مجموعة رجال جمال مبارك كانوا وراء الفساد الذي شهدته الساحة المصرية وعاني منه الشعب بصورة فجة علي مدار السنوات الاخيرة ومنذ دخول جمال مبارك للساحة السياسية في عام 2000. وقبل ان نشرح ونفسر من هم رجال جمال مبارك وكيف كان يعيشون في مصر ويتصرفون مع شعبها ومؤسساتها والعالم الخارجي ايضا.. أن كل هؤلاء لم يكن هدفهم ادارة مصالح البلاد والعباد ، ولكن كل همهم هو كيف يستحوذ كل منهم علي مصالحه ومصالح رجاله والسيطرة علي القرار والنفوذ بصفة عامة.. وسبحان الله وبسهولة لم يكن احد يتوقعها وقعت الصقور والحمائم في ضربة واحدة وصرخة واحدة من ميدان التحرير زلزلت الجميع وافقدتهم توازنهم وتهاونوا جميعا بدون مقاومة تذكر.. بل ان سقوطهم الفاضح ربما يكون سببا في تواجدهم علي قيد الحياة السياسية او علي هامشها لانه لم يكن ليتصور ان يقوم احدهم بعد الان بأي دور سياسي داخل مصر ينال رضا الشعب او حتي رضا اي حزب.. الغريب ان اختفاء جمال مبارك لم يبدأ مع الثورة الرائعة لشباب مصر ولكنه بدأ منذ ثورة تونس.. فقد كان ملحوظا عدم ظهور جمال اعلاميا منذ الاعلان عن ثورة التونسيين واختفي تماما من نشرة الاخبار والاجتماعات العلنية مع قيادات الحزب والوزراء.. وهذا دليل اكيد ان مبارك الاب كان يعلم بصورة قاطعة ان ابنه ومن حوله سبب كبير في تزمر المصريين وسيكونون السبب الرئيسي ايضا في اي تذمر يقع داخل مصر.. والاولي ان يختفي عن الاعين حتي يزيل الاثر الرهيب للثورة التونسية في نفوس المصريين.. ولكن لحظ الاثنين السيئ لم يمض كثيرا علي الثورة التونسية الا وخرجت ثورة المصريين الشرفاء بصورة لم يتوقعها احد لا في الداخل ولافي الخارج.. ويكفي ان هناك عتابا داخل الادارة الامريكية موجه لاجهزة الاستخبارات علي انها لم تتوقع قيام الثورة في مصر من حيث الوقت والكيفية.. لذلك اصيبوا جميعا بالصدمة ولم يستطع احد ان ينصف الاخر.. بل كان كل منهم يسعي الي انقاذ رقبته وحسب.. ونعود لرجال جمال مبارك الذين كانوا هم وهو اول وقود للثورة علي يد مبارك الاب.. وهم كثيرون وكثيرون جدا.. لانه جلبهم خلفه من اكثر من جهة ومصدر.. ومنذ ان بدأ يعمل كمصرفي ثم كرجل اعمال.. وبالتالي فهم جميعا رجال اعمال من نوع.. التفوا حوله وخلفه بداية من وجوده في جمعية جيل المستقبل كرئيس لها.. كان معه كل من معتز الألفي نائب رئيس الجمعية.. أحمد المغربي عضو مجلس ادارة " تولي وزارتي السياحة والاسكان في حكومة احمد نظيف.. أحمد عز عضو مجلس ادارة" امين التنظيم في الحزب الوطني واشياء اخري كثيرة".. جلال الزربة عضو مجلس ادارة.. رشيد محمد رشيد عضو مجلس ادارة "وزير التجارة والصناعة السابق- هشام الشريف عضو مجلس ادارة.. والملاحظ ان معظم اعضاء مجلس ادارة الجمعية اصبحوا فيما بعد وزراء ورجال يتحكمون في مصير الدولة.. ولم يختلف الامر كثيرا بالنسبة لرجال الاعمال الذين داروا في فلك ابن الرئيس من خلال مشاركتهم معه في مجلس الأعمال المصري الأمريكي من ابرزهم: رجل الاعمال جلال الزربة.. وأحمد الزيات رئيس شركة بيرة الأهرام.. وبالطبع كان أحمد عز موجوداً ايضا في هذا المجلس ولما لا وقد قرر ان يكون ظل ابن الرئيس حتي يحقق ما يريد وقد فعل كل ما يمكن ان يحلم به الا ان ثورة شباب مصر قضت علي احلامه.. نتركه الان وسوف نعود اليه بعد ان نستكمل شلة ابن الرئيس في مجلس الاعمال ومنهم أحمد البردعي رئيس البنك الأهلي والبنك المصري الأمريكي.. رؤوف غبوررئيس مجموعة شركات غبور.. شفيق جبر.. محمد لطفي منصور.. معتز الألفي.. حسام بدراوي الذي تولي منصب امين عام الحزب الوطني وامين لجنة السياسات بدلا من صفوت الشريف وجمال مبارك.. واذا كان جمال مبارك قداستطاع ان يجلب رجاله معه في جمعية جيل المستقبل ومجلس الاعمال الامريكي.. فقد نجح ايضا في تجميعهم في لجنة السياسات بالحزب الوطني مضيفا اليهم الكثير والكثير من رجال الاعمال.. خاصة انه قد قرر ان يتولي رجال الاعمال مقاليد الامور في السلطة علي امل ان يحولوا الوزارات