بقلم: محمد اسعد بيوض التميمي ((ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)) ] الجاثية: 18 [ ((ومَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)) ] فصلت:33 [ (أفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة:50[. إن الذين يخافون من شرع الله الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم يُريدون أن يحكموا بحكم الهوى,فيُشرعون أحكاما تتلائم مع هواهم,وكلما تغيرهذا الهوى تغيرت الاحكام,فهي أحكام متغيرة بتغيرالهوى والمزاج ((أفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُون(( ] الجاثية:23 [ ((الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ*أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)) ] فاطر:7- 8 [ وهؤلاء الذين يرفضون شرع الله هم عدة اصناف وانواع,ومن أغرب هذه الأصناف صنف يدّعي بأنه من المسلمين,وقد يكون حزبا إسلاميا أوجماعة إسلامية أومُفكراً إسلاميا أوداعية إسلامي والاسلام منهم براء,وهؤلاء من أخطر الأصناف لأنهم كالمرض الخبيث يُحاربون شرع الله من داخل الاسلام. وهناك الكفاروالملاحدةوالعلمانين بشتى مُسمياتهم وعناوينهم الذين يُعادون الله ورسوله والمؤمنين............ وهناك أتباع الأديان الاخرى الذين يرفضون الإعتراف بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وبأن الإسلام دين من عند الله............... وهناك من هو خائف من شرع الله لأنه سيمنعه من جميع الأعمال التي يُمارسها والتي يُحرمها الإسلام,فيصبح الإسلام حائلاً بينه وبين المنكرات التي يُنكرها الإسلام....... وهناك من هو جاهل لا يعرف ما هو شرع الله,وتولدت لديه خشية منه تحت تأثير الحرب النفسية والفكرية والثقافية التي تشن على الإسلام من قبل اعداء الاسلام.... وهناك من هم من المداهنين والمنافقين والمذبذبين الذين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ويسعون لكسب رضى الله والشيطان في نفس الوقت ويخشون الكفار أشد من خشيته لله وهؤلاء جزء من الصنف الاول ....... إننا نقول لكل هؤلاء ولكل من يرفض شرع الله إن كل من يقف في وجه تطبيق شرع الله,ويُعلن الحرب على الإسلام ويعمل بكل ما أوتي من قوة لمنع تطبيق شرع الله أو يُجامل أو يداهن في ذلك إنما هو((لا يريد خيراً للبشرية ولا سعادة للإنسانيه ولا الأمن ولا الإطمئنان ولا الرحمة ولا العدالة ولا العزة ولا الكرامة))لأن الاسلام يدعو إلى كل ذلك,فالإسلام جاء رحمة للعالمين وليرتقي بإنسانية الإنسان ويصون حريته وإنسانيته وكرامته ليعيش عزيزاً كريما,فشريعة الله تتكون من أرقى منظومة انسانية أخلاقية,وهي جزء من عقيدتنا,فكل مفهوم أو قيمة أو فضيلة أو مكرمة فيها ماهي إلا عبادة نتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى. إن منظومتنا التشريعية هي أوامر ونواه ربانية مفروض علينا الالتزام بها,فإلى ماذا تدعو هذه المنظومة يا أعداء الاسلام ويا من تخافون من شرع الله ؟؟؟ إنها تدعونا إلى تقوى الله في السر والعلن وطلب رضاه ورضا الوالدين والإحسان لهما وتقديس العلاقة التي تربطنا بهما,وإلى إيتاء ذي القربى وصلة الارحام والعدل والاحسان للناس والصدق,وإلى التعاون على البر والتقوى والإيفاء بالعهود,وإلى عدم العدوان وإلى إعمارالارض والعمل وعدم التواكل أوالكسل والعجز,وإلى إعطاء الحقوق إلى أهلها والأمانة في المعاملة وعدم الغش وعدم الظلم,وتدعونا إلى الطهارة والنظافة والعفاف والايثاروعدم الانانية وحسن الخلق,وإلى التواضع وعدم التكبر والى العزة والكرامة والى الحرية والى ان نكون اقوياء ,وتدعونا إلى إصلاح ذات البين ودفع السيئة بالحسنة والأمر بالمعروف والنهي عن الفحشاء والمنكر ومساعدة المحتاجين,كما تدعونا إلى عدم الحقد والحسد وإلى الكرم وعدم البخل وإلى الرشد وعدم السفه وإلى الشجاعة وعدم الجبن وإلى التكافل الاجتماعي وأن يكون المجتمع كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم (( كالجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )) فإذا أردنا مجتمعاً نظيفاً من كل شر ورذيلة ومطمئنا تسوده المودة والرحمة والمحبة والوئام متماسكا مترابطا قويا تؤطره الفضيلة والعفاف والتعاون والايثار خاليا من كل الأثام والموبقات وعوامل الهدم والنخر والتحلل,فإنه يجب أن نطبق شريعة الله وننشىء أبناءنا على مفاهيمها الربانية التي وضعها لنا رب العالمين وخالق الناس أجمعين من أجل إسعادهم وسعادتهم في الدنيا والأخرة,فأبناؤنا فلذات أكبادنا وعماد ظهورنا وقرة عيوننا وزينة حياتنا وإمتداد واستمرار لحياتنا,فهم حملة أسمائنا وورثة ديارنا وذكرانا الطيبة في هذه الدنيا بعدنا وهُم عملنا الصالح بعد مماتنا,وهم