التنظيم والإدارة ينتهي من عقد الامتحانات الإلكترونية للمتقدمين لوظيفة مدير عام بمصلحة الضرائب    البرازيل والولايات المتحدة تتفقان على إيجاد حل لأزمة الرسوم الجمركية    مصرع شاب وإصابة آخر في حادث تصادم دراجة نارية بالقليوبية    قوات الدعم السريع السودانية تعلن سيطرتها الكاملة على مدينة الفاشر    شعبة السيارات: الوكلاء يدفعون ثمن المبالغة في الأسعار.. والانخفاضات وصلت إلى 350 ألف جنيه    «أحكموا غلق النوافذ ليلا».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم: الصغرى تُسجل 10 مئوية    بسبب خناقه مخدرات.. تحقيق عاجل مع سيدة قتلت نجلها ببولاق الدكرور    أول أيام الصيام فلكيًا.. متى يبدأ شهر رمضان 2026؟    هل الذهب المشترى من مصروف البيت ملك الزوجة؟.. أمين الفتوى يجيب    عاد إليها بعد إصابتها بالسرطان.. الفنان ياسر فرج يروي تفاصيل ابتعاده 5 سنوات لرعاية زوجته الراحلة    فريدة سيف النصر تعلن عن يوم ثانٍ لاستقبال عزاء شقيقها    لافروف: الدعوات الحالية لوقف إطلاق النار في أوكرانيا هي محاولة لكسب الوقت    مباريات اليوم الإثنين بمجموعتي الصعيد بدوري القسم الثاني «ب»    «معرفش بكره في إيه».. عبدالحفيظ يكشف رأيه بشأن التعاون مع الزمالك وبيراميدز في الصفقات    عيار 21 الآن بعد الارتفاع.. سعر الذهب اليوم الإثنين 27-10-2025 بالصاغة محليًا وعالميًا    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 27 أكتوبر    مصرع شخص سقط من الطابق الرابع بمنطقة التجمع    «الداخلية» تضبط «دجال» بتهمة النصب على المواطنين في الإسكندرية    بسملة علوان ابنة القليوبية تحصد المركز الثاني ببطولة الجمهورية للكاراتيه    رئيس هيئة المتحف المصري الكبير: قناع توت عنخ آمون يبعث رهبة واحترامًا للحضارة المصرية    «الموسيقى العربية» يسدل الستار على دورته ال 33    عمرو سلامة يشيد ب محمد صبحي: «أفلامه ذكية وممتعة وتستحق إعادة الاكتشاف»    "ديلي تلجراف": لندن تبحث إقامة شراكة نووية مع ألمانيا تحسبًا لتراجع الدعم الأمني الأمريكي    دبابة إسرائيلية تطلق النار على قوات اليونيفيل جنوب لبنان    فنزويلا: اعتقال مرتزقة مرتبطين بالاستخبارات الأمريكية فى ترينيداد وتوباغو    وصفة «الميني دوناتس» المثالية لأطفالك في المدرسة    انقلاب سيارة الفنان علي رؤوف صاحب تريند "أنا بشحت بالجيتار" (صور)    لاتسيو يقهر يوفنتوس.. وتعادل مثير بين فيورنتينا وبولونيا في الدوري الإيطالي    عبد الحفيظ: لا أميل لضم لاعب من الزمالك أو بيراميدز إلا إذا..!    الداخلية تضبط شخصين استغلا مشاجرة بين عائلتين بالمنيا لإثارة الفتنة    وكيله: سيف الجزيري لم يتقدم بشكوى ضد الزمالك    التوقيت الشتوي،.. نظام يساعد الأطباء على تحسين جودة الخدمة الطبية وتوازن الحياة العملية    أمين عام حزب الله يتحدث عن إمكانية اندلاع حرب جديدة مع إسرائيل    الطب الشرعي يحسم الجدل: «قاتل المنشار» بكامل قواه العقلية    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 27 أكتوبر 2025 في القاهرة والمحافظات    سعر الدولار اليوم الاثنين 27102025 بمحافظة الشرقية    وفاة طفلين خلال حريق عقار في أبو النمرس.. تفاصيل    اسعار الحديد فى الشرقية اليوم الأثنين 27102025    النجم الساحلي يودع الكونفيدرالية ويبتعد عن طريق الزمالك والمصري    مصدر مقرب من علي ماهر ل في الجول: المدرب تلقى عرضا من الاتحاد الليبي    بهدف قاتل ومباغت.. التأمين الإثيوبي يفرض التعادل على بيراميدز بالدور التمهيدي من دوري الأبطال    "البلتاجي "على كرسي متحرك بمعتقل بدر 3 ..