تمتلك المطربة أنغام موهبة كبيرة جعلتها من أهم الأسماء على صعيد الأغنية في الوطن العربي، فدائما ما تصنع حالة مميزة مع كل اغنية أو ألبوم تطرحه، فهي تعمل بما تراه مناسباً لها وليس بمواصفات العلامة التجارية السائدة. غابت «أنغام» خمس سنوات عن سوق الكاسيت تاركة داخل جمهورها كماً كبيراً من الاشتياق لألبوماتها، حتى جاء هذا العام ليشهد عودتها من جديد لسوق الكاسيت بألبوم «احلام بريئة» خاضت من خلاله تجربة الانتاج لنفسها ولم يستغرق سوى ساعات قليلة لتحقيق ردود افعال مميزة، جعلت «أنغام» تقول انها تعيش حالياً أفضل أيام حياتها في الخمس سنوات الاخيرة.. شاركت «أنغام» مؤخراً في حفل ختام مهرجان الموسيقي العربية وقالت عنه انه يمثل متعة كبيرة بالنسبة لها منذ دخولها «البروفات» وحتى تقديم آخر اغنية في الحفل على المسرح الكبير، وأشارت إلى أنها ستحرص دائما على الاستمرار في المشاركة بالمهرجان. التقينا بالنجمة «أنغام» ودار الحوار حول ازمة الاغنية وألبومها الجديد. غياب خمس سنوات عن الجمهور مدة كبيرة للغاية.. حدثينا عن السبب؟ - غياب خمس سنوات ولكن ليس انقطاعاً عن الغناء، لأني قدمت مجموعة من الاغاني «السينجل» بدأتها بأغنية «أنا ساندة عليك» وكانت ردود افعالها المميزة شرارة الانطلاق والحماس للعمل على ألبوم جديد والانتهاء منه، لأن الاغنية وضحت لي مدى اشتياق الجمهور لي، واسباب الغياب لا تحتاج الى حديث، لأن هناك ثلاث سنوات تقريباً كانوا «مجمدين» بالنسبة للعمل، بسبب الاضطراب السياسي، ووقتها في الحقيقة كان من المستحيل طرح ألبوم غنائي جديد يلقي اهتماماً من الجمهور، لأن الانظار وقتها كانت موجهة للمجتمع السياسي، وبعدها هناك عاملان هما الوقت الذي عملت فيه على تجهيز الالبوم وتسجيله، خاصة أن هذا الالبوم يأتي بعد فترة غياب فكان لابد من تجهيزه بشكل جيد، لأن الجمهور كان في حالة اشتياق كبير لألبوماتي.. سعيدة بردود الافعال التي وصلتني بقيمة مجهودي ومجهود فريق العمل الكبير ولذلك أعيش حالياً أجمل لحظات حياتي منذ خمس سنوات ماضية. وكيف كانت رحلة العمل في «أحلام بريئة»؟ - بعد شعوري برغبة الجمهور الكبيرة في اصداري لألبوم جديد كما ذكرت، قررت عقد جلسات عمل مع مجموعة من الشعراء والملحنين والموزعين لتحديد اطار الافكار التي سنعمل عليها في الألبوم، ووقتها كنت غير مستقرة على جبهة الانتاج التي سأتعاون معها، فخضت تجربة انتاج اعمالي وعملت على نفقتي الخاصة، وقرأت مجموعة من الاغاني وسمعت ألحاناً مختلفة وبعد شهرين من التجهيز في بداية عام 2014 كنت داخل الاستوديو لتسجيل أول اغنية في الألبوم، وساعدني كثيراً الموزع طارق مدكور الذي كان معي خطوة بخطوة، الى أن انتهيت من تسجيل 20 اغنية، وكان استقراري على مجموعة الاغاني التي طرحت بالألبوم ولم أتخيل ردود الافعال التي وصلتني عن الألبوم، فكنت اشعر بقلق كبير، ولكن لأني احترمت رغبة الجمهور في سماع ألبوم كامل مميز فقد كلل الله مجهودي ومجهود فريق العمل بالنجاح. اهتمامك كثيراً بالاغاني الرومانسية في الألبوم، هل سيعود لشخصيتك؟ - ضاحكة.. اطلاقاً، فأنا شخصية عملية بدرجة كبيرة ولن يصدق الجمهور اذا قلت لهم اني لا أجيد الرومانسية الا من خلال الغناء، ولكن حينما ادخل الاستوديو اعيش حالة الكلام واللحن الذي اغنيه، فالموسيقي والغناء بشكل عام تغير الروح، بالاضافة ان صوتي يتناسب كثيراً مع الأغاني الرومانسية ودائما ما يطلب الجمهور مني تقديمها «بجرعة» كبيرة. هل تشاطرين رأي مجموعة من المطربين الاتجاه للطابع الغربي من الموسيقي؟ - كل مطرب يغني ما يناسبه وما يستطيع النجاح من خلاله، ومواكبة العصر ضرورية خاصة إن كان لها علاقة باتجاهات الجمهور، ولكن جمهورنا بطبعه يحب سماع «النغمات» الشرقية من الموسيقي، فهي قريبة جداً من «روحه» ولذلك من المستحيل الاستغناء عنها، أما بالنسبة لما يخص شكل الألبوم فلابد أن يكون متنوعاً، لأن المطرب الناجح لا يخاطب شريحة واحدة من الجمهور ولابد أن يكون متواصلاً مع فئات الجمهور، فعندما أمشي في شوارع مصر، وأرى الجميع يسمعون الألبوم هذا هو معيار النجاح بالنسبة لي، وهذا لن يأتي الا من خلال التنوع في أغاني الألبوم. كيف تقيمين تجربتك مع الانتاج، وهل لها علاقة بأزمة سوق الكاسيت؟ - هي تجربة رائعة بالنسبة لي، وقررت خوضها بالرغم من العروض الكبيرة التي تلقيتها من جهات الانتاج الغنائي، وهذا القرار ينبع من رغبتي في اعطاء نفسي مساحة كبيرة من الابداع والاختيار بهدوء، حتى استطيع تقديم ألبوم غنائي بمواصفات الجودة بعد غياب خمس سنوات، وبالطبع هذا القرار بعيد عن ازمة سوق الكاسيت لأن بعد انتهائي من الالبوم العديد من جهات الانتاج قدمت لي عروضاً مجزية لتوزيع الألبوم، وكان أفضلها عرض «روتانا» على مستوى الدعاية وحجم التوزيع، وأشكرهم كثيراً على الاهتمام لأنهم شركاء حقيقيون في نجاح الألبوم، أما عن ازمة صناعة الموسيقي، فلابد أن نعمل بدون التفكير بها، فعلينا الاجتهاد في تقديم ألبوم كامل كل اغنية به قادرة على خطف الجمهور، حتى يوجد لديه الحافز لشراء «النسخة الاصلية» لأن الجمهور اذا وجد اغنية واحدة في الألبوم فقط لفتت انتباهه سيقوم بتحميلها من المواقع الالكترونية وسط اغان اخرى لاقت اعجابه، ولكن اذا الالبوم بالكامل خطب الجمهور سيذهب لشراء النسخة الاصلية،وأعتقد أن هذا هو الحل الامثل للقضاء على أزمة صناعة الموسيقي، لأن هذا ما أشعرني بنجاح ألبومي الجديد وهو تحقيقه لمبيعات كبيرة في ظل ازمة سوق الكاسيت. «أنغام» اسم مرتبط بمهرجان الموسيقي العربية ودائما حدث مميز في كل دورة منه.. ما تعليقك؟ - مهرجان الموسيقي العربية حدث مرتبط كثيراً بي وقريب الي قلبي، ومن وجهة نظري يختلف عن أي شىء اخر، حدث يصنع التميز والاختلاف وأرى فيه متعة كبيرة، فلا أنظر له من الجانب «المادي تماماً» لأني ألمس من خلاله المتعة بمجرد بدايتي «للبروفات» حتى نهاية آخر أغنية أقدمها على المسرح الكبير في حفلي بالمهرجان، وأرى أيضاً الموسيقيين في الفرقة يشعرون بنفس الاحساس، هذا جانب، وهناك جانب آخر مستقل بذاته وهو جمهور المهرجان، فهو جمهور مختلف تماما، يتنفس غناء وكأنه موسيقار يبدع بألحانه لصناعة النجوم، ولقائي بهم في المهرجان متعة اخرى لا يمكنني الاستغناء عنها، فأشعر معهم بحب كبير لي يعطيني دفعة قوية من أجل الاستمرار والعمل لاستكمال مشواري الفني، فطالما مازلت اغني وصوتي قادر على أسعادهم سأحرص على لقائهم من خلال بوابة مهرجان الموسيقي العربية وأنا أقف على أهم مسارح العالم من وجهة نظري وهو المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية. أداء اغاني التراث الموسيقي يعيد لك ذكريات الماضي؟ - بالطبع، فهذه الاغاني التي تعلمت منها وهي «ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا» فمهما مرت السنوات ستظل هذه الأغاني خالدة تعلم اجيالاً تاريخ وعظمة مصر، ومن المؤكد أن أي موهبة تريد النجاح وتعلم اصول الغناء ستتجه لهذه الاغاني، لأنها مرجع أسطوري وكنز كبير تمتلكه مصر وأجيالها. بعيداً عن الغناء.. هل يمكن أن نري انغام في تجربة درامية جديدة ك «غمضة عين»؟ - «غمضة عين» تجربة فادتني كثيراً وذلك لأن السيناريو تم اعداده بشكل جيد، بالاضافة الى فريق العمل المميز الذي عملت معه، ولذلك يجب أن يكون ظهوري القادم في الدراما أو السينما يساعد على استكمال نجاح هذا العمل، ولا أشعر بأي عجلة على خوض تجربة «تمثيل» جديدة الا عندما اجد العمل الذي يلفت انتباهي ويجذبني له، فأنا مطربة أحرص على أن يكون مشواري الفني مميز والتمثيل بالنسبة لي عامل مساعد وليس أساسياً. كمواطنة مصرية كيف ترين المشهد الحالي لمصر؟ - مصر بلد يجري في عروقه الكبرياء، وهذا ما يجعلها قادرة دائما على تخطي محنتها وازمتها، وبالرغم من الغيوم التي سيطرت على المشهد خلال السنوات الماضية الا أن الجميع كان يثق في نهاية الازمة وعبورنا لبر الأمان من جديد فمصر بلد علم العالم ثقافة الشموخ وعشق ابنائها لها سيجعلنا دائما في حماية بعد رعاية الله سبحانه وتعالي.