طرقات الحديد علي أقدامها . تزرف الدمع لا تدري البكاء او النحيب . تتحمل قيود اللجام مهابة وعنوه .يدميها الطرق ولا تكل ولا تتذمر. تندفع مسرعه تجوب البرد والقيظ . وتركن إلي ابسط المراعي نهما وراحة . يراها الراكبون رزقا يبتغونه ويسعون اليه ومهانة ويراها العامة السائرون إذلالا وتعذيبا .يجلس سائسها علي العريشه خلفها ممسكا بمقودها . منتشيا بزهو كرباجه القاسي. يطرقه في الهواء فيلهب أذنها فزعا .تسرع مخافة ان تكون الطرقة الاخري علي جسدها .تطوي البنادر والقرى عبورا لرزقهم .تزاحم البشر والسيارات تعبر مزلقان القطار تتحدي إشارات المرور من صوت اسواطها تهرب لطرق غريبة تتلوي وهي تصعد كباري الاسفلت وتترجرج وهي تنزل هابطه وديان الطرق .كنت اهرب منها لا أدانيها. حتى امتدت يدي إليها أساعد جسدها الممدد أرضا علي النهوض من وقعه هادرة كومته علي الأرض وما أن لمست جسدها حتى اقشعر بدنها وبدني .نظرت بعينيها ملئها الدمع. حدقت مليا. اشتقت امسح عبراتها .نهضت واقفة وعنقها يلتوي نحوي مودعا كأنها ترجوني .اسب سائقها الغليظ الذي كبلها بالأحمال. كنت أودعها راحلا ومازال عنقها يلف باتجاهي حتى غابت في الطريق ولم يبقي لي إلا عينان كبيرتان أراهما كلما مرت بي عربه كارو .ألوم نفسي لما لم أفك أسرها ..