على الرغم من أن صحيفة الأحوال الغنائية فى 2014 هى صحيفة المتناقضات بكل ما تعنيه الكلمة، إلا إنها وبنظر الجميع من أفضل السنوات الغنائية الثلاث الأخيرة، رغم كل ما اعتراها من ظواهر عشوائية غير طربية، فقد زادت فيها ألبومات غنائية لا معنى لها، وأصر أصحاب شركات الكاسيت على طرحها رغم سقوطها وانصراف الجماهير عنها. من هذه الألبومات على سبيل المثال " وسط الدنيا الخاينة" لمصطفى كامل، " بنت مصر الجديدة" سعد الصغير،" بلاتوه" لمجموعة من المطربين، " مستنى من زمان" لعمرو المليجي، و" كان حياتي" شيما شريف، " من غير كلام" سلوى الخاطر، " أيام حياتي" ريهام حلمي، " إحساسى بيقولي" هدير. وفى العام نفسه شهدنا طرح نوعية جيدة من الألبومات انتشلت الموسم الغنائى وحلقت به عاليا بصورة غير مسبوقة على الأقل فى السنوات الثلاث الأخيرة، هذه الألبومات هى "حالة حب" لإليسا، " يا حبيبي" هبة طوجي، و"حكاية وطن" جوليا بطرس، "الغرام المستحيل" وائل كافوري، "صفحة جديدة" فرقة إسكندريلا، "تعويذة" جوني، و" العد العكسي" مروان خوري، " واحدة تانية خالص" دنيا سمير غانم، " عشت معاك حكايات" تامر عاشور. 65 ألبوما هى حصيلة ما طرح فى عام 2014 ، بفارق 28 ألبوما عن عام 2013 الذى طرح فيه 37 ألبوما، وبفارق 13 ألبوما عن 2012 الذى طرح فيه 52 ألبوما، وبفارق 20 ألبوما عن عام 2011، الذى طرح فيه 45 ألبوما، واستمعنا وشاهدنا حوالى 50 أغنية منفردة "سينجل" .
كانت بداية السنة الغنائية مع نهاية عام 2013 وبداية 2014 حيث طرحت المطربة لطيفة ألبومها "أحلى حاجة فيا" الذى تضمن 14 أغنية، واستطاعت المطربة التونسية أن تحقق نجاحا ملموسا من خلال هذا الألبوم، وتستعيد شبابها بفضل هرمونات وفيتامينات الشباب المتمثلة فى محمد رفاعي، ونادر عبدالله، ومحمد يحيي، ومحمد الصاوي، وإن كان هذا النجاح يعد منقوصا وليس كاسحا كما حققته المطربة فى سنوات الشباب الأولى . فشل مصطفى قمر فى الوقت الذى طرحت فيه لطيفة ألبومها، طرح مصطفى قمر ألبوما بعنوان " أنا مطمن"، ورغم المجهود المبذول فى العمل، وتعاون المطرب مع أسماء غنائية لامعة فى مجال الكلمة واللحن والتوزيع إلا أن الألبوم فشل فشلا ذريعا، وفى نفس الفترة طرح ألبوم " السكة شمال" لفرقة كايروكى الذى حظى باستقبال جيد من عشاق فرق "الأندرجرواند". خلاف شيرين مع منير تطغى على ألبومها استقبل سوق الكاسيت ألبوم المطربة شيرين عبدالوهاب " أنا كتير" مع نهاية شهر يناير، والذى يعد باكورة تعاونها مع الشركة الجديدة بعد تركها شركتها القديمة التى قدمت معها ثلاثة ألبومات، وجاء الألبوم الجديد مليئا بالأفكار الموسيقية، والكلمات المختلفة، والتوزيع الرائع، وبنظرة سريعة على أسماء الأغانى مثل " شكرا يا شهم، داء السيطرة، تجربة مؤلمة، متاخدة من الأيام"، سنكتشف أنها تحمل عناوين جديدة وغير مستهلكة على أذن المتلقي، لهذا حقق