لطالما انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، إسرائيل حتى قبل أن يتولى رئاسة الحزب الحاكم في تركيا في 2003. وتضيف صحيفة نيوزويك الأمريكية أن أردوغان صار بطلا في العالم العربي عندما انتقد بشدة الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أثناء قمة منتدى دافوس العالمي وقال له "أنتم تعرفون كيف تقتلون." لكن نقده اللاذع قد وصل مرحلة كبيرة الأسبوع الماضي عندما رد على إسرائيل ورفضها الاعتذار عما سببته من قتل تسعة أتراك في أسطول غزة فقال إنها تتصرف بوحشية وتتصرف كطفل فاسد مدلل ووعد برفع دعوى ضد إسرائيل لدى محكمة العدل الدولية وأقسم أن كل شحنات المساعدة التركية لغزة سوف تصحبها قوات بحرية لحمايتها. والفكرة كما تقول نيوزويك ليست أنه يرد بهذا الرد اللاذع على إسرائيل بسبب مقتل تسعة أتراك بل إن بيت القصيد هو أن الربيع العربي وحرب العراق قد ولدا فراغا قرر أردوغان أن يملأه بجعل تركيا قوة إقليمية. فقد قام بتحويل تركيا في العقد الأخير وحقق لها فائضا اقتصاديا مذهلا واستطاع تحييد الجيش وإضعافه وإبعاده عن التحكم في الأمور السياسية. وقد صور أردوغان نفسه بعد فوزه بفترة ثالثة بأنه المنقذ العثماني الجديد. وقد مدح حماس بأنهم المقاتلون المقاومون الذين يناضلون دفاعا عن أرضهم واعتبر حصار غزة جريمة ضد الإنسانية. ويراه كثيرون من الإسرائيليين باعتباره عدو بلدهم اللدود. وفي برقية من سفير إسرائيل في تركيا جابي ليفي وصف ليفي أردوجان بأنه أصولي يكره إسرائيل بدافع ديني. والحقيقة كما تقول نيوزويك إن أردوغان ليس كذلك بالضبط بدليل أنه جلس من الأقليات الدينية التركية ومنهم الحاخام الأكبر في تركيا ووعد اليهود والمسيحيين برد الأوقاف التي صادرتها الحكومة التركية إليهم مرة ثانية. ورغم أن أردوغان في الماضي كان يصف أحمدي نجاد بأنه "صديق جيد" ورفض مؤخرا عقوبات جديدة من المم المتحدة ضد برنامج طهران النووي لكن الخاتمة أكدت أن أردوغان انحاز للغرب وليس لإيران بدليل نشر الرادارات المضادة للصواريخ على الحدود التركية الإيرانية. ورغم سياسة تصفير المشكلات التي انتهجها أحمد داود أوغلو وزير خارجية تركيا وتمثلت في بناء الثقة مع الأرمينيين وإلغاء التأشيرات بين تركيا وسوريا وعقود بناء مطارات مع جورجيا وتبادلات ثقافية مع اليونان إلا أن الطائرات التركية قد قتلت ما لا يقل عن 160 شخصا في قصفها لمواقع الانفصاليين الأكراد شمال العراق كما دعا أوغلو صراحة بشار الأسد إلى التنحي وقرر أرودغان عبور غزة قاصدا بهذا أن يغضب إسرائيل وأن يتحداها. رابط الموضوع الأصلي: http://www.thedailybeast.com/newsweek/2011/09/11/why-israel-fears-the-regional-ambitions-of-turkey-s-p-m-erdogan.html