بقلم رانيا مسعود حدث لك مثلما سأصف...؟؟؟ كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة عيناي بالكاد ترى الطريق...يكاد الصداع يغطيهما..يستوقفني الموقف ...تأخذني حمأة موسى حين هبَّ لينقذ اليهودي المعتدى عليه، فإذا بي أقتل نفساً هي أنا الموضوع يتلخص في مجموعة من الشباب يتقدمهم من يحمل مفتاح قفل باب المدرسة...يتضاحكون فيما بينهم..عددهم تخطى السبعة..أحاول أن ألملم شتات نفسي..أرى من بينهم من بيده سيجارة...يساورني الشك في لحظات بسيطة..أحاول أن أستعين برجلٍ...و آآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا زمن الرجال! اختفى رجال الأمن تماماً كما اختفى الرجال من مجتمع الذكورة هرعت إلى سيارة الشرطة بعد أن شرحتُ الأمر لمجموعة بالشارع فقال أحدهم لي بلغي و الآخر نصحني بألا أفعل خشية البلاغ الكاذب أستنجد بهم أصرخ في وجوههم:أما من رجلٍ بينكم؟! نعود لسيارة الشرطة التي اختفت منها الشرطة و أرى بها سائق مغلوب على أمره..نائم.و يجلس بجواره آخر يتثائب إن لم يكن قد نام أصرخ في وجوههم لكن برودة الأعصاب تجعلني أتروى قبل أن أصفع أحدهم على وجهه أتشبث لآخر مرة بأمين الشرطة أحاول أن ألملم شتات نفسي فأشرح له الأمر يفاجئني ببرودة أعصابه هو الآخر يحاول الاتصال هاتفياً من جواله يراني شرطيٌّ آخر يبدو لي في درجة أقل من أمين الشرطة بحلته التي يميزها شريطان حمراوان على كل كتف يعرض المساعدة يذهب معي و في الطريق يحاول خداعي بمأثور الكلم و بحديث رسول الله و آياتٍ قرآنية لا يجيد تلاوتها أحاول أن أصدقه رغم عدم ثقتي في رجال الأمن اليوم ينظر معي من بعيد فأسأله هل يستطيع اقتحام باب المدرسة وحده و بالداخل حوالي عشرة فتيان تخدعني كلمات الله التي سارت بغير مناسبة على لسانه يرى معي الفتى الذي يحاول الدخول منادياً أحدهم بالداخل يذهب إليه محاولاً أن يمثل أنه سيخيفه ليقبض على بقية زملائه يقول له أمامي: سنرى ماذا سيقول ...بيه. تعالى معي و قل ما تريد أمامه قلت له أستتركني وحدي هنا؟ انتبه و كأنه يحاول إسكاتي استدار و معه الفتى فقال له: ماذا يحدث؟ تلمع نظرة الخبث في عينيهما لا أتحملُ كل هذا قلتُ له:من بالداخل؟ قال لي:لا أعرف..لقد جئت لأسترد مبلغاً من المال كان أحدهم قد أخذه مني و الآن هو يتصل بي لآخذه منه و هو بالداخل ينادي أحدهم فيفتح الباب و أحاول الاتصال بالنجدة التي يهزأ بي و بحديثي إليها الشرطيُّ الذي رد عليَّ يخرج الولد الذي فتح الباب لباقي الشلة من قبل ينتفي كل ما توجهه أسئلتي إليه من اتهامات مدعياً أن والدته بالداخل و أنه يذاكر مع أصحابه بالمدرسة التي يعمل بها أباه حارساً لها لا أصدقه تخرج الأم في ثيابٍ رثة و تؤكد ما قاله أحاول تصديقهما لكنني لا أرى لكل المشاهد التي وصفتها أية إجابة لأسئلتي أتأسف للسيدة المسنة و التي لا تبدو أماً لهذا الشاب الذي يرتدي سلسلة فضية و ملابسَ منمقة بينما ترتدي هي ثياباً أقل ما يقال عنها أنها بالية أراقب المكان و أنا أبتعد لأصل إلى منزلي شارع الأزهر خالٍ تماماً من أي سيارةٍ للأمن إلى الأمام قسم شرطة العتبة إلى الخلف مديرية أمن القاهرة الشارع ليس به أي نوع من أنواع الإنارة....صدق من قال لي في البداية أن هناك فئةً من الشباب يتناولون المخدرات في المدرسة و بجوارها ليلاً أتوعدُ أن أروي ما رأيتُ لناظر المدرسة أتلفتُ يمنة و يسرة كي لا أصبح ضحية غياب الأمن في بلدٍ احتفل منذ أيامٍ بأعياد الشرطة عين الوطن الساهرة الله لي و لك أيها الوطن المنكوب