بقلم خالد الشناوى لابد من ترك الخلافات وتنحيتها جانباً من أجل إنقاذ هذا الوطن لاسيما بعدما قالت صناديق الاقتراع كلمتها وأصبحنا جميعاً في قلب الملحمة الثورة خلفنا ومصرنا الغالية أمامنا . نعم : الموقف صعب والأجواء السياسية قد كساها الضباب .. فلا مجال للرؤية التامة للأحداث بعدما فوجئنا برسالة الصناديق القاسية .. وسواء كنا نتفق مع الإخوان المسلمين أم نختلف .. فلابد من إجماع أمرنا عليهم إن لم يكن حباً فيهم فلكونهم هم الخيار الذي لا بديل له سوى الرجوع إلى النظام البائد والرجوع إلى نقطة الصفر ومن هنا ستكون النهاية . مازالت علامات الاستفهام تتوالي وتطرح نفسها على الساحة .. كيف صعد أحمد شفيق رئيس حكومة مبارك ؟ وكيف حصل على كل هذه الأصوات ؟ ولصالح مَن تم استبعاده تنفيذاً لقانون العزل السياسي ثم رجوعه بعد ساعات وبشدة ؟ كل هذه أسئلة تطرح نفسها وفي اعتقادي أن الإجابة عليها معلومة لدي عامة الشعب وخاصته . ربما يظن الكثيرين أن فشل أى ثورة وتراجعها يكون بسبب التفاف أصحاب المصالح عليها أو بعودة النظام القديم فى صورة أخرى متخفياً أو بسبب قوى الإستبداد التى تعيد تنظيم صفوفها للإنقضاض على هذا الإنجاز التاريخى الذى تحقق لكنى أرى وربما أكون مخطئاً أن هناك تحديات أخرى لايتحدث عنها أحد قد تكون أعظم خطراً على الثورة من كل ماسبق . ومن تلك التحديات تصفية الخلافات على حساب الثورة .. وضعف الرؤية السياسية . . وعدم التحليل الموضوعي للظواهر والتقلبات السياسية .. وتفشي الأمية السياسية في المجتمع .. والإستبداد بالرأي .. وعدم الحيادية في الحكم على الأمور وفقاً لمقدماتها الطبيعية .. والخوف من المجهول لمجرد الخوف لا أكثر .. التشكيك فى كل شيئ واصطحاب نظرية المؤامرة دوماً وبدون منطق أحياناً وغياب الثقة فلايوجد أى مجتمع يريد أن ينهض يحطم كل شيئ ويشكك فى كل شيئ . وأقول : لا وقت لتصفية الحسابات .. ولا وقت لتخوين بعضنا الآخر .. فالأمر لا شك خطير والحادث جلل وإذا لم نفيق لما يجري حولنا من أحداث .. ستذهب ريحنا .. وستتلاشى ثورتنا في مهب الريح .. وسنكون نحن والعدم سواء . والله يا سادة : في عرف السياسة والساسة لا مجال للعواطف وإنما الفيصل في كافة الأمور إنما هو الرؤية الثاقبة للأحداث بعيداًَ عن المشاعر والعواطف . فالمعول عليه هو مناقشة الأحداث وتحليل ظواهرها بحيادية وموضوعية بعيداً عن الإتفاق إو الإختلاف مع الحدث ومعطياته الأولية . وذلك يعني أن هناك آليات معينة تحكم العمل السياسي غالباً قد نضحي بالجنين من أجل إنقاذ الأم . ما أريد أن أقوله هنا : لابد من إلتفافنا حول الإخوان المسلمين لكونهم هم الخيار الوحيد في تلك المرحلة الحرجة . قد نكون كما يقول البعض بين خيارين أحلاهما مُر .. ولكن هذا هو الواقع الذي نعيشه ونحياه . إما أن نعود إلى العهد البائد ( كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً ) وساعتها ستكون الخيبة وسيكون الندم حيث لا ينفع الندم وإما أن نقف صفاً واحداً خلف الإخوان المسلمين وفق ضوابط وشروط يحددها فوراً جميع أطياف المجتمع . لابد من عقد لقاءات تقرب وجهات النظر .. ولابد من أخذ الضمانات الكافية لضمان إحتواء الرئيس القادم من الإخوان لكل الأطياف السياسية . ولابد من إعلان الدكتور محمد مرسي عما هو عازم عليه وماض نحوه من تعيين أكثر من نائب له من خارج مكتب الجماعة .. وكذا إسناد رئاسة الحكومة لأحد كوادر العمل السياسي بعيداً عن قلم مرشد الجماعة . لابد من إرسال رسالة من الدكتور محمد مرسي تطمئن الشعب المصري وتكشف له النقاب عما يدور من أحداث خلف وأمام الكواليس . دعونا من البكاء على الإطلال .. فليس من ورائه طائل ..فقد ينهار كل شيئ ونعود أسوأ مما كنا لاقدر الله إن انتصرت أخلاق الهمج وثقافة الجهلاء والرعاع والسفلة وغابت الفضيلة والقيم الفطرية التى حبا الله بها أمتنا وتراجعت منذ زمن فلا حل إلا بعودة المروءة والكرم والحب والتسامح واللين والأمانة والتكاتف . فالنجاة النجاة في الحيادية والموضوعية وقراءة الأحداث وفق معايير مصر فوق الجميع . فيا شباب مصر ورجالاتها هذه هي آخر فرصة نحو الحرية فلا تضيعوها من أجل تبرير لا أساس له من الصحة .وعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية . حفظ الله مصر من كل سوء لتبقى أبد الدهر نخيلاً ونيلاً وشعباً أصيلاً . لكي الله يا مصر ،،،