احتشد آلاف الأتراك فى مطار «أتاتورك» الدولى بمدينة إسطنبول فى وقت مبكر صباح أمس لاستقبال رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان، وزوجته السيدة أمينة أردوجان، بعد انسحابه غاضبا من المنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس، بعد سجال ساخن مع الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز حول ما جرى فى قطاع غزة. وحمل المحتشدون الأتراك الأعلام التركية والفلسطينية، ولوحوا بلافتات كتب عليها «مرحبا بعودة المنتصر فى دافوس»، فى حين هتف آخرون «تركيا معك» و»تركيا تفخر بك»، ورفع البعض لافتات تصف أردوجان بأنه «زعيم عالمى جديد»، مرددين شعارات معادية لإسرائيل. وكان على رأس المستقبلين لأردوجان رئيس بلدية أسطنبول قدير توباش، والمرشح للمنصب نفسه أيضا فى الانتخابات المحلية فى 29 مارس المقبل، ومددت بلدية اسطنبول فترة عملها بكامل موظفيها، وخصصت حافلات مجانية لنقل آلاف المواطنين إلى المطار بعد أن لاحظت خروجهم بالآلاف لاستقباله، كما غطى القرنفل الأحمر الطريق الذى سلكه رئيس الوزراء من المطار إلى منزله فى حى أوسكدار، واحتشد الآلاف على جانبى الطريق لتحية رئيس وزرائهم الذى بهرهم بموقفه الشجاع فى دافوس. وأكد أردوجان فى خطاب ألقاه أمام المواطنين أمام المطار أن منصبه كرئيس لوزراء الجمهورية التركية يحتم عليه الدفاع عن كرامة بلده، وأضاف «أنا لست دبلوماسيا متقاعدا.. ولا أتحدث فى بعض الأحيان كما يتحدث الدبلوماسيون المتقاعدون لأننى وصلت لهذا المنصب من أعماق السياسة، والبعض لا يزال غير مدرك لقوة تركيا، لكننا لا نعمل على ضوء ما يقوله الآخرون، وسنستمر فى موقفنا بالدفاع عن تركيا، وهذا ما يليق بشعبها «. وأضاف أردوجان «كان من العيب أن يصفق الحاضرون لكلمات بيريز بعد أن فقد المئات من الأطفال فى غزة حياتهم على أيدى الإسرائيليين، كما أننى لست رئيس قبيلة حتى يقاطعنى بيريز ويتعامل معى منظمو الجلسة بهذا الشكل فأنا رئيس وزراء الجمهورية التركية». وأشار إلى أن الرئيس الإسرائيلى استخدم عبارات لا تليق بعمره أو منصبه وحاول تبرير العدوان على غزة بكلام يخالف الحقيقة، لكن التاريخ يرفض هذه الأكاذيب، ونحن نعرف جميع الحقائق». وكان أردوجان انسحب غاضبا خلال كلمة بيريز، التى دافع فيه عن العملية العسكرية الإسرائيلية فى قطاع غزة، وقال أردوجان وهو ينصرف «تعلم جيدا كيف تقتل الأطفال.. بالنسبة لي.. مؤتمر دافوس انتهى». وصافح الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أردوجان أثناء خروجه، عابرا كلا من بيريز والأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، وبعد خروجه من القاعة، قال أردوجان للصحفيين «لم يسمحوا لى بالحديث»، موضحا أن بيريز حصل على 25 دقيقة للحديث، وهو ما يزيد عن ضعف الوقت الذى منح له ولموسى، الذى تعرض أيضا للمقاطعة من قبل مدير الحوار بعد 12 دقيقة. وأشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالموقف «الشجاع» لأردوجان، معتبرة أن انسحابه من قاعة الاجتماع «انتصار لضحايا مدرسة الفاخورة»، التى استشهد فيها 45 فلسطينيا، وقال المتحدث فوزى برهوم إن «المواقف التركية النبيلة.. أبدت تضامنا حقيقيا وفاعلا مع أهلنا وشعبنا». ومن جانبها،نفت الرئاسة الإسرائيلية نفيا قاطعا أن يكون بيريز قدم أى اعتذارات لرئيس الوزراء التركي، وقالت الناطقة باسم الرئاسة إيلين فريش إن «هذا الادعاء لا أساس له بتاتا»، وأكدت فى المقابل أن بيريز اتصل بأردوجان مشيرة إلى أن «المكالمة كانت ودية» بين المسؤولين. وأوضحت الناطقة «خلال المكالمة شدد أردوجان على أن ما قام به لم يكن موجها ضد بيريز بل لرئيس جلسة النقاش» الذى منعه عن الكلام، وكانت وكالة أنباء الأناضول قد ذكرت أن بيريز قدم اعتذار لأردوجان فى مكالمة هاتفية بعد المشادة التى حدثت بينهما فى دافوس.