الحكومية الي قلاع تجارية وادارية ناجحة مثل منشآتهم الخاصة.. ولكن اتضحت الحقيقة فيما بعد وتأكد ان الهدف لم يكن مصلحة مصر ولكن كان يسعي كل طرف الي تحقيق مصالحه علي حساب البلد واهلها.. فقد كانت الصورة التي استقرت في ذهن المواطن المصري عن رجل الاعمال عموما سلبية للغاية خاصة بعد موسم "الهف واجري" خاصة في فترة حكومة عاطف عبيد التي تدور حولها الكثير من شبهات الفساد حاليا.. هذه الحكومة التي ازدهرت في عصرها ظاهرة الاقتراض من البنوك بدون ضمانات حقيقية ثم الهروب الي الخارج وربما العودة مرة اخري بمساعدة اخرين ولما لا والجميع يتقاسمون الكعة ما عدا اصحابها الغلابة.. مالم يعجب السادة الكبار وقرروا ان يستولوا علي كل شيء وان يتحكموا في كل شيء مهما كان الثمن.. وبدأوا بدخول المعترك السياسي من اوسع ابوابه.. فمن لم يستطع ان يلحق بقطار ابن الرئيس انتظر قطار مجلس الشعب والسعي وراء حصانته وابهته.. ونجحت خطتهم واصبحت مقاليد الامور في ايديهم بعدما استولوا علي الحياة التشريعية والتنفيذية في وقت واحد.. اضافة الي انهم يسيطرون علي الحياة الاقتصادية وبالتالي فقد دانت لهم مصر واصبحت ملكا خاصا لهم.. وفي نفس الوقت استطاع جمال مبارك ان يمدد قدماه وان يمن النفس بحكم مصر ولما لا وكل شيء اصبح مهيأ.. فهو ابن الرئيس وسوف يستفيد من وجوده في السلطة والاضواء وسواء جاء ذلك اليوم او غدا فانه الرئيس القادم يسانده اهم رجال اعمال مصر الذين يدينون له بالولاء واشياء اخري كثيرة.. ولا شك فقد اجتمع داخل لجنة السياسات بالحزب الوطني وتحت رئاسة ابن الرئيس عدد كبير من رجال الاعمال وانضم اليهم المزيد.. ويكفي ان بعض الدراسات اشارت الي ان ثروة 42 عضوا من اعضاء لجنة السياسات تقدر ثرواتهم ب 200 مليار دولار وحدهم جمعوها من وراء تزاوجهم بالسلطة وعلاقتهم بجمال مبارك.. يمتلك احمد عز وحده منها حوالي 60 مليار جنيه جمعها في سنوات قليلة.. عموما لقد انضم اعضاء جدد للجنة السياسات اضافة الي الاعضاء الذين جاءوا مع جمال مبارك واشهرهم: أحمد جمال الدين موسي الذي عين وزيرا للتعليم فيما بعد .. وأمين مبارك.. أنس الفقي وزير الاعلام الحالي.. حسام بدراوي امين عام الحزب الوطني حاليا.. رشيد محمد رشيد.. شفيق بغدادي.. شفيق جبر.. طارق كامل وزيرالاتصالات - طاهر حلمي..عبد المنعم سعودي.. محمد فريد خميس.. محمد ابوالعينين.. محمود محيي الدين وزير الاستثمار السابق.. نادر رياض.. عمرو عزت سلامة عين وزيرا للتعليم العالي في الوزارة السابقة.. منصور عامر.. محمد هاني سيف النصر.. هشام طلعت مصطفي قبل حكايته مع سوزان.. الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية السابق.. ورجل الاعمال الشهير الدكتور ابراهيم كامل الذي كان يترأس فريق العمل للتصعيد بجمال الي كرسي الرئاسة وقد سبق ونشرت الصحف توليه تمويل حملة ترشيح جمال ودفع الملايين من اجل ذلك ورغم نفيه الا انه كان اهم عراب لتولي جمال الرئاسة مع باقي اعضاء الفريق واهمهم عز ويوسف بطرس ومحمد كمال الذي مازال عضوا في هيئة مكتب الحزب بعد الثورة كعلامة من علامات الاستفهام الحقيقية.. واذا كان كل هؤلاء او معظمهم علي الاقل قد فشلوا في تحقيق اي نجاح جماهيري يذكر بل انهم كانوا جميعا سببا مباشرا في سخط وغضب الشعب المصري من القيادة علي جميع صورها.. فإنهم ايضا كانوا سببا مباشرا في قيام ثورة الشباب الرائعة وسقوط النظام الحالي وان كان لم يدفن بعد.. ربما الايام الباقية من وجوده علي قيد الحياة هي حكمة مفادها ألا يذهب هؤلاء مثل اي مسئول مخلوع بدون حساب كما جرت عليه العادة في مصر قبل ذلك.. وقد تم بالفعل الاعلان عن منع بعضهم من السفر وتجميد ارصدتهم في البنوك بناء علي البيان الذي صدر من النائب العام الذي يقضي بمنع عدد من الوزراء السابقين ورجال الأعمال من السفر خارج مصر وتجميد حساباتهم.. وقد شملت القائمة كل من أمين لجنة الخطة والموازنة في مجلس الشعب، أحمد عز، الوزير السابق للسياحة زهير جرانة،