أصبحت الكتابة لغة للتنفيث والفضفضة نكتب لمجرد الكتابة، نعرف أن حروفنا وعباراتنا لن تغير من الواقع شيئاً، لم يعد أحد يسمع أو يقرأ، وإذا سمع أو قرأ، فالأمر سيان. حالة من الاحباط الشديد بدأت تتسرب إلي الكثير من الكتاب والمثقفين، بعضهم يري أنه لاجدوي للكتابة، وآخرون علي ثقة بأن السلطة لم تعد تسمع إلا لرجالاتها، الذين يخطون بأقلامهم عبارات النفاق والمدح الرخيص. في أزمان سابقة كان مجرد الحديث عن انحراف أو فساد في مؤسسة ما يهز الاركان، ويدفع الأجهزة إلي التحرك، تفتح التحقيقات وتتخذ القرارات، أما الآن فالأمر مختلف الكل في حالة 'طناش' أبدي!!. البعض يتندرون بالقول 'إن السلطة تقول لنا.. اكتبوا ما تريدون ونحن نفعل ما نريد'، إذا كتبت فلن يحاسبك أحد اصرخوا كما تشاءون قدموا الوثائق والمتسندات وانتظروا علي قارعة النهر فلن يأتي إليكم أحد، فكل الأمور تمضي نحو طريق مختلف، انه الطريق الذي نحدده نحن وليس انتم!!. اصرخوا واطلقوا حناجركم، ارفعوا شعارات ولافتات كما تريدون، ازحفوا نحو مجلس الشعب أو مقر الحكومة أو أي مكان تختارون، سنحدد مربعاً ونحاصركم بجنود عتاه اشداء، أنتم الذين ستملون وتزهقون وستبرحون الأرصفة لتعودوا إلي منازلكم محبطين مهزومين. نعم سيبقي الحال علي ماهو عليه، لأننا ندرك كيف نتعامل معكم، أما أنتم فستموتون بالحسرة الواحد تلو الآخر لأنكم لا تعرفون كيف تتعاملون معنا؟!