سر عداء السفاح السيسى لأيقونة يناير وفارس " رابعة"؟    عمرو أديب: موقع مصر كان وبالا عليها على مدى التاريخ.. اليونان عندها عمودين وبتجذب 35 مليون سائح    ريهام عبد الغفور تطرح بوستر مسلسلها الجديد «سنجل ماذر فاذر»    أنظمة الدفاع الروسية تتصدى لهجمات بطائرات مسيرة استهدفت موسكو    «عائلات تحت القبة».. مقاعد برلمانية ب«الوراثة»    مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 27-10-2025 في الشرقية    سعر التفاح والبطيخ والفاكهة في الأسواق اليوم الاثنين 27 أكتوبر 2025    أسعار طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الاثنين 27 أكتوبر 2025    احذري، كثرة تناول طفلك للمقرمشات تدمر صحته    نمط حياة صحي يقلل خطر سرطان الغدة الدرقية    الزبادي اليوناني.. سر العافية في وجبة يومية    الجمع بين المرتب والمعاش.. التعليم تكشف ضوابط استمرار المعلمين بعد التقاعد    صحة القليوبية: خروج جميع مصابى حادث انقلاب سيارة بطالبات في كفر شكر    شيخ الأزهر: لا سلام في الشرق الأوسط دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس    حماية المستهلك: ضبطنا مؤخرا أكثر من 3200 قضية متنوعة بمجال الغش التجاري    الحسابات الفلكية تكشف موعد بداية شهر رمضان 2026    كنز من كنوز الجنة.. خالد الجندي يفسر جملة "حول ولا قوة إلا بالله"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أشرف حربى:"30 يونية" حطمت المخططات الطائفية وأغلقت باب تفكيك المنطقة
نشر في الوفد يوم 22 - 11 - 2015

تتنوع جولات الرئيس عبدالفتاح السيسى ما بين زيارات أوروبية وأفريقية وآسيوية بعدما استطاع «السيسى» بسياسته المتوازنة إعادة مصر إلى مكانتها الدولية والإقليمية.. وفى حوار ل«الوفد» قال السفير أشرف حربى، مستشار مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية والأمنية، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، كان الرئيس عبدالفتاح السيسى ضيف الشرف الرئيسى فى حوار المنامة خلال جولة الرئيس الخليجية التى بحثت الملفات السورية والليبية واليمنية والاتفاق النووى الإيرانى وهو ما يؤكد مكانة مصر الإقليمية. وأكد سفير مصر السابق فى البحرين دعم ومساندة مصر لدولة البحرين الشقيقة فى الحفاظ على أمنها واستقرارها ضد التهديدات الإيرانية، قائلاً إن استراتيجية إيران الطائفية تريد وضع جذور وبناء صروح فى دول المنطقة على غرار حزب الله فى لبنان، ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن الاستراتيجيات الغربية تضغط بملف الإسلام السياسى على الحكومات والقوى الوطنية فى الدول العربية، مشيراً إلى أن المخططات الطائفية تحطمت على صخرة 30 يونية، والتى قصمت ظهر التدخل الأجنبى نحو أسلمة المنطقة، مشيراً إلى أن حياة المصرى وكرامته لا تقبل المساس فى الخارج وأن القيادة السياسية تتابع الحوادث الفردية التى تعرض لها بعض المصريين.. وإلى نص الحوار..
