عقب حدوث العديد من الأزمات في مصر، وغرق بعض المحافظات بسبب الفيضانات، أعلنت وزارة التنمية المحلية عن إجراء حركة تغييرات في المحافظين خاصة بعد استقالة هاني المسيري محافظ الاسكندرية، لكن هذه الحركة تأخرت كثيرًا عن الميعاد المقرر. وقد أعلن الدكتور أحمد زكى بدر، وزير التنمية المحلية، أن حركة المحافظين ستكون خلال أيام قبل انعقاد جلسات البرلمان، وأن تغيير المحافظين سيرتبط بتقييم جاد وحقيقى، وليست مرتبطة بالانتخابات البرلمانية، كما أوضح أنه تم الانتهاء من تقييم الخدمات الجماهيرية التى تقدم للمواطنين من قبل المحافظين، وتقييم مدى جودة الأداء بمختلف المجالات، لافتاً إلى أنه قريباً جداً سيصدر قرار من «السيسى»، بالتعديلات والتغيير فى حركة المحافظين. وانتقد عدد من الخبراء تأخير حركة المحافظين حتى الآن، لأن مصر في حاجة ماسة إلى محافظين جادين يستطيعون أن يديروا الازمات التي تعاني منها مصر خاصة مع بدء موسم الشتاء وغرق البعض منها بسبب الفيضانات وتدمير بنيتها الأساسية. وقد أشاروا إلى أن تغيير المحافظين لا علاقة له بالانتهاء من الانتخابات البرلمانية، وعقد جلسات البرلمان وتجديد الثقة في الحكومة أو سحبها، إنما الارتكاز الرئيسي على مدى حاجة المحافظات للتغيير ومدها بدماء جديدة لديها رؤى واضحة واساليب علمية لحل المشاكل والأزمات. ووضع الخبراء عددا من الشروط واجب توافرها في المحافظين الجدد، منها أن يكون لديهم خبرة إدارية، والالتحام فى الميدان والقدرة على رقابة الأسواق لمنع احتكار بعض التجار للسلع ومتابعة تنفيذ المشروعات والتكليفات بصفة مستمرة، فضلًا عن ممارسة العمل الجماعي الأهلي، وقدرتهم على الوصول لشريحة عريضة من أهالي المحافظة، وعنصر الخبرة فى حل المشاكل. وأشار المستشار حسنى السيد، المحلل السياسي، إلى أن هناك فشلاً كبيراً في التعامل مع الأزمات التي تعاني منها مصر في أغلبية المحافظات، لافتًا إلى أن غالبية المحافظين لا يعرفون شيئا عن مشاكل محافظاتهم ويعملون على حلها من خلال مكاتبهم. وبين «السيد»، أن الطريقة التي يتم بها اختيار المحافظين في مصر يجب تغييرها، مفيدًا بأنه يجب محاسبة المحافظ في حالة الاخفاق، لأنه لا يوجد مسئول فوق المساءلة طالما لا يزال يمارس مهام عمله. وأكد السيد، أن الأهم من تغيير المحافظين، تعديل السياسات التي تعمل بها المحافظات المصرية والقضاء على البيروقراطية في التعامل، بالإضافة إلى البناء على ما قام به المحافظون السابقون وليس الهدم والبدء من جديد. وأشار سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، إلى أن الاطلاع على كل مشاكل المحافظة، ووضع خطط لحلها أهم السمات الذي يجب أن يتمتع بها المحافظ مشددًا على ضرورة توفير الامكانات والموارد اللازمة للمحافظين للنهوض بالمحافظة وحل مشاكلها، لأن طلب المواطنين والحكومة متطلبات أكبر من الامكانات المتوفرة للمحافظ، سيكون بمثابة تعجيز له. وأوضح صادق، أنه لا يجب انتظار البرلمان لتغيير المحافظين لأن البرلمان مطالب بالعديد من الأمور المهمة كمناقشة القوانين الذي تم تشريعها في عهدي الرئيس عبدالفتاح السيسي وعدلي منصور، ما يحتم على السلطة التنفيذية تعيين المحافظين، وإذا كان هناك اعتراض من نواب البرلمان فيقدمونه بعد ذلك. ولفت صادق، إلى أن المحافظ يجب أن يسعى إلى توفير موارد ذاتية لمحافظته، فضلاً على القدرة على العمل الميدانى، وعنصر الخبرة فى حل المشاكل والالتحام فى الميدان والقدرة على رقابة الأسواق لمنع احتكار بعض التجار للسلع ومتابعة تنفيذ المشروعات والتكليفات بصفة مستمرة. وانتقد السفير يحيى نجم، تأخر إجراء تغيير حركة المحافظين، في بعض المحافظات خاصة التي شهدت الفيضانات منها كالبحيرة، ومحافظة الإسكندرية الذي استقال محافظها ولم تعين الحكومة محافظًا بديلًا عنها إلى الان، على الرغم من تعرض الإسكندرية لفيضانات اخرى ووفاة العديد من الأشخاص بسببها. وأكد نجم، أن هناك تخبطاً في الجهاز الاداري للدولة، موضحًا أن وزير التنمية المحلية ليس قادرًا على اجراء حركة المحافظين على الرغم من الوعد مسبقًا في مناسبات كثيرة أن يتم الانتهاء من تغيير حركة المحافظين. وعن المحافظات الحدودية، أوضح نجم أن الأفضل اختيار محافظين مدنيين وليس عسكريين، لأن الأزمات والصراع في هذه المحافظات يحتاج إلى شخص سياسي لديه القدرة على التفاوض والحل، لافتاً إلى أن المحافظين العسكريين لم ينجحوا في وأد الإرهاب، في هذه المحافظات بل الأمور الامنية تتعقد أكثر، ويسقط يوميًا المزيد من الضحايا. وأشاد السفير عادل الصفتي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، بأسس اختيار المحافظين الذي حددها أحمد زكى بدر، فمن حيث الجودة والخدمة التى تقدم للمواطنين والكفاءة هى أساس الاختيار، متمنيًا أن يتم اختيار المحافظين بناء على هذه المعايير بشكل حقيقي. وأكد الصفتي، أن من أهم الشروط التي يجب توافرها في المحافظين، أن يكون لديهم خبرة إدارية، ومارسوا العمل الجماعي الأهلي، فضلًا عن قدرتهم على الوصول لشريحة عريضة من أهالي المحافظة. وقال الصفتي، إنه ليس ضروري أن يكون المحافظون الجدد من اللواءات، مبينًا أن اختيار محافظين مدنيين أفضل لمصر في هذه الفترة، وسوف يؤدون المهام المنوطة بهم. وأضاف الصفتي، أن محافظات مصر تعاني العديد من المشاكل، خاصة البعيدة والمهمشة منها كمحافظات الصعيد، لذلك يجب اختيار محافظين لديهم الكفاءة والقدرة على المشاكل المتراكمة منذ سنين كانتشار القمامة ومشاكل الصرف الصحي والمياه.