جاءت الايام الاولي لفعاليات الدورة الرابعة عشر من مهرجان الاسماعيلية الدولي للسينما التسجيلية والقصيرة متارجحة بين القوة والضعف فنيا..فبعد عرض الفيلم الامريكي'فاوست الامريكي من كوندي الي نيو كوندي'في افتتاح الدورة بعد عرض فني باهت, بعيد عن الابتكار وتقليدي;جاء الفيلم وصنع حالة من الجدل في الاراء بين الحضور,وحالة من السخط والكره لشخص كونداليز رايس;لعل حرفية صناعة الفيلم في استعارة فكرة مسرحية'فاوست'للانجليزي كريستوفر مارلو حيث تحالف د.فاوست مع الشيطان من اجل العلم, ووضع د.كونداليزا رايس التي تحالفت مع نزعاتها الوصولية وعقدة العنصرية ضد السود جعلها تصل للبيت الابيض التي حلمت بدخوله منذ كانت صغيرة وصورت امامه, وبالفعل تحقق ما ارادت وسيطرت علي مقاليد امور السياسة الاميريكية بداية من مستشارة الامن القومي, ووزيرة الخارجية فيما بعد,ومن ثم تغير الساحة السياسية العالمية بافعالها المتمثلة في حرب العراق التي اكدت التقارير عدم خوضها لان مبررارتها غير صحيحة,وانتهاكها للدستور الامريكي بتعذيب البشر وانشائها للمعتقلات خارج امريكا,وخداع الرئيس بوش بتقارير وهمية;لكنها في نهاية الامر عرضت للمحاكمة وحرمت كاستاذة جامعية من التدريس بالجامعة لرفض الطلاب والاساتذة. رغم تعدد الرؤي في افلام الدورة الحالية بين التطور التكنولوجي واثره كما في الفيلم المصري'اخر رنة',ومسرح السياسة بكواليسه في الفيلم الايراني'مطاردة تشي'الذي قدم حياة ارنستو تشي جيفارا من حكي اصدقاؤه وابنائه وسرد تفاصيلها حتي لحظة قتله;في حين اطلت السياسة بوجه معاناة الشعوب في فيلم' شيطان من كراجويفاك'وصورت مخرجته الحياة الصعبة لاهل هذه البلدة بعد انهيار النظام الشيوعي بعشرين سنة..لكن السمة التي غلبت علي معظم الافلام هي الام والصراع والتشتت النفسي الذي يعيشه كثيرون اما بسبب الحياة الاجتماعية كما في الفيلمي اللبناني'كل العصافير بتصوفر'حيث تسرب الملل بين زوجين شابهما الزمن ولا يوجد بينهما اي تواصل حتي مجئ عصفور الجار الذي يغار منه الزوج لان الزوجة مهتمة به واصبح محور حياتها;اما الفيلم الالماني'ندبات ملموسة'فقدم حياة امراة تربي ثلاثة اطفال هجرها زوجها مع امراة اخري دون الالتفات لمشاعرها واحتياجاتها..لم يبتعد الفيلم الهولندي'خسارة التحكم في النفس'كثيرا عن سابقيه سوي في تقديمه لانسان قرر ان يحطم القيود التي تقيده وتحركه..قدم المخرج كورين بوت رؤيته في صورة تجريبية بسيطة ومجردة وعميقة استغرقت دقيقة عرض واحدة; د. مصطفي فهمي