كيف تابعت جولة الرئيس التى بدأها بزيارته للإمارات مروراً بالهند ثم اختتمها بالمملكة البحرينية؟
- كانت جولة ناجحة خاصة الزيارتين للإمارات والبحرين وبينهما زيارة الهند التى كانت لحضور القمة الهندية الأفريقية الخاص بدعم العلاقات بين دول أفريقيا والهند كدولة من دول العالم الثالث، والتى لها دور هام فى التنمية على المستوى الإقليمى والدولى خاصة أن لمصر علاقات تاريخية ومتميزة مع الهند لأنهما من مؤسسى حركة الانحياز، ناهيك عن التنسيق الخاص بالشئون الخاصة بالمنطقة خاصة الشرق الأوسط، وفيما يخص اجتماعات مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأيضاً على مستوى التنمية الخاصة بدول العالم الثالث.
وما نتائج هذه الزيارة؟
- نتائج الزيارة كانت مدرجة فى البيان الختامى لأعمال المنتدى بالإضافة إلى أن هناك لقاءات تمت مع قيادات الهند على مستوى الرئاسة ورئاسة الوزراء وعدد من البرلمانيين والقوى الوطنية ورجال الأعمال الذين لهم استثمارات ضخمة فى مصر، وكان الهدف الرئيسى فى اللقاءات الهامشية التأكيد على أن مصر البوابة التى تفتح للهند الطريق إلى الدول الأفريقية.
وماذا عن الجولة الخليجية؟
- جولة الرئيس الخليجية كانت مهمة بالنسبة لتطورات الأوضاع فى المنطقة والتنسيق الذى تهتم به القيادة المصرية بالنسبة للتشاور مع دولة الإمارات والبحرين حول المسألة السورية والأزمة اليمنية والوضع فى ليبيا هذا بخلاف القضية الأساسية التى تهم العالم العربى وهى القضية الفلسطينية وتطورات الأوضاع فى الشرق الأوسط وخاصة فيما يخص العلاقات مع إسرائيل، وهذه القضايا حظيت باهتمام كبير من الجانب المصرى والبحرينى.
وماذا عن تطورات الأوضاع حول المفاوضات الإيرانية الخاصة بالملف النووى؟
- بالطبع هناك تداعيات كبيرة جداً والعديد من التحليلات والتوقعات السياسية بالنسبة للوضع الأمنى والاستراتيجى فى المنطقة بعد الاتفاق النووى الإيرانى مع مجموعة (5 + 1) ولا شك يوجد تنسيق حول هذا الموضوع يهدف إلى وضع استراتيجية فى كيفية التعامل مع هذا الاتفاق وأثره على المستويين القريب والبعيد فى المنطقة.
أفضل النتائج
وماذا عن الملفات الاقتصادية؟
- بالطبع القضايا الاقتصادية كانت على جدول الأعمال ولها أولويات ركز عليها الرئيس خلال اللقاءات مع الجانبين الإماراتى والبحرينى خاصة بما يعود على شعوب الدول والمستثمرين فيها بأفضل النتائج خاصة فيما يتعلق بالمشروعات القومية التى أنجزتها مصر بعد مشروع قناة السويس الجديدة، واستزراع المليون ونصف المليون فدان ومشاريع شرق التفريعة وتنمية الصعيد، ،والتى كانت من أولويات الرئيس التى تحدث عنها مع الجانب الإماراتى.
وما أسس العلاقات المتميزة بين مصر والبحرين؟
- بناء على هذه العلاقات المتميزة جاءت الزيارة للتأكيد على مساندة مصر للبحرين الشقيق والحفاظ على أمنه واستقراره، لما يتعرض له من تهديدات وتدخلات إيرانية فى الشأن الداخلى للبحرين، ولهذا جاء حوار «المنامة» على أعلى مستوى، وكان لمصر الشرف فى أن يكون الرئيس عبدالفتاح السيسى هو ضيف الشرف الرئيسى على هذا الحوار، وكانت كلمته موجهة إلى العالم فى توضيح وجهة النظر المصرية بالنسبة لأمن المنطقة واستقرارها وبالنسبة للمشكلات الخاصة بالإرهاب والتطرف.
