته يتشاجر مع هذا الرجل.. لم تكن الغيرة وحدها هى سبب النزاعات اليومية بين الزوجين، ولكن الزوجة كانت تتشاجر معه دائما بسبب دخوله فى مشروعات كثيرة كانت تبوء جميعها بالفشل، مما ينتج عنه خسائر مادية فادحة ولا أحد يعرف ما سبب فشل تلك المشروعات، هل هو سوء حظ أم تسرع، فكان هذا الفشل المتكرر هو الذى حدا به إلى إدمان شرب الخمور، وفى بعض الأحيان المخدرات، فكانت الزوجة دائما ما تتشاجر بسبب الأموال الطائلة التى تضيع هباء وليس لأى مشاكل مادية تتعلق بالمنزل.
ويضيف سامح أنه تردد أن أسامة كان مريضا بالسرطان - وهو الخبر الذى لم نتأكد من صحته بعد - ولذلك كان يشعر بدنو أجله، فلذلك كان دائما يقول لأهله أنه »مخنوق ومش طايق الدنيا وعايز يرخص مسدس«، فقبل وقوع الحادث تشاجر أسامة مع زوجته بسبب الغيرة أيضا، وفى هذه المرة ترك المنزل لمدة 51 يوما وأقام فى أحد الفنادق فى ميدان الحجاز، وهو لم يكن معتادا على ترك المنزل والإقامة خارجه، فكل ما يستطيع فعله فقط هو أن يسافر لأهله فى أسيوط »يغير جو«، وعلى الرغم من أنه لم يكن بجسده فى المنزل إلا أنه كان دائما معهم أى أنه كان دائم الاتصال بهم حتى أنه قبل الحادث بيوم كلمه ابناه وقالا له: ارجع بقى كفاية كده، فقال لهما سأحضر غدا.
فجاء أسامة وارتكب جريمته فقام بقتل ابنته فى أول الأمر، ابنته التى كانت تربطه بها علاقة حب غير عادية، كانت أقرب الأشخاص إلى قلبه، قتلها وهو متأكد أنه ما من شىء يفرق معه فقد مات أعز الناس، قتلها حتى يقوى نفسه على قتل الآخرين، وبالفعل قتل الزوجة وبعدها قتل ابنه أندرو وهو يدافع عن أمه ثم انتحر فليس لى أى تفسير لما وقع سوى أنه من شدة حبه لهم قتلهم!
فكان مبيتا النية على قتلهم، فقد اشترى المسدس ووضع الرصاص فى خزنته إلى جانب بعض الرصاصات فى جيبه، فجاءت الشرطة ووجدتهم قد فارقوا الحياة ووجدت الباب مغلقا خلفه مخدات وصوت التليفزيون عال للغاية!
تفسير علمى
يقول دكتور هاشم بحرى أستاذ الطب النفسى زميل جامعة جون هوبكنز بأمريكا أن هذا السلوك الذى حدث يندرج تحت نظريتين الأولى إذا بالفعل كان القاتل مدمن مخدرات لأن المخدرات تعمل بوجه عام على تدمير العقل الواعى (الضمير) ومن المعروف أن سلوك الإنسان خليط من الضمير والغرائز فالنفس اللوامة تعنى الضمير والامارة بالسوء تعنى الغرائز والمطمئنة هو الإنسان.. المخدرات تعمل على تنويم الضمير وتبقى الغرائز متحكمة فى المدمن وتسيطر عليه فإذا أعجبته فتاة يمتلكها ليغتصبها وإذا أراد أن يقوم بأى شىء يفعله خاصة إذا كان سيشبع له رغبة الامتلاك التى يشعر بها المدمن وإذا وقف أحد أمام طريق المدمن ليسمعه من فعل شىء قد يصل الأمر إلى القتل.. أما التفسير العلمى الثانى فهو إذا لم يكن متعاطيا فهو أن يكون مصابا بأحد الأمراض النفسية مثل الاكتئاب المزمن وليس الاكتئاب العادى لأن الاكتئاب المزمن هو الذى يأتى بتخطيط والقاتل كان مخطط كل شىء فهو رفع صوت التلفاز وأغلق باب الشقة بالمفتاح، والاكتئاب المزمن يجعل الإنسان يرى نفسه أنه سيئ جداً وأنه هو السبب فى فساد المجتمع المحيط به لذلك يقدر أن ينتحر وأن يخلص المجتمع منه ومن نسله لأنه شخص سيئ، ومن المتعارف عليه أن 06٪ من مدمنى المخدرات مرضى اكتئاب، وأنه ليس أى مدمن تصل حالته لقتل الآخرين فهى تعتمد على المادة الإدمانية وكميتها ومدة التعاطى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.