أكد أمس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن حماية مواطنيه بالخارج، تأتي على قائمة أولوياته، ويشمل ذلك حماية الروس الذين يقيمون بليبيا، جاء ذلك خلال كلمة له أمام المؤتمر العالمي الخامس للمواطنين الروس المقيمين في الخارج المنعقد في موسكو. ونقلت صحيفة «إكسبرس البريطانية»، عنه قوله إنه «بلا شك سنحمي مصالح المواطنين الذين دفعتهم الظروف لعدم التواجد بروسيا، خاصة هؤلاء الذين يواجهون أزمات وظروفاً صعبة بدول مثل ليبيا وسوريا واليمن»، وأشارت الصحيفة إلى أن «بوتين» يلمح بتدخل عسكري لحماية مواطنيه، مشيرة إلى أن تصريحات «بوتين»، هي التحذير الأقوى حتى الآن، منذ بداية تدخله في شئون الشرق الأوسط، والتي تأتي في أعقاب الإعلان عن قصف 263 هدفًا لتنظيم «داعش» في سوريا خلال اليومين الماضيين. وكشفت مصادر عن أن روسيا تعول كثيرًا على لقاءات سيرجي ناريشكين، رئيس مجلس الدوما، مع ولد خليفة رئيس الغرفة الأولى للبرلمان الجزائري، وكبار المسئولين في الجزائر، من أجل خلق مواقف داعمة لروسيا في المنطقة العربية، خاصة سوريا وشمال أفريقيا، باعتبار الجزائر حليفًا تاريخيًا لروسيا منذ حقبة الاتحاد السوفييتي. وقالت مصادر جزائرية، إن «ناريشكين»، يريد من زيارته للجزائر دعم النفوذ الروسي في شمال أفريقيا، لموازاة التحرك الأمريكي اللافت في المنطقة المغاربية، خاصة بعد الاتفاق بين واشنطنوتونس، والذي يضع تونس في مصاف حليف خارج الناتو، والأحاديث الدائرة حول القاعدة الأمريكية في الشمال الغربي لتونس، وهو ما يكون قد دفع موسكو لاستنفار أكبر حلفائها في المنطقة لتحقيق توازن النفوذ مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في المنطقة. وكان «ناريشكين»، قد صرح عقب استقباله من قبل الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، بأن الجزائروروسيا تتبنيان مواقف متطابقة إزاء ضرورة استقرار السلام في سوريا وفي مجال مكافحة الإرهاب. وأضاف أن روسياوالجزائر لديهما نفس المواقف في ما يخص استتباب السلام في سوريا وفي مجال مكافحة الإرهاب، وأن المحادثات تناولت أيضا الوضع السائد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقال: «نحن راضون تماما عن التعاون الجزائري الروسي في شتى المجالات لا سيما على الصعيد السياسي والعسكري والاقتصادي». وذكرت مصادر دبلوماسية في الجزائر، أن التدخل العسكري في سوريا لضرب التنظيمات الجهادية وعلى رأسها داعش، والتطورات الدبلوماسية الأخيرة بشأن الوضع في دمشق، عززت الطموحات الروسية لتوسيع نفوذها في شمال أفريقيا، وقد يكون الهدف من الزيارة للجزائر بحث إمكانية تكرار التجربة في ليبيا بتوجيه حملة عسكرية ضد التنظيمات الجهادية الناشطة في العديد من المدن والمناطق الليبية، وربما تتناول إمكانية أن تكون الجزائر ملاذا للرئيس السوري بشار الأسد وفق أجندة معينة. وكانت مصادر دبلوماسية في السابق، أكدت أن الجزائر هي إحدى الوجهات المحتملة للرئيس السوري بشار الأسد، وفق أجندة دولية تبحث تسوية للأزمة تنتهي برحيل الرئيس الأسد. وترفض الجزائر التدخل العسكري الغربي في ليبيا، وتطالب بإيجاد تسوية سياسية للأزمة، كما أنها استقبلت جزءاً من مفاوضات الأطراف الليبية المتصارعة من أجل الإسهام في التوصل لتسوية مرضية للجميع، وينتظر أن تستقبل نهاية الشهر الجاري لقاء لدول جوار ليبيا تشارك فيه مصر ولا تشارك فيه تونس، ما يضفي غموضاً على المسألة، خاصة أن تونس تعد من المتضررين الكبار من الأزمة الليبية وتقتسم حدودا برية مع طرابلس، وهو ما سيشكل أول تباين مع الطرف الروسي حول مسألة التدخل العسكري حتى ولو كان بدعوى محاربة الإرهاب. ومن ناحية أخري دعا إبراهيم الدباشي ممثل ليبيا بالامم المتحدة، إلى الإسراع بإجراء انتخابات رئاسية في ليبيا، مشدداً على ضرورة أن يتخذ مجلس الأمن خطوات جدية من أجل معاقبة من وصفهم بمعرقلي الاتفاق السياسي والداعمين للإرهاب. جاء تصريح «الدباشي» في كلمة له امام مجلس الأمن، حيث قال «إن تشكيل حكومة الوفاق الوطني بات وشيكاً، ومجلس الأمن لم يتخذ خطوات جدية لتوفير البيئة الآمنة لتنطلق أعمال الحكومة من مؤسساتها في العاصمة طرابلس، محذرًا من الاعتماد على الميليشيات في حمايتها مطالبًا بتشكيل قوة خاصة محايدة من ضباط وأفراد الجيش والشرطة». وأضاف الدباشي أن بعض الدول تسوق الوهم لمجلس الأمن بأن « أنصار الشريعة والقاعدة أو ما يسمى مجالس الثوار في درنة وبنغازي واجدابيا ستحارب داعش»، مطالباً مجلس الأمن، بالضغط على جميع أطراف الحوار لكي يعلنوا موقفا واضحا حيال هذه التنظيمات الإرهابية. وأكد أن الاستقرار الحقيقي لليبيا لا يمكن أن يتم بأي شكل من أشكال بالتدخل الأجنبي على الأرض الليبية، بل من خلال المساعدة في اعادة تأهيل ونشر قوات الشرطة، وتجميع الجيش الليبي وإعادة هيكلته وتأهيله وتسليحه ليتولى حسم المعركة مع الإرهاب.