التطرف والإرهاب
وما التحليل السياسى المصرى والحلول لهذه الأزمات؟
- أكد الرئيس كيفية وضع استراتيجية دولية أو إقليمية بالنسبة لما تواجهه المنطقة من خلافات خاصة وما تواجهه المنطقة من تهديدات أمنية وقيام بعض التكتلات المتطرفة، وملف الإسلام السياسى إلى جانب توجيه الرئيس إلى نقاط مهمة خاصة بالدول التى تدعم الإرهاب، وحلل الوضع فى المنطقة من كافة جوانبه، بأن أمن واستقرار المنطقة يقوم على استراتيجية موحدة دولية وإقليمية حتى تكون تحت المظلة الرئيسية، وتحديد الهدف الرئيسى لكل دولة فى المرحلة المقبلة حتى نتجنب عمليات التقسيم وزيادة التطرف والإرهاب الذى يهدد أمن ورفاهية شعوب المنطقة.
ما الذى يعزز من مستوى التعاون الاستراتيجى بين مصر والبحرين؟
- هناك علاقات تاريخية بين الدولتين، ومصر كان لها دور كبير فى التعليم وبناء البحرين الحديثة واستمرت هذه العلاقة منذ القرن الماضى وحتى الآن من خلال الجالية المصرية التى ساهمت فى نهضة البحرين خاصة على مستوى أساتذة الجامعات والمستشارين القانونيين ودعم برامج التنمية التى ترعاها الحكومة البحرينية، مما جعل البحرين من الدول التى لها سمعة دولية فى العديد من المجالات خاصة مجال حقوق الإنسان بالرغم من وجود ضغوط على هذه الدولة خاصة فيما يتعلق بالملف الطائفى والتهديد الإيرانى الذى تساهم فيه مصر بالمساندة والمساعدة والتشاور حول مواجهة هذه التحديات التى تواجه الدولة الشقيقة.
ما تحديات الأمن فى الخليج؟
- تحديات الأمن الخليجى تتركز فى التهديد الإيرانى المباشر وغير المباشر لدول مجلس التعاون الخليجى والمنطقة بصفة عامة، لأن إيران استطاعت منذ الثورة الخومينية أن يكون لها دور وسيطرة فى بعض الدول مثل العراق وسوريا ولبنان، ولا شك أن هذا الأمر لا يبشر بالخير أبداً فى المرحلة المقبلة، خاصة أن السياسة الخارجية الإيرانية لا تهدف إلى المشاركة فى التنمية أو دعم أمن واستقرار المنطقة على حساب الهدف الرئيسى للدولة الإيرانية وهو أن تكون لها السيطرة بدور إقليمى أو أن تكون دولة إقليمية ضاغطة على دول الخليج وتستخدم فى ذلك مختلف الأساليب والسبل نحو دعم الجماعات التى تمولها سواء كانت جماعات تقوم على أسس عرقية وطائفية وهذا ما نراه فى العراق ولبنان بصفة خاصة.
الجماعات والطوائف
ما كيفية التعامل مع التهديد الطائفى فى الخليج؟
- يجب أن يوجد أسلوب استراتيجى لدول مجلس التعاون الخليجى فى مواجهة هذا التطرف ومعالجته وبالتالى تحييد الضغط الإيرانى على هذه الدول من خلال الجماعات والطوائف التى تدعمها بكل وسائل الدعم العينى والمادى وبالتدريب أو التشيع.