أمانة في أعناقنا,فيجب أن نربيهم فنحسن تربيتهم وننشئهم النشأة الصالحة حتى يتحقق لنا كل أملنا فيهم وهذا لا يتأتى إلا إذا طبقنا شرع الله على مجتمعاتنا. فعندما يُطبق شرع الله يا من تخافون من الإسلام يسود المجتمع الأمن والإطمئنان,ولا يخشى الناس بعضهم بعضاً,والله سبحانه وتعالى يقول (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم اولئك لهم الأمن وهم مهتدون)] الأنعام:82 [ (( ولتطمئن به قلوبهم)) ] الانفال: 10 [ فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول بعد أن بشر بفتح اليمن (سيمشي الراكب من صنعاء اليمن إلى حضرموت لا يخشى إلا الذئب على غنمه ) وقد حصل ما بشر به رسول الله, والاسلام دين العدل ويحارب الظلم والظالمين فالله سبحانه وتعالى يقول )) لقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)) ] الحديد: 25 [ ((وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى )) ] المائدة:8 [ (إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى) ] النحل:90 [ (وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرا) ] النساء: 58 [ ((وقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا)) ] الكهف:29 [ والرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي يقول على لسان ربه ((يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي،وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا )) والإسلام يدعو إلى التعاون على البر والتقوى ويُحارب الإثم والعدوان ((وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) ] المائدة :2 [ والإسلام دين الرحمة ((ومَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ))] الانبياء: 107 [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ,ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ)) والإسلام يدعو إلى كل شيء طيب وجميل في هذه الحياة ويحرم كل خبيث,فكل طيب في شرع الله حلال وكل خبيث حرام,فهل هناك حماية للبشرية أعظم من هذه الحماية, فالطيبات تعطي الصحة والعافية والخبائث تسبب جميع الامراض ((الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ))] الاعراف:157 [ والإسلام يدعو إلى الصدق ويُحرم الكذب (إنما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)] النحل: 105 [ والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (( المؤمن لا يكذب )) والإسلام جاء ليُحرر الناس من العبودية وأغلالها ليعبدوا الله الواحد الأحد الفرد الصمد,فجاء ليُخرج الناس من جورالعقائد والمذاهب والأيدلوجيات والأديان المحرفة إلى عدل الإسلام ((وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) ] الاعراف:157 [ وكما قال الصحابي ربعي بن عامر رضوان الله عليه وعلى جميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين فتحوا العالمين وذلك عندما قابل رستم قائد الفرس في معركة القادسية مبعوثا من سعد بن ابي وقاص رضوان الله عليه (( فقال له رستم:ما جاء بكم؟؟فقال:الله ابتعثنا لنخرج مَن شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة،ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ( والإسلام يدعو إلى تعزيز الأواصر الإجتماعية بين الناس بدعوته إلى إيتاء ذوي القربى وصلة الارحام ودعوته إلى التعارف بين الناس ((فهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ)) ] محمد:22 [ (( ياأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)) ]النساء: 1 [ ((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى))] النحل:90 [ (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)) ] الحجرات: 13 [ إن الإسلام يُذيب الفوارق بين الناس,فليس فيه تعصب للون أوجنس أو طبقة اجتماعية,والله سبحانه وتعالى يقول (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير )) ] الحجرات: 13 [ (ومن أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) ] فصلت: 33 [ والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ((لا فضل لعربي على عجمي،ولا لعجمي على عربي،ولا لأبيض على أسود ولا لأسود على ابيض ، إلا بالتقوى، الناس من ادم وكلكم من ادم ،وآدم من تراب)) ا والإسلام جاء ليُحارب الرذيلة ويدعو إلى كل فضيلة والى كل عمل خير ((ولِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى*الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِهُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى )) ] النجم: 31 [ ((إن اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )) ] النحل:90 [ [Share/Bookmark]