وقع الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الخميس، على عقد إنشاء محطة نووية بمنطقة الضبعة مع الحكومة الروسية بحضور وزير الكهرباء والمالية. وجاء فى الاتفاق إنشاء المحطة ب4 مفاعلات تولد كل منها 1200ميجاوات من الطاقة وقال الدكتور محمد شاكر إنه تم اختيار أفضل تكنولوجيا إنشاء المحطات وأفضل معايير الأمان فى العالم. ورحب خبراء الطاقة بإنشاء محطة نووية على أرض مصر معتبرين أنها ستقضى على مشكلة الكهرباء وأنها ستعمل على جذب الاستثمارات وتنشيط الشياحة. استعرض الدكتور عزت عبدالعزيز رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق، مراحل تطوير المفاعلات النووية، مؤضحا أنها فى الخمسينات كان يطلق عليها الجيل الأول وتطورت فى السبعنيات للجيل الثانى وفى الثمانينات تطورت للجيل الثالث الأكثر أمان عالميًا، مضيفا أن مفاعلات الضبعة ستنشأ على تكنولوجيا الجيل الثالث. وأضاف عبد العزيز، أنه فى حالة وقوع حادث فى المفاعلات سيوقف نفسه ذاتيًا وهذا هو المقصود بأنها الأكثر أمان، مشيرا إلى أن إنشاء محطة الضبعة مهم جدًا لتوليد الكهرباء مستقبليًا. وأشار رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق، إلى أن مفاعلات الجيل الثالث أقل حجمًا من المفاعلات السابقة، لافتا إلى أن تكلفتها أقل أيضًا كاشفًا عن أنه من المفترض انتهاء المفاعل الأول فى فترة من 4-6 سنوات، مضيفا أن باقى المفاعلات ستأخد وقتًا أقل من المفاعل الأول لأنها مفاعلات أقل تعقيدًا. وأكد عبد العزيز، أن المحطة النووية ستعمل على توفير الطاقة الكهربائية فضلًا عن استخدام جزء من الطاقة فى إزالة ملوحة مياه البحر وهذا يعنى انتعاش الحياة فى منطقة الساحل الشمالى وبالتالى تنشيط السياحة والعمل على استصلاح الأراضى لزراعتها. وتابع، قائلًا" كل مايكون عندنا مفاعلات أكثر سيكون أفضل"، مؤكدا أن الطاقة تعد قاطرة التنمية لأى دولة فى العالم وبالتالى محطة الضبعة ستخدم محور قناة السويس فضلًا عن جذب الاستثمارات من هنا للقضاء على البطالة. واستطرد رئيس هيئة الطاقة الذرية، أن محطة الضبعة ستعمل على توفير فائض كبير من الطاقة وبالتالى هناك إمكانية لعمل شبكات مع الدول لتصدير الكهرباء. ولفت عبدالعزيز، إلى أن هذا المشروع كان مقرر البدء فيه خلال عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك في فترة الثمانينات لكن العقود لم توقع حينها، مؤكدًا أن الاتفاق وقتها كان لإنشاء 8 مفاعلات. وأضاف عبدالعزيز، أن مصر دخلت مع الهند فى الملف النووى خلال فترة الخمسينات لكن الاتفاقات لم تكتمل، مشيرا إلى أن الهند أصبح لديها الآن 20 مفاعلًا ودخلت فى مجال تصنيع المفاعلات بفضل تقدمها. وقدم عبدالعزيز ،الشكر للرئيس السيسى على توقيع هذا المشروع، مؤكدا أن هذا ينسب إليه باعتباره مشروع حلم به كل المصريين. فى سياق متصل رأى الدكتور إبراهيم العسيرى مستشار هيئة الطاقة النووية، أن مشروع الضبعة لا يقل أهمية عن مشروع قناة السويس،لافتًا إلى أن الطاقة النووية أقل تكلفة من مصادر الطاقة المتجددة من شمس ورياح. وأضاف العسيرى، أن تصنيع المفاعلات النووية فى الضبعة سيدخل به التصنيع المحلى بنسبة 20% للمرحلة الأولى و 35 % للمرحلة الثانية، مؤكدًا أن انشاء محطة نووية بمنطقة الضبعة يعد أول مشروع نووى فى مصر ودول شمال أفريقيا، معتبرًا أن هذا سيسهم فى تنشيط السياحة الداخلية كما هو الحال بالنسبة للسد العالى. وأوضح مستشار هيئة الطاقة النووية، أن مصر خسرت 250 ألف مليار دولار خلال ال35 عامًا الماضيين نتيجة توقف العقود التى كانت فى فترة الثمنينات، مؤكدا على أن المشروع سيعمل على جذب الاستثمارات. مصر محتاجة برنامج نووى خاصة أن هناك مناطق صحراوية تشغل مساحة كبيرة بحاجة لطاقة لإعمارها، قالها الدكتور جلال عثمان رئيس جمعية طاقة الرياح، مضيفًا أن فرنسا وكوريا تسابقوا من أجل الحصول على صفقة إنشاء محطة الضبعة. وأكد أن المتخصصين أشاروا إلى أن منطقة الضبعة ذات تربة مستقرة وليست مكان لحدوث الزلازل، فضلًا عن بعدها عن المناطق السكنية، جاء ذلك ردًا على سؤال لماذا تم اختيار منطقة الضبعة لتفيذ المشروع على أرضها.