وما تحديات الأمن العربى؟
- إن المنطقة العربية بها صراعات داخلية والذى يغذى هذه الصراعات معروف للجميع أن هناك قوة خارجية تسعى إلى تقسيم المنطقة حتى تظل غير مستقرة ليسهل السيطرة عليها ولامتصاص كافة مواردها وأهمها الموارد النفطية التى تتمتع بها المنطقة ولا شك أن الاستراتيجية الغربية وخاصة الاستراتيجية الأمريكية ودائماً تلعب على ملف الإسلام السياسى وتعتقد أن هذا الملف هو الذى تستطيع أن تضغط به على الحكومات والقوى الوطنية فى دول الشرق الأوسط، وهذا هو التهديد الرئيسى والخطير الذى يواجه المنطقة العربية من جانب القوى الخارجية، ناهيك عن التعنت الإسرائيلى تجاه المشكلة الفلسطينية والعراقيل التى تضعها فى سبيل التسوية السلمية لعدم قيام الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية.
لماذا قال الرئيس خلال كلمته فى المنامة إن بعض الدول تسعى إلى توسيع نفوذها على حساب مفهوم الدولة بالمنطقة العربية؟
- بالطبع إيران وتركيا يسعيان إلى أن يكون لهما نفوذ وهيمنة وسيطرة على الشرق الأوسط فى الفترة المقبلة، خاصة فى حل الأزمات الإقليمية، ونجحت إيران فى أن يكون لها مقعد فى حل الأزمة السورية بناء على دعوة أمريكية، وتركيا لها دور بخلاف أنها دولة من دول حلف «الناتو» إلا أنهم وضعوها فى الاعتبار بالنسبة للأزمة السورية.
لماذا لم يتم استدعاء مصر فى مؤتمر المنامة الأول لأزمة سوريا ثم تم استدعاؤها مع كثير من الدول الأخرى؟
- لا شك أن التطورات الأخيرة من الجانب الأوروبى والأمريكى والروسى ومعالجة الأزمة سياسياً كان لابد من العودة إلى مصر، لأنه بدون مصر فى أى حل أو تسوية سياسية فى الشرق الأوسط لن يكلل بالنجاح، والدور المصرى مهم جداً لما لها من خبرة فى جميع ملفات المنطقة ولها علاقات مع كافة الأطياف، ولكن لا شك أن الجانب الروسى يرى أهمية وجود مصر فى حل الأزمات والمشكلات فى هذه المرحلة من خلال مساهمتها ورؤيتها الثاقبة حتى لو اختلف عليها بعض الدول على المستوى الإقليمى إلا أن العالم يعرف أن مصر لها دور تاريخى مستنداً إلى مؤسساتها بما يجعلها قادرة على الوجود والتأثير.
هذا ليس جديداً على مصر والمفترض أنه معلوم للعالم فلماذا كان الاستبعاد الأول؟
- لا شك أن الفترة الأخيرة كان هناك بعض التراجع فى الدور المصرى هذا ما ضغط به الجانب الأمريكى وبعض الدول الشقيقة التى تريد منافسة مصر فى دورها وأيضاً تركيا وإيران لأن مصر قوة إقليمية كبرى وبدونها سيكون من الصعوبة أن يوجد حل لأى أزمة فى المنطقة.
المنظمات الإرهابية
وكيف طرح الملف الليبى بمشاكله المتطرفة الإرهابية التى أصبحت على الأراضى الليبية؟
- بالطبع الملف الليبى كان على قائمة المباحثات سواء مع الإمارات أو البحرين لأن الأمن المصرى والعربى يهمه أن يكون هناك استقرار وحل سياسى للأزمة فى ليبيا، خاصة أنها أصبحت قاعدة للمنظمات المتطرفة الإرهابية لتنظيم القاعدة وداعش وغيرها من التنظيمات التكفيرية التى تسعى لأن تتمركز فى ليبيا ثم تنطلق منها إلى دول المنطقة، وحتى إلى الدول الأوروبية، وهذا الملف كان من الملفات المهمة التى ناقشها الرئيس فى مباحثاته مع أشقائه فى الإمارات والبحرين، وأعتقد أن هناك التقاء فى وجهات النظر بين مصر ودول مجلس التعاون الخليجى بالنسبة للأزمة فى ليبيا.
