أصبح تنظيم داعش الإرهابي وباء يهدد الأرض ومن عليها ، فبات ينتشر في جميع ربوع العالم، ليؤكد أن الإرهاب لا دين ولا وطن له، يوجه ضرباته وهجماته الإجرامية في كل صوب واتجاه، شرقًا وغربًا، مفتخرًا بقتله، حيث يسارع لإعلان مسئوليته عن كل عمل إرهابي تشهده دولة أو منطقة ما، ولعل آخرها كان سقوط الطائرة الروسية بسيناء، وهجمات باريس، وتفجير فندق القضاة في سيناء. وبالتزامن مع الجهود الدولية لمحاربة التنظيم، وتشكيل روسيا لتحالف دولي جديد بالتعاون مع فرنسا لمواجهة داعش للقضاء عليه، انطلقت دعوة مجموعة هاكرز محترفين "anonymous" لشن هجمات جماعة داعش الإرهابية إلكترونيا خلال شهر ديسمبر الجارى وأطلقوا على هذه العملية اسم "انتفاضة الهاكرز ضد داعش". ودعا الهاكرز الملثم الشهير أنصاره من كافة دول العالم إلى بدء تنفيذ خطة وهمية، هدفها نشر الذعر والرعب في قلوب أعضاء التنظيم وإرباكهم ، والتي تتم عن طريق نشر صور مروعة لمقاتلى داعش باستخدام برامج متطورة لتجعلهم ضحايا. وحثهم على نشرها على مواقع الإنترنت المختلفة، خاصة التى يستخدمها داعش بقوة مثل تويتر، وتليجرام وفيس بوك، بالإضافة إلى اختراق بعض الحسابات الشهيرة لداعش ونشر صور لحيوانات وأغنام بدلا منها، من أجل السخرية من أفعالهم الشنيعة. ومن المقرر بحسب خطتهم أن يتم استهداف حوالى 70% من حسابات ومواقع وتطبيقات الجماعة الإرهابية على الإنترنت خلال يوم 11 ديسمبر، وأكد الهاكرز على ضرورة أن نثبت لهم أننا يد واحدة ولا نخاف منهم أو نخشى هجماتهم لأننا يد واحدة وأقوى بكثير مما يعتقدون، وقريبا سيشهد العالم على نهاية داعش على الإنترنت. وتعد فكرة محاربة داعش إلكترونيًا ليس بالأمر الجديد، ولكن تم الإعلان عنها في وقت سابق في شهر اكتوبر من العام الماضي ، حين كشفت الولاياتالمتحدة عن خطة للتحالف المعلوماتي مع الدول الغربية والإسلامية لتنسيق الجهود من أجل مواجهة تنظيم داعش عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل مواجهة تجنيدهم المقاتلين الأجانب بشكل فعال. وكان ذلك في ختام اجتماع في الكويت حضره ممثلون عن البحرين وبريطانيا ومصر وفرنسا والعراق والأردن ولبنان وسلطنة عمان وقطر والسعودية والإمارات. وأيضا، في خلال شهر مارس الماضي، أعلن الأزهر الشريف عن إستعداده لإطلاق مركز إلكتروني لرصد ما يبثه تنظيم "داعش" الإرهابي والرد عليه بنفس السلاح، حيث سيواجه رسائل وأفكاراً موجهة إلى الشباب والرد عليها، بنفس اللغة التي نُشرت بها، من خلال تزويده بكافة الأجهزة والباحثين. وفي هذا السياق، اعتبر صبرة القاسمي، منسق الجبهة الوسطية لمواجهة الفكر التكفيري، في تصريح خاص ل "بوابة الوفد" أن فكرة الاتجاه لمحاربة تنظيم داعش إلكترونيًا خطوة محمودة وجيدة للغاية، مشيرًا إلى أنه كان لابد من التوجه لهذا النهج منذ وقت مبكر. وأضح أن أهمية هذه الخطوة، تكمن في استيلاء داعش في الوقت الحالى الفضاء الالكتروني، وقدرته على مخاطبة جميع الفئات العمرية من الشباب والشيوخ ومحاولة تجنيدهم. وتابع القاسمي إن الفائدة من اختراق حسابات التنظيم على مواقع الإنترنت هي الوقوف على الخلفية والمنطق التي تسير من خلاله داعش، وفيما يفكر وبماذا يخاطبون الشباب، وهو الأمر الذي يساعد في تقليل خطورتها وإرهابها، وحماية الشباب من أفكاره العدائية والتكفيرية.