العمل نجاحا كبيرا، ويعتبر واحدا من أفضل ألبومات العام، وإن كانت خلافات شيرين مع شريف منير قد أخذت فى وسائل الإعلام المختلفة أكثر من حجمها، بحيث طغت على نجاح عملها الجديد. وفى نفس الشهر طرح وائل جسار الجزء الثانى من ألبومه " فى حضرة المحبوب" للشاعر نبيل خلف، والملحن وليد سعد، والموزيع أسامه الهندي، ورغم تحقيق الجزء الأول نجاحا منقطع النظير، جاء نجاح الجزء الثانى متواضعا بالمقارنة بالجزء الأول. شباب فى مهب الريح تزامنا مع بداية شهر فبراير، طرح أكثر من ألبوم لمجموعة من الشباب هم محمد نور " حلوة الأيام"، وساموزين " زى أى اتنين"، وهيثم شاكر " أحلى قرار"، والمطرب الشعبى دياب " يا واد يا سوسو"، ولم تحقق الألبومات الأربعة أى نجاح يذكر فى الشارع المصري، وإن كان ألبوم " أحلى قرار" لهيثم شاكر يحمل أغنيات جيدة، كانت تحتاج لدعم إنتاجى وإعلامى لتحقق النجاح الذى تستحقه، كما قدم نور فى ألبومه الملحن الشاب الموهوب محمود أنور، الذى لحن خمس أغنيات جيدة لنور، ونتوقع له مستقبلا جيدا فى عالم التلحين، كما طرحت المطربة المغربية أمنية محمد ألبومها "يجيبنى كيف" وعلى الرغم من أنها غنت فيه ل "اليوتيوب" من ألحان محمد رحيم، إلا أنه لم يلقى النجاح المطلوب. وأثناء الاحتفال بعيد الحب طرحت نجمة برنامج " أرب أيدول" كارمن سليمان فى صمت شديد ألبومها الأول المتميز "أخباري" الذى صادفه سوء حظ بسبب التقصير فى الدعاية والإعلان عنه. هانى شاكر يرتدى الثوب الخليجي نهاية فبراير فوجئ الجمهور وعشاق المطرب هانى شاكر بطرحه لألبوم خليجى يحمل عنوان " أغلى بشر" ورغم جمال الأغنيات إلا أن الجمهور المحب للمطرب رفض التجربة واعتبرها البعض " غلطة وندمان عليها" لأمير الغناء العربي.! وتوالى طرح الألبومات ففى شهر مارس نزل للسوق المصرى أربعة ألبومات خليجية هى " أخيرا" لجواد العلي، " يا مفسر الأحلام" للمغربية فدوى المالكي، و"وينك" لعلى بن محمد، و" أجمل مختصر" لصابر الرباعي، وإن كان الأخير يتضمن أغنيات باللهجة اللبنانية واللهجة المصرية، ولم يستقبل الجمهور المصرى الألبومات الأربعة الاستقبال الذى تستحقه!، كما طرحت المطربة الشعبية سميه ألبومها "جديدة" ولم يشعربه أحد. حكاية وطن ... يا حبيبي ومع بداية شهر إبريل طرحت اللبنانية "جوليا بطرس" ألبومها المتميز جدا " حكاية وطن"، واستطاعت من خلاله أن تقدم كعادتها حالة غنائية مغزولة بمزاج الإبداع والرقي، ونافستها فى هذه الحالة المطربة اللبنانية أيضا "هبة طوجي" بألبومها الرائع " يا حبيبي" الذى تعاونت فيه مع "آل بيت الرحباني" أسامة وغدى ، وغنت أيضا أكثر من أغنية للراحل منصور الرحباني. وفى السياق نفسه طرح ألبوم للأطفال بعنوان "ولاد لزينة" لفريق "سبايس ميكس"، ونزل فى نفس الفترة ألبوم المطرب الخليجى الكبير عبدالكريم عبدالقادر "خدنى الوله"، وكذلك ألبوم المطرب عبادى