ولهذا طرح الرئيس فكرة التعاون حول منظومة أمن جماعى لانطلاق عجلة التنمية؟
- دون شك الرئيس حدد الأزمة ووضع حلاً لها فى خطابه بالهند وأيضاً من خلال تصريحاته الصحفية فى الإمارات والبحرين، وركز على أن حل أزمة الإرهاب والتحديات الأمنية التى تواجه المنطقة لابد أن تكون من خلال منظومة متكاملة، والحل لابد أن يكون من جذورها بتنمية القدرات العملية والتعليمية والثقافية من بداية النشأة، ومن خلال وسائل الإعلام ومراكز الدراسات، وأن يكون الحل السياسى لمشكلة الإرهاب لمنع تطوره وتداعياته وما ينجم عنه من مشكلات، بوجود دراسات وخطط عمل مشتركة على المستوى الدولى وبين دول الجوار حتى نستطيع القضاء على هذه الظاهرة التى تفشت على مختلف الملفات، مثل الإسلام السياسى أو التطرف على أساس عرقى أو طائفى، وأيضاً التعامل مع الإرهاب الجنائى وكل هذه المثالب لابد من إيقافها حتى لا تصبح المنطقة مصدرة للإرهاب، بعد أن تم تكوين مجموعات مختلفة التوجهات وأصبحت منتشرة فى دول المنطقة، وفى كل أزمة كان الرئيس يتعرض لها ركز على حل المشكلة من جذورها خاصة مشكلة الإرهاب التى يجب أن يواجه بكافة أنواعه والتطرف بكافة أشكاله.
ما الأجندات الخارجية التى يتم الضغط بها فى المنطقة والخليج؟
- أولها الأجندة الإيرانية معروفة للجميع بأنها تسعى لأن تكون قوة إقليمية فاعلة ومؤثرة وأن يكون لها دور إقليمى فى الشرق الأوسط وجنوب آسيا وبالطبع إيران تمارس هذه الاستراتيجيات من منطلق طائفى، وليس بالتوجه الدعوى فقط لأنها تريد أن تشيع المنطقة ويكون لها جذور فى دول المنطقة، كما نجحت فى لبنان من خلال حزب الله، ونجحت فى العراق من أن تكون حكومتها ذات توجه طائفى، وإيران تساند القيادة السورية على أساس طائفى أكثر منه على أساس تعاون وتنمية للشعب السورى.. وتركيا لها أجندة أخرى لأنها تبحث عن قاعدة دينية وهى الدعوة عن طريق جماعة الإخوان بهدف تكوين إمبراطورية عثمانية أخرى مبنية على الدعوة الإسلامية المتطرفة بجماعة الإخوان.
أيهما أكثر خطورة؟
- لا شك أن الاستراتيجية التركية قد تكون أقل تأثيراً عندما يتم مقارنتها بالتوجه الاستراتيجى الإيرانى لأن إيران لديها مصادر كثيرة جداً للقوة والسيطرة مثل القوة العسكرية والقوة الاقتصادية والقوة الدينية فى أتباعها، ناهيك عن الجوار الجغرافى لدول الخليج وتركيا لا تتمتع بهذه الميزة لأن جهودها فى الدعم الدعوى الاستراتيجى بإحياء الإمبراطورية العثمانية ولن تنجح فى هذا.
هل هذه الأجندات بالطبع تجد الدعم من الخارج؟
- هذا حقيقى لأنهم يلعبون مع الجانب الأمريكى فى دعم توجههم حيث إن الهدف واحد وهو تقسيم دول الشرق الأوسط إلى دويلات وذلك بخلق نزاعات دائمة تحقق لها السيطرة ويكون لها اليد العليا فى مصير ومستقبل المنطقة العربية بصفة خاصة والشرق الأوسط بصفة عامة، ولا شك أن اللعب بورقة الإسلام السياسى والطائفية فى بعض الدول له تأثير وقد نجح فى بعضها، إلا أن الصخرة التى تحطمت عليها هذه المخططات والاستراتيجيات كانت 30 يونية التى قام الشعب المصرى واستطاعت أن تقصم ظهر التدخل الأجنبى أو التوجه الاستراتيجى الأمريكى نحو أسلمة المنطقة وأن يكون تيار الإسلام السياسى المتطرف هو المهيمن والمسيطر حيث كان معروفاً أن هناك تنسيقاً بين توجهات القيادات الإسلامية وبين الولايات المتحدة الأمريكية فيما يخص مستقبل المنطقة.
