نفت إسرائيل الجمعة اعتذار الرئيس شيمون بيريز لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي انسحب غاضبا من قاعة نقاش حول غزة في دافوس، في الوقت الذي استقبل فيه أردوغان استقبال الأبطال لدى وصوله إلى اسطنبول. وقالت الناطقة باسم الرئاسة الإسرائيلية ايلين فريش لوكالة فرانس برس ان "هذا الادعاء لا أساس له بتاتا"، إلا انها أكدت في المقابل أن بيريز اتصل باردوغان مشيرة إلى أن "المكالمة كانت ودية" بين المسئولين. وأوضحت الناطقة أن رئيس الوزراء التركي شدد خلال المكالمة ان ما قام به لم يكن موجها ضد بيريز بل رئيس جلسة النقاش، الذي منعه عن الكلام. كانت وكالة أنباء الأناضول التركية ذكرت ان بيريز قدم اعتذارا إلى رئيس الحكومة التركية الذي كان غادر قاعة نقاش حول النزاع في غزة في إطار منتدى دافوس الاقتصادي بعد مداخلة للرئيس الإسرائيلي. وفي مداخلة دفاعا بدافوس عن الهجوم على غزة سأل الرئيس الاسرائيلي اردوغان بصوت عال وملوحا بيده بعصبية باتجاهه ماذا ستكون ردة فعله لو ان الصواريخ تسقط كل ليلة على اسطنبول. وحاول أردوغان الرد على ما قاله بيريز الذي كان جالسا إلى جانبه حول الهجوم الإسرائيلي على غزة، لكن الصحفي الذي كان يدير حلقة النقاش قاطعه باستمرار ليقول له ان النقاش انتهى، فما كان منه إلا ان انسحب من من المنتدى غاضبا. وقال رئيس الوزراء التركي خلال مؤتمر صحفي عقده في وقت لاحق مع كلاوس شواب مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي إن تصرفاته ناتجة عن الأسلوب الذي اتبعه ديفيد إجناتيوس من صحيفة (واشنطن بوست) في إدارة الحوار. وانتقد أردوغان اللهجة التي استخدمها الرئيس الإسرائيلي، وقال بحسب وكالة أنباء الأناضول إن "الرئيس بيريز لا يتوجه إلى زعيم قبيلة، عليه أن يتعلم كيفية التحدث مع رئيس وزراء تركيا". وأوضح رئيس الوزراء التركي أن بيريز حصل على 25 دقيقة للحديث، وهو ما يزيد عن ضعف الوقت الذي منح له وللامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي تعرض للمقاطعة أيضا من قبل مدير الحوار عقب 12 دقيقة. استقبال حافل لاردوغان في غضون ذلك، احتشد الآلاف من الأتراك في مطار أتاتورك بمدينة اسطنبول في وقت مبكر من صباح الجمعة لاستقبال أردوغان. وحمل المحتشدون الأتراك الأعلام التركية والفلسطينية ولوحوا بلافتات كتب عليها "مرحبا بعودة المنتصر في دافوس" مرددين الشعارات المعادية لإسرائيل. وردد المتظاهرون شعارات تندد باسرائيل وبهجومها على قطاع غزة وهتفوا "اننا نفتخر بك" مقاومين البرد القارس فجر الجمعة في مطار اسطنبول. وانتقد أردوغان الهجوم الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة واستمر 22 يوما، إلى درجة اتهمته بعض الصحافة التركية والمعارضة بأنه يؤيد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تعتبرها الدول الغربية "منظمة إرهابية". من جانبها، رحبت حركة حماس بموقف اردوغان. واصفة انسحاب رئيس الوزراء التركي من قاعة الاجتماع "بالانتصار لضحايا مدرسة الفاخورة ولالاف الجرحى والشهداء وضحايا هذه " المحرقة الصهيونية" وانتصارا لعدالة القضية الفلسطينية. (وكالات)