الجوهر" زمان أول" ورغم قيمة وأهمية هذين الألبومين إلا أن الجمهور المصرى لا يستسيغ حتى الآن الأغنية الخليجية. وتوالى قبل شهر رمضان طرح مزيد من الألبومات، فطرح المطرب الشاب كريم محسن ألبومه "عن تجربة" ولم يشعر به أحد، ونفس الأمر حدث للمطرب السعودى الشاب إبراهيم الحكمى فى ألبومه " من عرفته". حالة حب وقبل أسابيع قليلة من شهر رمضان طرحت إليسا ألبومها المتميز جدا " حالة حب" ومن خلاله قدمت حالات مختلفة من الرومانسية التى اشتهرت بها، واستطاع الألبوم أن يحقق مبيعات جيدة، أحدث حالة رواج وانتعاشة لسوق الكاسيت. وخلال الشهر الكريم استقبل سوق الكاسيت التجربة الدينية الأولى للمطرب "بهاء سلطان" من خلال ألبومه " بندور ع السعادة" واستطاع المطرب مع فريق عمل الألبوم تقديم حالة غنائية مناسبة لاستقبال شهر رمضان. شفت الأيام و180 درجة بداية موسم الصيف توقع أصحاب محال الكاسيت أن ينتعش سوق الكاسيت أكثر بعد نجاح ألبوم إليسا، والحالة الأمنية شبه المستقرة فى مصر، وطرح عمرو دياب وتامر حسنى ألبوميهما، لكن خابت توقعات الجميع، حيث لم يحقق ألبوم عمرو دياب "شفت الأيام" حالة الرواج المتوقعة، وترحم الجميع على عمرو دياب الذى كان مجرد ذكر طرحه لألبوم جديد، يزدهر سوق الكاسيت، وكان أصحاب محال الكاسيت ينتظرون ألبومه بفارغ الصبر، وكذلك الشباب المصري، الذى كان يذيع أغنياته من خلال كاسيتات السيارات. نفس النتيجة السيئة حصدها ألبوم تامر حسنى "180 درجة" الذى يعد باكورة تعاونه مع شركته الجديدة، والذى خذل من خلاله جمهوره، فلم يقدم لهم تجارب جديدة مختلفة كما عودهم فى الماضى باستثناء أغنيات قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة . لم يقتصر السقوط أو الفشل الجماهيرى على نجمين بحجم عمرو دياب وتامر حسني، ولكنه طال النجمة الجميلة "نانسى عجرم" التى انتظر الجمهور إطلالتها الغنائية بشغف، خاصة بعد غياب أكثر من ثلاث سنوات، لكنه صدم بالبومها "نانسى 8 " الذى لم يحقق النجاح المرجو منه، ولم يتجاوب الجمهور مع أغنياته باستثناء أغنية مثل "ما تيجى هنا"، وجاء نجاح ألبوم " حبيب ضحكاتي" لسوبر ستار العرب راغب علامه متواضعا، وإن كان حرك البحيرة الراكدة، وحققت بعض أغنياته نجاحا جيدا. بشرة خير ولا يمكن أن نتحدث عن عام 2014 ولا نتحدث عن أغنية " بشرة خير" تأليف أيمن بهجت قمر، وألحان عمرو مصطفى، وتوزيع توما، وغناء المبدع حسين الجسمي، والتى ترددت أثناء انتخابات الرئاسة، وحققت نجاحا جماهيرا كاسحا، واستطاعت أن تجذب نحو90 مليون زائر على موقع اليوتيوب، وتحدثت عنها كثير من الجرائد العالمية، أجمل ما فى هذه الأغنية إنها أكدت أن الغناء عندما يكون من القلب يصل إلى القلب، لهذا استحق الجسمى مطرب العام، بسبب هذه الترنيمة الوطنية التى رددها الملايين لأول مرة من سنوات طويلة توقفت الجماهير عن ترديد الأغاني، وأكدت بشرة