حلمي بكر: الفضائيات حولتها لمشروع استثماري لتعويض خسائرها محمد سلطان: المحكِّمون يحتاجون دخول لجنة للحكم على موهبتهم فاروق الشرنوبي: الإعلانات تفرضها على القنوات محمد مصطفي: أصبحت سلعة تجارية ما زالت سبوبة برامج المسابقات الغنائية مستمرة هذا العام لاحظ الجميع أن نسبة المشاهدة ضئيلة للغاية، ولم تعد هذه البرامج تحظى باهتمام مثل المواسم السابقة منها، وأصبحت عبارة عن مشروع تجاري لجذب الأموال والاستثمارات فقط. ولكن ما الخلل الذي حدث هذا الموسم لكي تفقد هذه البرامج بريقها بعد أن كانت تستحوذ على اهتمام المشاهدين خلال الأعوام السابقة، هل الأصوات المشاركة ليست على المستوى المطلوب أم «لجنة الحكم» أم سوء التنظيم والعرض أم التكرار؟. في هذا التحقيق طرحنا الأمر على مجموعة من نجوم الموسيقي والغناء في مصر. في البداية، قال الموسيقار الكبير حلمي بكر: لم تعد هذه البرامج تحمل جديداً تقدمه للجمهور لكي تلفت انتباهه، فهي أصبحت مشروعاً تتجه اليه الفضائيات من أجل الربح والمكسب ودفع رواتب موظفيها فقط، وهذا العام وجدت البرامج خالية من أي معنى ولا توجد بها سوى الرتابة والملل، مجرد مجموعة من الشباب يغنون واحد بعد الآخر فقط، ولكن ما المادة التي تجذب الجمهور.. لايوجد. وأضاف بكر: الحكاية ليست في قوة صوت متسابق أو مدى حجم موهبته، هذه البرامج لابد أن يكون هناك اعداد جيد لكل حلقة يلفت انتباه المشاهدين ويحفزهم لمتابعتها باستمرار، ولكن الازمة في صناع هذه البرامج الذي يلتفتون للربح فقط ولا يهتمون بما يقدموه للمشاهد. ومن جانبه، قال الموسيقار الكبير محمد سلطان: هذه البرامج من الأساس تركيبتها خاطئة تماما، لأن من يحكمون على الأصوات يحتاجون لمبدعون يحكمون عليهم، فمن المستحيل أن يقوم مطرب بالحكم على مطرب آخر، لأن المطرب في النهاية هو مؤدي ولكن لا يتمتع بخبرة كبيرة في مجال الموسيقى، ولكن الخبير هو «الملحن» صاحب الابداع فهو على دراية بمن يستطيع الغناء ومدى صحة غناء المطرب الذي يقف امامه، والأهم كما ذكرت أن المطربين الذين يحكمون في هذه البرامج يحتاجون لمن يحكم عليهم وعلى مدى قدرتهم على الغناء. وأضاف سلطان: لابد أن «نعطي العيش لخبازه» فالمريض يعالجه الطبيب وليس «النجار» وهنا ينطبق على تلك النوعية من البرامج. ومن جانبه قال الموسيقار فاروق الشرنوبي: هذه البرامج من المستحيل أن تستطيع تقديم شىء جديد في ظل توغل أزمة صناعة الموسيقى، فلجنة الحكام المكونة من مطربين لديهم مشاكل لا يستطيعون حلها لكي يناقشوا موهبة جديدة، فالحقيقة إن لم يكن هناك نجم في الوقت الحالي قادر على تحقيق مبيعات تحل ازمة صناعة الموسيقى، والجمهور يعلم ذلك تماما ولذلك لن يتم اعطاء اهتمام كبير بموهبة لا يعلم عنها شيئاً لأنه لم يعد يهتم بالمطرب المعروف الذي يجلس في مقعد الحكم. وأضاف الشرنوبي: أتعجب أن يقوم مطرب بإبداء رأيه من مطرب آخر حتى لو كان شاباً في بداية طريقه، فهذا المفترض أن يكون من شأن موسيقيين وملحنين لأنهم قادرون على تحديد مستوي الصوت الذي أمامهم ومدى مناسبته للغناء، ولكن الأمر في النهاية سيستمر كما هو عليه لأن هذه البرامج تجلب اعلانات كبيرة وتحقق ربحاً من عام لآخر، فلماذا يقوم صناعها بالاستغناء عنها؟!. الموزع الموسيقي محمد مصطفي قال: هذه البرامج تجارية وليست فنية أو غنائية، والدليل أن الساحة الغنائية ضربت بنجوم كبار عرض الحائط وأجلستهم في منازلهم وبالتالي لا يمكن أن تستقبل موهبة جديدة، وكثير من المواهب فازوا بجوائز هذه البرامج ولم يخرجوا للنور حتى الآن، لأنها مشروع مالي فقط بعيد تماما عن الفن والغناء، والناس أصبحت تتساءل عن المتسابقين الذين لا يعرفون أحد عنهم شىء حتى الآن باستثناء قليل منهم نجحوا في الحصول على فرصة. وأضاف: الناس خلال المواسم السابقة اهتمت بهذه البرامج لأنهم وجدوا فيها ما يريح اعصابهم من البرامج السياسية ولكن في الوقت الحالي مع تحسن الاوضاع، بالاضافة الى سوء عرض هذه البرامج وتكرارها لم يعد الاهتمام كالسابق.