الصراعات والتحديات
صعوبة المشهد الإقليمى يتمثل فى كل ما قلته سيادتكم؟
- نعم.. لأن المنطقة فى صراعات وتحديات تتمثل فى تحدى التيار الإسلامى المتطرف، والتيار الآخر هو اللعب بورقة الطائفية والاثنية والعرقية، ووجود تحالفات جديدة فى المنطقة تتزعمها تركيا من طرف والطرف الآخر يتزعمه إيران، وأعتقد أن هذه الصراعات والأوراق والملفات والتوجهات هى التى توجه المنطقة فى الفترة الحالية، وإذا ما تمت تسويتها كما قال الرئيس «السيسى» سيعود الأمن والاستقرار إلى المنطقة وإذا لم تتم مواجهتها وتسويتها سيكون لها تأثير وتداعيات فى المنطقة وفى العالم أجمع.
ماالذى يمثله الخليج بالنسبة لمصر؟
- هو امتداد للأمن القومى المصرى ولا شك أن أى اهتزاز به سيؤثر على أمن واستقرار مصر والعكس صحيح، وبالتالى يوجد ترابط عضوى بين الخليج ومصر بالنسبة لملف الأمن القومى ثم إن منطقة الخليج واعدة وذات موارد كبيرة خاصة بالنسبة للموارد البترولية ودول صاعدة فيها عجلة التنمية الاقتصادية سريعة ومتلاحقة يشكل لمصر أهمية كبرى لأن هذه التنمية سيكون لمصر دور فيها لما لمصر من مدخر كبير فى الموارد البشرية والخبرات الفنية فى كافة المجالات، وعلى مستوى الجاليات المصرية فى الخليج لها مردود اقتصادى بالنسبة لمصر من خلال عائدات وتحويلات المصريين وهذا له تأثير على موارد الدخل القومى المصرى بالإضافة إلى تنمية الخليج لها جوانبها على التنمية الاقتصادية فى مصر لأنها سوق كبيرة جداً ويوجد مجالات للاستثمار فيها لما تتمتع به مصر من خدمات وموارد بشرية وأسواق إلى الدول الأفريقية وهذا سيزداد أهمية مع وجود قناة السويس كممر ملاحى مهم يربط بين الشرق والغرب ويعمل على توجيه الاستثمارات الخليجية فى مصر بشكل مثالى وصحيح لما تتمتع به مصر من أمن واستقرار سياسى وله تأثير على الاستثمارات الأجنبية فى أى دولة فى العالم وليس فى الخليج فقط.
كيف تتعامل مع بعض الحوادث التى تحدث للمصريين فى دول الخليج؟
- بالنسبة للتعامل مع مثل هذه الحوادث التى تهم كل مصرى يعمل فى الخارج أو يعيش فى الداخل لأن حياة المصرى وكرامته أصبحت لا تقبل المساس، ولهذا القيادة السياسية تتابع مثل هذه الحوادث وكذلك السيد رئيس الوزراء، ووزارة الخارجية من خلال سفاراتها تتابع أى حدث بكل عناية، وفى حدود العلاقات الطيبة التى تربط مصر بهذه الدول بما يسمح لكلا الجانبين مواجهة هذه الحوادث الفردية بما لا يؤثر على الجالية المصرية فى الخليج وبما يحفظ لهم حقهم وكرامتهم فى هذه الدول.. ونطالب بأن تكون هناك معالجة لهذه الحالات الفردية بالرجوع إلى السلطات التى تتعامل مع هذه الحوادث حتى يكون هناك وضوح لهذه الأزمة، ويوجد الملايين من المصريين يعملون ويتعاملون معاملة طيبة جداً فى دول العالم ومنها الخليج وهذه الحالات يجب أن تتعامل معها بكل ما يحمى مصر وكرامة المواطن وحقوقه فى هذه الدول بكل دقة.
