توصل باحثون في "مايو كلينينك" إلى نتائج غاية في الأهمية بالنسبة لمرضى الصرع، حيث اكتشفوا أنّ الجزء من الدماغ الذي يسبب النوبات في مرضى الصرع مفصول وظيفياً عن مناطق الدماغ المجاورة، ويأمل الباحثون أن يكون هذا الاكتشاف علامة فارقة يساعد في التعرّف على الأفراد الذين يعانون من خلل في وظيفة الدماغ. وتم تقديم هذه الدراسة خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للصرع في سان أنطونيو في تكساس بتاريخ 4 ديسمبر. يشار إلى أنّ الصرع خلل يتصف بحدوث نوبتين أو أكثر، ويؤثر هذا المرض على نحو 3 ملايين أمريكي، وفي هذا الصدد، يقول "جورج ووريل"، الدكتور في الطب وهو متخصص في الصرع في "مايو كلينيك" ومؤلف هذه الدراسة: "إنّ تزامن تجمعات الأعصاب الموضعية والموزعة هو أساس عمليات دماغية أساسية، مثل الملاحظة والتعلم والإدراك. ففي أمراض الأعصاب، يمكن تغيير تزامن الأعصاب وفي الصرع، يؤدي التزامن دورًا مهمًا في توليد النوبات". وقام باحثو "مايو كلينينك" بالتحقيق في تزامن الأعصاب عبر دراسة تسجيلات التخطيط الكهربائي للدماغ من الداخل لمرضى الصرع ومرضى يعانون بألم الوجه تم ضبطهم ومراقبتهم. اكتشف الباحثون أنّ المرضى الذين تم ضبطهم لهم معدل تزامن أكبر من مرضى الصرع المركزي، حيث تأتي النوبات في جزء صغير من الدماغ وليس الدماغ بأكمله. وعندما وصلت شحنات إلكترود موجهة إلى منطقة الدماغ التي تولّد النوبات والمناطق الأخرى المجاورة، كان التزامن أقل بشكل ملحوظ مقارنة مع شحنات إلكترود أخرى في دماغ مرضى الصرع ودماغ المريض الخاضع للضبط. كما خلص الفريق أيضاً إلى أنّه مع تزايد النشاط في المنطقة التي تولّد النوبات، يقل التزامن مع الأنسجة المجاورة خارج تلك المنطقة. وفي هذا الصدد، قال د. "ووريل": "تظهر لنا الدراسة أنّ الجزء من الدماغ الذي يولّد النوبات منفصل عن مناطق الدماغ المجاورة. وقد يكون هذا الاكتشاف علامة بيولوجية لدماغ يعاني من خلل، ومن شأنها أن تفيد في جراحة الصرع وعلاجات تحفيز الدماغ، بالإضافة إلى مساعدتنا على فهم كيف تحصل النوبات". وشارك في البحث علماء آخرون ومنهم الدكتور "س. وارين" والدكتور "س. هو" والدكتور "س. ستيد" والدكتور "ب. برينكمان" والدكتور "م. باور".