الثورة والكشري المصري " الكشري غدا مجانا "تكتب هذه الجملة على واجهة محال الكشري لكي يقرأها السذّج ويقررون في أنفسهم أن يعزموا أصدقائهم وأهلهم على الكشري غدا،وياتى الغد ليكتشفوا انه قد غرر بهم،بل يغنى لهم الجرسون أغنية عفاف راضى الشهيرة"ويجئ بكره أقولك بكره"وهكذا تتكرر القصة دائما ولكن بصور مختلفة. ودعونا أولا أن نعرف الكشري فهو من أشهر الأكلات الشعبية المصرية وتتكون من المكرونة والأرز والعدس الأسود والبصل المقلي والصلصة وأول من ذكره في التاريخ كان الرحالة ابن بطوطة في كتابه الشهير "تحفة النظار في غرائب الأمصار"وفيه وصف الهنود بقوله "يطبخون المنج مع الأرز ويأكلونه بالسمن ويسمونه كشري (بالكاف والشين المعجم والراء) وعليه يفطرون في كل يوم." وهكذا فعلت بينا الثورة المصرية بعد أن جعلت شعارها "غدا سيتم تحقيق الأهداف"وانتظرنا نحن معشر المصريين بكل تفاؤل أن ياتى الغد ولكن طال الليل وأبى نور الفجر أن يسطع! ويختلف كشري التحرير عن اى كشري أخر فهو خليط عجيب من شباب حر بجد وأخر مسير بلا عقل بالإضافة إلى بعض الشخصيات التي ظهرت على المسرح بلا استعداد،ويقف في المقدمة الشيخ الجليل محمد حازم أبو إسماعيل بثوريته وميوله الاسلاميه الصافية الغير منحازة،بعيدا عن دموع وائل غنيم وافتعال خالد على وأداء حمدين صباحى المبالغ، وسقطات الإخوان المتكررة والتي بدأت بتصميمهم على الاحتفال واستخدام مفردات العيد والمرح والفرح والبالونات والأهازيج ولم يمر على مجزرة محمد محمود والشيخ ريحان إلا شهور قليله،وكل مصري في قلبه هم وغم من هزلية المحاكمات،فهذه كانت سقطه سياسيه وأخلاقيه كبيره كان نتيجتها أن أستغل أقزام العلمانيين المهزومين الفرصة لإظهار تعاطفهم الكاذب مع أهالي الشهداء،بل وشحن النفوس ضد الإخوان، يكفيك حينها أن تدخل الميدان لترى المئات من أمهات الشهداء باكيات مقهورات من الظلم والتجاهل ثم تنظر إلى يافطة الإخوان_ العيد الأول للثورة_ والوجوه الضاحكة والأغاني الباسمة لتمتلئ غيظاً ولن يحتاج أي علماني لتسخينك سوى كلمه أو كلمتين كي تهتف ضدهم ! واستمر الكشرى فى الانتشار واختلفت أطباقه فى ماسبيرو وفى مدينة الإنتاج الاعلامى فلميس الحديدى تجهزه بحرفية وتقدمه لزوجها عمرو أديب من جهة ومنى الشاذلي تسخنا وزوجها يفتح لنا قناة التت من جهة أخرى ليستمر التسخين،وعمنا السبكى يستغل الاندفاع على الكشري وياتى بالخلطة السحرية بصفيناز وسعد الصغير والطوخى وفرصة وكله مستخبى في الكشري،وأسالوا سما المصري !! فهل بعد وصف المستشار مرتضى منصور_رئيس نادي الزمالك الحالي_ لثورة 25 يناير بأنها مؤامرة حقيرة ضد وطن كلام؟!!!. وهل بعد كلام الإعلامي أحمد موسى المحترم جدا عبر برنامج "على مسئوليتي" المذاع على فضائية "صدى البلد" عندما قال: "اللي بيقول إن المتظاهرين في التحرير أبان ثورة 25 يناير كانوا سلميين هديله على قفاه أو أعمله حاجة ثانية". عموما لكل من باع أو أكل الكشري أقول بملء الفم الأوطان لا تموت لأن لها شعوبا تحميها وجيشا يحفظها،أما الخونة والعملاء فهم قوافل الشر ومحل اللعنة مهما طال الزمن. وائل مصباح عبد المحسن فيلسوف الثورة المصرية