بقلم محمد غالية فى البداية كانت الدعوة لتلك الجمعة من التيارات الإسلامية لأنها أرادت أن تعلم الأحزاب والقوى السياسية درسا فى أن القوى الصامتة ستتحدث هذه المرة ، وأنها لن تظل صامتة كثيرا ، فكان الإتفاق على يوم 29 يوليو ليكون جمعة الشريعة (( الشرعية )) وبعد اجتماع كافة التياراات اتفقوا على أن يكون اسم الجمعة هو(جمعة لم الشمل .. والإرادة الشعبية ). تم التنسيق بين السلفيين والأخوان والجماعة الإسلامية وشباب الثورة وباقى القوى السياسية على مطالب عاجلة أهمها سرعة محاسبة الفاسدين وتطهير القضاء والداخلية والقصاص العادل للشهداء. وأضافت القوى الدينية مطلبا وهو رفض المبادىءالفوق دستورية . بدأت عصر الخميس حينما بدأ السلفيين فى تشيد أكبر منصة عرفها ميدان التحرير حتى كتابة تلك السطور ، وحافظ الإخوان على منصتهم المستقلة وكذلك كافة التيارات الحزبية والحركات السياسية ، وبعد منتصف الليل كانت الكلمة الأولى للشيخ حازم شومان الذى تحدث عن أن مصر دولة ديبنية وأنه اوجودلأعداء الله بيننا ثمبدأتبعدها المنصة فى عرض خطب عن العلامنية وخطرها على الإسلام والحريات المطلقة . بعدها بدأت القوى الدينية فى الدخول إلى الميدان تباعا كلها تحمل شعارا واحدا ومطلبا واحدا إسلامية ..إسلامية ، وتحذرمن المساس بهوية مصر الدينية ،(ولاأدرى من الذى أدعى انه سيمس تلك الهوية ) ، بدأت مراحل من الجداع لإقناع هؤلاء بترك تلك المطالب والتركيز على مطالب الثورة .والحقيقة أن الأخوان المسلمون لعبوا دورا رائعا فى التهدئة التى حدثت فجر الجمعة ، ولكن ما ان بدأت الشمس فى الشروق وبدأت الأعداد فى الزيادة حتى ذاب الجميع فى هذا العدد ولم يعد هناك قوى تستسطيع أن تسيطر على الهتافات الإسلامية التى سيطرت على الميدان ، فهذا للأمانة أكبر حشد حدث منذ احتفالات تنحى الرئيس المخلوع . المشكلة أن السلفيين والجماعة الإسلامية خرقوا كل الاتفاقيات المبرمة وخرجوا عن النص واتضح انهم لم يأتوا سوا للمطالبة بتحكيم الشريعة والتأكيد على هوية مصر الإسلامية ، فأنسحبت اثنان وثلاثون حركة اعتراضا ولكن هيهات فعدد من انسحبوا نقطة فى بحر ، فلم يأتى الانسحاب بأى أثر ، واتضح أن التيار الإسلامى كانت يستعرض قوته على الحشد . لقدكانت جمعة لم الشمل بمثابة ثورة أخرى ، ثورةخرجت عن المطالب القديمة لتبدأ فىمطالب جديدةتحولت مع الوقت إلى مطالب فئوية خاصة بالتيار الإسلامى مثل الإفراج عن الدكتور عمر عبدالرحمن والشيخ وجدى غنيم ، وارسال هتافات لليهود ( خيبر خيبر يايهود جيش محمد سوف يعود ) . وحينما أنشد الجميع النشيد الوطنى ، ردعليهم السلفيين والجماعة الإسلاميية الله أكبر .. الله أكبر فأستحقت جمعة لم الشمل عن جدارة لقب جمعة تفريق الشمل ، لأنها فرقت بين القوى السياسة ووترت الأجواء عكس ما كناننتظر أنتساهم تلك الجمعة فى توحيد الصف وتوحيد المطالب . فى النهاية حتى وان استطاعت التيارات الإسلامية حشد مليون وإستطاعت التيارات الدينية حشد ثلاثةمليون ، فأؤؤكد على أنه من الحماقة أن نعتقد أن الأغلبية الصامتة فد تحدثت بعد ، فكل هذه تيارات أم الشعب فهو 88 مليون لازالوا يتحملون كل تلك الضغوطات ، فأخشى أن تنفجر الغالبية الصامتة حقا ، لذا رجاءا رفقا بمصر أيها الإسلاميون رفقا بمصر أيها النخبة رفقا بمصر أيها المجلس العسكرى ، اتقوا الله جميعا فى مصر وفى شعب مصر .