بقلم عبد الهادى زيدان كثيرا ما أجدني في حالة دفاع عن النفس كلما تحدثت عن رغبتي في تهدئة الشارع أو التماس بعض الصبر علي ما نحن فيه او انكاري لبعض التصرفات التي قد تؤدي حتما إلي اشتباكات نحن في غني عنها..الأمر هنا لا يتعلق بتعاطف مع المجلس العسكري ولا انحياز الي دق طبول الرفض لكل شئ وإنما هو إيمان مني بهذا البلد الذي مرت عليه آلاف المحن وداهمته تلال من الهموم وصادر حقه عديد من من تولوا أمره...العجيب انه بعد كل سقطة يتعافي وبعد كل هزيمة يقوي وبعد كل انكسار يزداد شموخا اراهن علي بلد ظل واقفا وهو بلا حكومة وبقي صامدا دون مجالس نيابية ولم يفقد الأمان وهو بلا شرطة وصار متكافلا وهو بلا إنتاج ولا دخل أي بلد هذا الذي يحيا بلا مؤسسات ويبقي دون حكام ويعيش دون وزارات ؟ أي بلد ذلك الذي يثور وفق إجماع ويهدا دون تدخل امني؟ أي بلد ذلك الذي يتلاحم شبابه وقت المحنة ويتقبل تعدد مشاربه في غياب امن الدولة وبرضا منقطع النظير يتخوف البعض من مليونية الاحتفال بالثورة ويجعلون من ذلك اليوم فزاعة تكاد تقضي علي فرحة التذكار ليوم غير مجري الحياة وأطاح بميراث كامل من التكلس والبطء والأنانية والصفاقة والبلادة...خشية البعض لها مبررارتها ..ربما لما استشعروه من فداحة اللاوعي وغياب الرؤية وعدم الفاعلية في إدارة البلاد التي لم تتناسب مع طموحات الناس ولا أمنياتهم ولا رغباتهم في التغيير..وربما أمام تلك الصورة المربكة يختلط الحابل بالنابل فتتداخل الأمور وتتشابك الخيوط ويصبح الميدان مفرزة للخلاف ومكانا لمن هم ليسوا اهل للتواجد فيه..الثوار نعرف سيماهم ونتفهم وعيهم وندرك نقاء مقاصدهم ونساند غيرتهم علي الارض والمال والعرض..لكننا نخشي عليهم من من قد يتسثمر همومهم ويجني حصادهم من فئات الفلول و الأحزاب المرفوضة اجتماعيا والبلطجية ومن هم دون ذلك من هنا أتمني أن يمر الخامس والعشرين من يناير بشكل يليق بتاريخنا الحضاري وثورتنا السلمية ووعينا بالملكية العامة والخاصة دون خسائر في الأرواح والأملاك ودون إهدار لهيبة الدولة ولا تنغيص ليوم سطر علي جبين العالم اصرخوا كما ابتغيتم دون دماء ثوروا كما شئتم دون إتلاف اعتصموا كما اردتم دون إخلال نعرف احباطاتكم نتفهم نبلكم نؤمن بأنكم احرص علي تجميل المستوطنات التي أقاموها للقبح.. بكم يكتمل الرجاء في عيدنا الأول