خير "أن الأغانى لسه ممكنة". مفاجأة العام آبى 2014 أن يغادرنا دون أن يترك لك مجموعة من المفاجآت السارة أولها عودة الحفلات الغنائية بقوة، فقدم عمرو دياب أكثر من حفل، وكذلك تامر حسني، واستطاعت ساقية الصاوى أن تكون بؤرة ضوء قوية للحفلات واستقطبت عددا كبيرا من المطربين مثل على الحجار ومحمد عدوية وكثير من الفرق الغنائية، وكان من أنجح حفلات العام حفل المطرب اللبنانى الكبير "مارسيل خليفة" الذى أقيم فى حديقة الأزهر، ومكتبة الإسكندرية. المفاجأة السارة الثانية تمثلت فى طرح ست ألبومات هى " صفحة جديدة" لفرقة إسكندريلا الذى قدم نوعية جديدة من الغناء الوطنى والاجتماعى فى إطار مغلف بألحان شجية ومميزة ومتمردة، وجاء ألبوم مروان خورى " العد العكسي" ليؤكد اختلاف هذا الفنان المميز جدا، والذى يحاول فى كل عمل جديد أن يضيف لمفردات الغناء، وينظر بموسيقاه وكلماته إلى الإمام، ويستشرف المستقبل، وحققت دنيا سمير غانم بألبومها الأول "واحدة تانية خالص" نجاحا كبيرا بأفكار أغنياتها التى استطاعت من خلالها مخاطبة الشباب والاقتراب من عالمهم. وعادت المطربة اللبنانية "يارا" بقوة إلى سوق الكاسيت، بعد غياب حوالى أربع سنوات من خلال ألبومها " عايش بعيوني"، وثبت المطرب الشاب تامر عاشور أقدامه فى عالم النجومية الغنائية واستطاع أن يقدم ألبوما متميزا حمل اسم " عشت معاك حكايات"، وقدمت دينا الوديدى أول ألبوماتها الغنائية " تدور وترجع" الذى حمل تنويعة مختلفة على المستمع المصرى وإن كانت قريبة من القلب. أما المفاجأة غير السارة فتمثلت فى منع الرقابة لألبوم " م الآخر" للمطرب الكبير على الحجار، حيث رفضت الرقابة السماح له بطرح الألبوم إلا بعد حصوله على كل الموافقات من العاملين فى الألبوم!. ختامها مسك ومن حسن الحظ أن 2014 لأن ختامه جاء طيبا، أو يمكن أن يقال مع بعض التفاؤل أن ختامها مسك، فقد انعقد فى دار الأوبرا المصرية فى شهر نوفمبر مؤتمر ومهرجان الموسيقى العربية، الذى حقق نجاحا جماهيريا كبيرا، وفشلا فنيا حيث وقع فى دائرة الملل والضجر والتكرار، وإن ظل وسيظل هو المهرجان الغنائى المحترم الوحيد فى مصر، وطرح المطرب وائل كافورى ألبومه الرائع " الغرام المستحيل" الذى جاءت أغنياته مفاجأة حقيقية لعشاق الطرب الرومانسى الجميل، كما طرح مطرب "أرب أيدول" محمد عساف ألبومه الأول " عساف 2014" الملئ بالأغنيات الجميلة المتميزة، نفس الحال ينطبق على زميلته "دنيا بطمة" التى قدمت ألبوما يغلب على معظم أغنياته اللهجة الخليجية، فحققت شعبية وجماهيرية كبيرة فى دول الخليج، كما طرح المطرب طلال سلامه "سكر جنابك" بعد غياب ثلاث سنوات، وكذلك المطرب خالد عبدالرحمن الذى قدم ألبوما متميزا بعنوان " لا يروح بالك". وبإسدال الستار على 2014 ، ومع النسمات الأولى ل 2015 نتوقع أن يكون عاما مليئا بالألبومات والحفلات والمهرجانات الغنائية.