عادت سميرة سعيد إلى سوق الكاسيت بألبوم «عايزة أعيش» بعد غياب 6 سنوات منذ آخر ألبوماتها «أيام حياتي» عام 2009، وعادت «الديفا» بعمل يتميز بالتنوع والاختلاف، فهي حريصة علي الظهور بأعمال تحمل طابعاً جديداً للحفاظ علي علاقتها الكبيرة بجمهورها ومشوارها الفني العريق الذي يعود لأكثر من ثلاثين عاما من الغناء. وبعد غياب ما يقرب من عشر سنوات عن الحفلات، شاركت النجمة الكبيرة في مهرجان الموسيقي العربية بالإضافة لتكريمها بالمهرجان، وأشارت إلى أن غيابها عن الحفلات كان بسبب «قلقها» الدائم وحرصها علي الظهور أمام الجمهور في أفضل شكل. عن ألبومها الجديد وأسباب غياب السنوات الماضية وأزمة سوق الكاسيت وتكريمها بمهرجان الموسيقي العربية وغيابها عن الحفلات كان معها هذا الحوار. ماذا عن رحلة ألبوم «عايزة أعيش» الذي تعودين من خلاله إلى ساحة الكاسيت؟ - «عايزة أعيش» ألبوم يحمل كل الألوان والأشكال الموسيقية، توجد به الأغاني الكلاسيكية والأغاني الرومانسية والأغاني «المطرقعة»، وحرصت من خلاله مواكبة فكر الشباب لأنه المسيطر علي تفكيري في الوقت الحالي، فلابد من مواكبة الشباب لأنهم القاعدة الجماهيرية الأكبر في الوقت الحالي، بالإضافة إلى أن المطرب المتميز عليه تطوير نفسه وتطوير أعماله وأدائه، وبعد طرحي لأغنية «مازال» التي عدت من خلالها للون المغربي، قررت أن أقدم للجمهور ألبوماً كاملاً جديداً، لأن فترة غيابي طالت للغاية وبلغت 6 سنوات، ومع نداء الجمهور لطرح ألبومي الجديد عملت به علي نفقتي الخاصة حتي ألبي نداءهم، وبعد طرحه وجد صدي كبيراً أسعدني، فدائماً أحرص علي الاحتفاظ بالعلاقة الجيدة معهم واحترام مشواري الفني الكبير. ولكن ما سبب غيابك طيلة هذه المدة التي بلغت 6 سنوات؟ - الغياب يعود لسببين، الأول هو حالة الاضطراب السياسي الكبير الذي مر بها الربيع العربي بأكمله علي مدي السنوات الماضية، فوقتها سيطر علينا جميعاً الحزن وشغف الاهتمام بالمستقبل، ولم تسمح الأجواء بطرح أى ألبوم غنائي يلفت انتباه الجمهور بعيداً عن الساحة السياسية، الي جانب أن قلقي علي المستقبل كان سبباً في عدم قدرتي علي العمل وقتها، أما السبب الثاني فهو صعوبة الحصول علي عمل مميز، ودائماً أريد أن تكون كل أغنية في الألبوم تحظي بإعجاب وإشادة الجمهور ولذلك كان لدي وقت طويل في الاختيار، حتي كانت الحصيلة في النهاية تسجيل 23 أغنية، استقررت منها علي 12 أغنية طرحوا بالألبوم، وأريد توجيه الشكر لفريق عمل الألبوم الذي بذل معي جهداً كبيراً حتي نصل للنجاح الذي نعيشه في الوقت الحالي. تتعاونين في الألبوم مع فريق عمل من الشباب، لماذا لم تتعاوني مع الأسماء الكبيرة؟ - لأن الأهم بالنسبة لي الجودة وليس الأسماء التي أتعاون معها، فكثيراً ما أجد أعمالاً جديدة علي مستوي اللحن والكلام والتوزيع مع الشباب غير المعروفين أفضل عن أعمال يقدمها اسم كبير ومعروف، وكما ذكرت الشباب دائماً لديهم أفكار متطورة ويريدون إثبات ذاتهم من خلال عملهم. ولماذا أصبح الاتجاه خلال الوقت الحالي «للتيمة» الموسيقية الغربية؟ - لأنها هي المسيطرة علي فكر وذوق الشباب، ونحن نعيش عصر التكنولوجيا مختلف تماماً عن العصر الكلاسيكي للأغنية، ولابد علي كل مطرب أن يعاصر الوقت الذي يعيش فيه حتي يحافظ علي نجاحه. عاصرتي جيل العمالقة محمد سلطان وبليغ حمدى والموجى والطويل.. هل يمكن أن تقدمي عملاً جديداً بمواصفات أعمالهم الكلاسيكية؟ - حالياً صعب، خاصة أن الفكر المسيطر علي هو فكر الشباب، بالإضافة إلى أن هذا الجمهور من الصعب أن يجذب تجاه هذا النوع من الأغاني، لأنها بعيدة عن العصر الذي يعيشونه، وكما ذكرت لابد أن يعاصر الوقت الذي يعيش فيه، ولكن بالنسبة لي أحاول دائما اًلاحتفاظ بالإبداع عن طريق تقديم أعمال مواكبة للعصر الحالي ولكن يوجد بها «النغمة» الكلاسيكية. وكيف تنظرين لأزمة سوق الكاسيت وهل كان لها تأثير علي الألبوم؟ - المنتجون ضحية مثل المطربين، ومن المستحيل تحمل الخسارة، ولذلك من الطبيعي أن يتوقفوا عن الإنتاج، وفي الحقيقة هناك عدة أسباب ساعدت علي تضخم الأزمة، مثل اضطراب الوضع السياسي، بالإضافة الي المواقع الإلكترونية التي تفقد أي ألبوم بريقه، ولكن سعيدة أن ألبومي شهد ظاهرة جديدة، وهي شراء الجمهور للنسخة الأصلية و«التصوير» بها وطرح الصور علي «السوشيال ميديا»، ومن المؤكد كان للأزمة تأثير علي ألبومي، لأنها لو لم تكن موجودة لكانت الأرقام ستختلف كثيراً. هل هذا سبب اتجاهك لإنتاج الألبوم؟ - جاءتني عروض كثيرة ولكن أريد أن أعطي للجمهور ألبوماً متكاملاً علي مستوي الجودة، ولذلك قررت أن أخوض تجربة الإنتاج، وفي الوقت الحالي المنتج لا يذهب للمطرب بأموال كثيرة في ظل أزمة صناعة الموسيقي، لأن المكاسب أصبحت ليست بحجم الماضي، ولكن تعاونت مع شركة «روتانا» فهم من قاموا بتوزيعه، وفي الحقيقية قاموا بعمل جيد وهم أيضاً شركاء النجاح. بعيداً عن الغناء.. كيف جاءت مشاركتك في مهرجان الموسيقي العربي، وكيف يمثل لكي تكريم المهرجان؟ - في الحقيقة منذ سنوات لم أقم بإحياء أي حفل غنائي في مصر نظراً لتخبط الأوضاع وعدم استقرار الحالة المزاجية لدي الناس، وعندما طرحت علي الفكرة وجدت أن الوقت حالياً مناسب لخوض هذه التجربة، وبالرغم من قلقي الدائم فى خوض تجارب جديدة لحرصي علي ظهوري في أفضل شكل أمام الجمهور، إلا أنى قررت خوض تجربة، وبالطبع سعيدة للغاية بتكريم المهرجان وبردود أفعال الحفل، فهو وسام كبير علي صدري وتكريم لمشواري الفني، بالإضافة أني استرجع من خلاله ذكريات كثيرة منها: طفولتي مع العمالقة وأيام الصبا، وأشكر دار الأوبرا المصرية علي اهتمامها وأتمني لهم النجاح دائماً وجاءني صدي كبير عن حفلي بالمهرجان وسعيدة كثيراً بهذه التجربة. ولماذا لم تقدمي أغاني الألبوم في حفل المهرجان؟ - لأن أغاني الألبوم معظمها شبابية ولا تتناسب مع طبيعة المهرجان ولذلك قررت عدم تقديم أي منها في الحفل حتي لا أكون محل نقد، وفوجئت أثناء البروفات بطلب صديقتي «جيهان مرسي» غنائي لأغاني خفيفة علي خشبة المسرح بالرغم من عدم اقتناعي، ولكن فعلت ذلك لأن في النهاية هذه الأغاني ساعدت علي تكوين شخصية سميرة سعيد المطربة. معني ذلك أنك كنتِ تتوقعين أن يكون ألبومك الجديد محل نقد من الجمهور؟ - ضاحكة... «بطبيعتي دايماً قلقانة» ولكن ما أقصده أن أغاني الألبوم لا تتناسب مع طبيعة المهرجان، فجمهور الموسيقي العربية دائماً ما يطلب أغاني كلاسيكية قوية لأن يذهب لسماع طرب حقيقي.