الجنزوري رجل توشكي.. يدافع عن سيناء.. يادهوتي بقلم : عباس الطرابيلي منذ 56 دقيقة 8 ثانية في حديثه أمس للزميلة «الأهرام» تطرقت الأسئلة إلي نقطة حساسة.. بل هي مسك ما جاء بالحوار.. سألت «الأهرام» الدكتور كمال الجنزوري «هل سعت قوي اقليمية ودولية لوقف تعمير سيناء».. أجاب: «سير الأحداث يؤكد ذلك!!». وهذه ليست المرة الاولي التي يطرح فيها مثل هذا السؤال عما كان يؤخر أو يعرقل تنفيذ المشروع القومي لتعمير سيناء.. بل سألته مراراً وكتبته هنا مرات عديدة، إحداها، كان سؤالا تهكمياً يقول: هل وصلت الينا معلومات تقول إن مصر معرضة لغزوة عسكرية تأتيها من أقصي الجنوب الغربي لمصر.. من تشاد مثلاً فصدرت تعليمات بالبدء فوراً في تعمير هذا الجنوب الغربي - عند توشكي - وتكثيف التواجد الأمني والاصلاحي في هذه المنطقة.. مما اقتضي إيقاف العمل في تنمية سيناء!! وبداية أقر وأعترف أن الدكتور كمال الجنزوري كان آخر رئيس وزراء محترم في تاريخ مصر.. وهو الذي رفض أن يكون رئيس الوزراء مجرد مدير مكتب لرئيس الجمهورية.. وأن أي وزير ما هو الا سكرتير للرئيس.. ولأن الدكتور الجنزوري أراد أن يحفظ لرئيس وزراء مصر كرامته ولم يسمح بأن يقفز أحد إلي سلطة رئيس الوزراء في اصدار القرارات.. فقد دفع الثمن غالياً ولم يحصل علي مكافأة نهاية الخدمة مثلاً كما حصل عليها الدكتور مصطفي خليل أو حتي الدكتور عاطف عبيد بالتعيين رئيساً لمجلس ادارة البنك العربي الافريقي الدولي براتب يصل - كما يقولون - إلي مليون جنيه شهرياً.. ودخل الرجل عالم الظل بل عندما رأي السلطان أن الناس تتحلق حول الجنزوري في المسجد الذي كان يؤدي فيه صلاة الجمعة.. قيل له أن يغير هذا المسجد.. وقد كان، وعاش في الظل لا يتكلم ولا يزوره أحد إلا دائرة الاسرة الضيقة.. إلي أن قامت ثورة يناير واستعاد الرجل نفسه وكرامته.. وتكلم.. إلي أن وصلنا إلي تلك النقطة شديدة الخطورة.. فهل فعلاً سعت قوي اقليمية وخارجية دولية لوقف تعمير سيناء.. لان هذا التعمير كان سيخلق منطقة اقتصادية عظيمة تنطلق منها نحو مستقبل أفضل.. علي الأقل لكي يسكنها 4 ملايين مصري لتتحول من ميدان للحرب والكر والفر إلي منطقة للتنمية والتعمير وتقام فيها الصناعات والزراعات والمدن والقري والمحاجر.. لتتحول إلي «مستوطنات» تستطيع أن تتصدي لأي غزو هدفه غزو مصر من حدودها الشرقية.. ولا يسهل اختراقها خلال 6 ساعات من الحدود وحتي مياه قناة السويس.. فهل هذه القوي الاقليمية هي اسرائيل التي تريد أن تظل سيناء ساحة للصراع وتؤكد نظرية أرض بلا شعب.. لشعب بلا أرض أي تصبح - ولو بعد حين - أرضاً تضاف إلي قطاع غزة الذي يختنق بكثافة سكانية رهيبة.. بينما سيناء ومساحتها 61 ألف كم لا يعيش عليها الا حوالي نصف مليون فقط.. أي بصراحة يريدونها ليحلوا مشكلة فلسطين ومشكلة غزة، ولو علي حساب مصر وأرض مصر. وان القوي الدولية التي تقف وراء ذلك هي امريكا.. لمصلحة اسرائيل.. وهذا الكلام كان يدور في الغرف المغلقة.. أما ان يتحدث عن الدكتور كمال الجنزوري وقد كان بكل صراحة آخر رؤساء وزارات مصر المحترمين وكان يجلس علي أعلي قمة الحكم.. فلو جاء اليوم ليقول ذلك فأغلب الظن أنه يعلم شيئاً بل وأشياء.. وان ما أعلنه للزميلة الاهرام ما هو إلا هامش «لكل» ما يعلمه عن هذه القضية الخطيرة.. ولو صح هذا الكلام فيصبح الدكتور الجنزوري مشاركاً رئيسياً في هذه الجريمة.. لأنه كان من «يزين للسلطان» مشروع توشكي ليصبح بديلاً لمشروع سيناء.. وتوجه إليه كل الاموال والاعتمادات لمشروع توشكي، بينما كان الافضل ان نستكمل مشروع تنمية سيناء وراح الدكتور الجنزوري يعقد المؤتمرات الصحفية كل يوم.. ويجند كل الاعلام الرسمي لعمليتين: الأولي الدعوة لمشروع توشكي والثانية تسفيه دفاعي عن مشروع سيناء والتصدير لمشروع توشكي.. ويبدو أن الدكتور الجنزوري نسي رسالته إلي مباحث أمن الدولة لاستدعائى وإرهابي حتي أتوقف عن مهاجمة توشكي وأدافع عن سيناء.. فلما فشل في ارهابي مستخدما العصا الغليظة لأمن الدولة.. ولنظافة ملفي عندهم.. أمر نيابة الاموال العامة باستدعائي للتحقيق معي في قضية اخري تتعلق بمطبعة البنكنوت.. وكان ذلك أيضاً بأمر من سيادته أيضاً.. وأن يجيء الدكتور الجنزوري - هذه الأيام - ليتحدث عن تدخل قوي اقليمية ودولية لوقف تنمية سيناء.. فأين كان هو أيامها.. ألم يكن رئيساً لوزراء مصر.. وعليه الدفاع عن كرامة وسيادة مصر.. هنا يجب تحريك الدعوي.. واستدعاء الدكتور ليدلي بشهادته ولا أقول التحقيق معه ليقول لنا الحقيقة.. حتي لا يتهمه أحد بأنه لم يدافع عن سيادة مصر.. وهو رئيس لحكومتها.. لقد كان الجنزوري يدافع عن توشكي ويرفض سيناء إرضاءً للسلطان.. وبالتالي ليس له اليوم أن يعود علي عقبيه ليدافع عن سيناء.. فما هكذا عودنا رجل نراه - فعلا - آخر رؤساء وزارات مصر المحترمين..