ما الذى يعطل وجود سوق عربية مشتركة؟
- السوق العربية المشتركة موضوع قديم جديد وحتى نستطيع أن نصل إلى مفهوم السوق الاقتصادية يجب أن نراه أولاً من الزاوية السياسية فنجد تفاهماً وتلاقياً بين الدول وحكوماتها حول مفهوم السوق العربية المشتركة، ولا شك يوجد العديد من العوائق لقيام سوق عربية مشتركة سواء كان اختلافاً فى اقتصاديات الدول، أو اختلاف القوانين وأيضاً اختلافاً فى بعض التوجه السياسى فى بعض الأحيان، وكل هذه الاعتبارات يجب أن تحل أولاً مع وجود مفهوم مشترك بعيداً عن أى جانب من الجوانب التى تؤثر على إنشاء هذه السوق، وأن يكون الهدف بعيداً عن أى مصالح أو اعتبارات سياسية، وفى حالة تم تذليل هذه العوائق والصعوبات سنرى سوقاً عربية مشتركة مكللة بالنجاح لما للدول العربية من المعطيات والموارد والأسواق التى تجعلها أنجح فى السوق الأوروبية المشتركة.
على المنوال نفسه ما الذى أوقف وجود القوة العربية المشتركة؟
- القوة العربية المشتركة واجهت بعض الأزمات مثل تصاعد التطورات الميدانية فى ليبيا وسوريا واليمن ولا شك أن هذه العوامل لها تأثير أيضاً حيث إن معالجة هذه الأزمات بها بعض التقارب وبها بعض نقاط الخلاف بين الدول العربية مع أن هناك تحالفاً عربياً دولياً يقود الحرب فى اليمن وسوريا، ولكن إنشاء القوة العربية المشتركة يجب أن يكون تحت مظلة الجامعة العربية ولا اعتراف دولى حتى تكون قوة رادعة وقوة حفظ للسلام وقوة للتدخل السريع فى إطار منظومة عربية دولية حتى يكفل لها الشرعية الدولية عند قيامها بأى مهمة، وحتى لا يساء استخدامها أو يساء تفسير تدخلاتها بما يحفظ أمن واستقرار هذه الدول، ولابد لها من دراسات ومناقشات مستفيضة حتى تقوم على أساس نظام مبنى على قواعد تضمن نجاح هذه القوة العربية واستمرارها ولا تكون فقط فى إطار الأزمات.
ولماذا التباين فى وجهات النظر بين الدول العربية تجاه الأزمة السورية؟
- بالنسبة لمصر نحن لا نختلف حول الحل السياسى فى سوريا مع أى دولة فى العالم، ولكن المشاركة العسكرية فى الشأن السورى لا يمكن لمصر أن يكون لها أى دور عسكرى، إلا فى إطار الشرعية الدولية وفى دعم رغبات الشعب السورى لأمنه واستقراره وسلامة أراضيه فقط، وهذه ثوابت السياسة الخارجية المصرية وأهمها عدم التدخل فى شئون الدول الأخرى إلا فى إطار شرعية دولية، وبالتالى الخلاف فى معالجة الأزمة السورية ليس كبيراً بل يعتبر مجرد وجهات نظر متباعدة فى الحل السياسى لهذه الأزمة، وليس بالحل العسكرى ولهذا مصر تدعم الحل العسكرى والتشاور ومراعاة رغبة الشعب السورى بكافة أطيافه بالنسبة لمستقبله السياسى ومستقبل حكومته الشرعية.
بطاقة تعارف
السفير أشرف حربى
مساعد وزير الخارجية الأسبق
عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية
مستشار مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية
مدير النادى الدبلوماسى المصرى
سفير مصر الأسبق فى نيجيريا
سفير مصر الأسبق فى ألبانيا
سفير مصر السابق فى البحرين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.