السوق يفتح ابوابه والكل يرتب اشياؤه فى انتظار القادمين من الأحياء الجميع ينادى معلنا عما ينوى بيعه والجمع يراقب ويفتش والقلق يرتاب مجمل الأجواء إكتظت شوارع السوق وإختلط البائع بالشارى فلا تعرف البيع من الشراء الكل تعلوه نبرة الأنا ومن يدفع أكثر يفوز بأثمن الأشياء هذا ينادى عن ضمير للبيع واصفا إياه أنه كان له زمانا يعانى مع الأحياء وها هو اليوم لم يعرف الحياء مات فى زمن لا يعترف إلا بالخضوع والركوع فى زمن أصبح فيه الموت هو الرجاء من يدفع مالا فى هذا الميت أُعطيه إياه أبيعهُ لمن يريد فهو لا يلزمنى فوجوده أصبح درب من دروب الغباء هذا ضميرى للبيع فالبيع يجتاح كل الأشياء وفى زاوية من السوق ينادى منادى هذا جسدى من يريد منه قطعه فهو مستودع لقطع الغيار كبد كلاوى أريد مالا لكى أستر عورة الشتاء لكى أستطيع أن أنظر إلى السماء لكى أأأاااااااااااشترى لأطفالى قطعة خبز وبعض دواء لا أريد أن أكون من الأغنياء بل أرغب أن أتحول أنا وأُسرتى من كوننا أموات الى منازل الأحياء هذا جسدى للبيع فالبيع يجتاح كل الأشياء من يريد كرامة فليأتى إلى أنا أبيع كرامتى من أجل حفنة من الجنيهات فهى لا تناسبنى أريد أن أشترى بدلا منها حذاء لأنه ضاع منى فى زمن الغباء أريد أن أبيع كرامتى فالبيع يجتاح كل الأشياء وأخر ينادى عن بيع علمه ينادى ولا أحد يجيب فهو لا يساوى شيئا ولم يشتريه منه أحد من الصباح الى المساء فهذا زمن الجهل والجهلاء وهناك من يبيع الاطفال والرجال والنساء فالكل للبيع فى زمن البيع يجتاح فيه كل الاشياء واشد رحالى أريد أن أذهب الى زمن آخر لا يباع فيه الانسان فوجدت أننى إبن هذا الزمان وهنا لابد ان أبيع نفسى فى زمن البيع يجتاح فيه كل الأشياء